ماذا تفعل المخابرات الأميركية مع إيران وسوريا؟

لم يؤثر الإشتباك الأخير بين إسرائيل و«حزب الله» في مسار المفاوضات بين الولايات المتحدة الأميركية وطهران، ولن يتمكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من تقويض إندفاعة الرئيس باراك أوباما نحو إنجاز اتفاق استراتيجي مع إيران.

ويؤكّد صانعو السياسة في واشنطن، أن ما يجري على مسرح الشرق الأوسط لن يؤثّر في استراتيجية الإدارة الأميركية الحالية، ولن يُبدّل في أولويّاتها.

– لا أولويّة تتقدّم على محاربة «داعش».
– لا عودة عن سلاح خفض أسعار النفط.
– لا تراجُع في التعاون السرّي مع إيران. وهذا ما يتخطى المفاوضات النوويّة.

يتمسّك أوباما بإيجاد توازن استراتيجي بين إيران والعرب. وهذا ما يؤكد ثبات السياسة السعودية بعد تسلّم القيادة الجديدة، وخصوصاً الأمير محمد بن نايف، الذي يُشكّل ضمانة لإستمرار نهج المملكة في قيادة محاربة الإرهاب على مستوى المنطقة.

ويحرص أوباما في موازاة ذلك، على تثمير التعاون المخابراتي بصمت. فهناك تعاون عسكري أميركي-إيراني ضد «داعش»، حسب مراكز الأبحاث الأميركية، التي ترى أنه كلّما قويت «داعش»، قويت العلاقات الأميركية-الإيرانية. وهناك التقاء مصالح بينهما.

أميركا لا تُمانع أن تضمن إيران أمنها الجنوبي، وطهران لا تُمانع أن تحمي واشنطن الأكراد. من هنا، قاد طيارون إيرانيون طائرات عراقية لشن غارات على «داعش»، وأرسلت طهران مقاتلين لمؤازرة الأكراد.

من جهتهم، أنشأ الأميركيون غرفة عمليات مشتركة في بغداد في 25 حزيران الماضي لتنسيق جهود المخابرات، وهي تتلقّى عدداً هائلاً من التقارير المخابراتية التي ترسلها الحكومة السورية عبر الحكومة العراقية، وفيها معلومات حسّاسة عن مخازن أسلحة «داعش»، ومراكز قيادتها، ومناطق التدريب في حلب والرقة ودير الزور، إضافة الى معلومات عن مجموعة «خوراسان» -القاعدة.

ويُحاول العراقيّون إقناع الأميركيّين بأن تُصبح إجتماعات الإستخبارات ثلاثية، عراقية-سورية-أميركية، غير أن الأميركيّين يرفضون هذه الفكرة.
إلّا أن أصواتاً بدأت ترتفع في واشنطن مطالبة أوباما بإعادة حساباته حيال أسلوب التعامل مع طهران. تعتبر هذه الأصوات أن إيران ستستمر في سياساتها الهجومية في سوريا واليمن والعراق ما دامت الدبلوماسية الأميركية لا تُواجهها ولا تُحاسبها.

ويُخشى أن تتطور هذه الحالة السياسية الى ما يُؤمن به بعض فريق الثامن من آذار، بمعنى أنه «كما أنتج التفاهم الأميركي – السوري وصاية سورية على لبنان من العام 1990 الى العام 2005، فقد ينتج التفاهم الأميركي – الإيراني تسليماً بالدور والنفوذ الإيرانيّين على لبنان».

إلّا أن قوى الرابع عشر من آذار ترفض هذه النظرية، على أساس أن الإستراتيجية الأميركية تدفع الى توازن إقليمي أولاً، والى تفاهمات داخلية في مواجهة الخطر الوجودي الذي تمثّله «داعش» على لبنان، وهذا ما دفع الى الحوار بين «حزب الله» و«تيار المستقبل».
إنه نفق طويل وبلا أفق تجتازه المنطقة، ولا يُتوقع تغييرٌ يُذكر، حتى ما بعد إنتخابات الرئاسة الأميركية.

(الجمهورية)

السابق
ماذا يجري في منطقة الشرق الأوسط؟
التالي
شبان الرشيدية ينتفضون