«المستقبل» يُحاور إيران أم «حزب الله»؟

طاولة الحوار من دون متحاورين

كتب اسعد بشارة في “الجمهورية”:

..تشير المعلومات التي رشحت عن الجلسة الأخيرة الى عقم الحوار مع حزب الله، في كل ما يتعلق بالقضايا الاساسية، ولقد خرج بعض المشاركين فيها بأنّ الحوار يجري مع طرف لا يقرّر سياسته من تلقاء نفسه، بل يقرَر له من طهران، التي لم تعد تراعي الحزب في خطابها الاعلامي والسياسي الى درجة، بات فيها الحيّز الشكلي ملغى الى حدٍّ كبير، في كلّ ما يتعلق بالقرارات الكبرى. ولقد شهدت الجلسة الأخيرة نقاشاً حاداً حول كثير من القضايا، ابرزها مسألة اطلاق النار الكثيف الذي شهدته بيروت والمناطق، فكان جواب حزب الله أنه المتضرّر الأكبر مما حصل، وأنّ الامر غير مقبول، لكنّ هذا الجواب لم يكن مقنعاً، خصوصاً أنّ الذين أطلقوا النار ليسوا مجرد أفراد عاديين، بل ينتمون الى ما يسمى «سرايا المقاومة»، وبالتالي فإنّ تمويلهم وتسليحهم من مسؤولية الحزب.. لن يكون الحوار المستمر بحكم الاستمرار، سوى تكرار لجلسات غير منتجة الهدف منها تخفيف الاحتقان المذهبي، لكنّ ما حصل بعد عمليتي شبعا والقنيطرة، والكلام الذي قاله الامين العام لحزب الله، فرض نفسه كعامل تخفيف من منسوب التفاؤل الى الحدّ الأدنى. من هذه الزاوية تتصاعد الاصوات داخل «المستقبل» لاعادة إرساء بعض التوازن على الحوار، بفعل سلوك حزب الله، الذي كرّر ما يشبه بروفة 2006 حين دخل الى الحوار، فيما هو يضمر تنفيذ أجندة مختلفة، مستثمراً الحوار لمصلحته. وفي هذا الاطار يلعب الرئيس فؤاد السنيورة، الذي يبقى على تنسيق يومي مع الرئيس سعد الحريري، دوراً مهماً في إرساء هذا التوازن، خصوصاً بعد خطاب السيد نصرالله، وبعد ما جرى في بيروت من إطلاق نار، وإطلاق مواقف تنعي الحوار، وتحوّله مجرد جلسات شكلية، لا يُرجى منها أن تؤدي الى أيّ تغيير أو انفراج.

في معلومات لـ”النهار” عن المناقشات التي شهدتها الجولة الخامسة أن ممثلي “حزب الله” أجابوا عن تساؤلات ممثلي “المستقبل” بما يمكن تلخيصه بالآتي: ان الحزب يحرص على معادلة الاستقرار في لبنان وعدم الانزلاق الى اي تجارب غير محسوبة العواقب. وان جوهر كلام الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله أخيراً والذي أثار المخاوف هو ذو طابع دفاعي وقائي في وجه الاحتلال الاسرائيلي ومحاولاته لتكريس معادلة رعب تفضي الى ضرب الاستقرار وتجاوز القرارات الدولية.

(الجمهورية)

السابق
مشرَّدو نيويورك أكثر من 60 ألفاً
التالي
أيهما أفضل السكر البني أم الأبيض؟