رئاسة رابطتي التعليم الثانوي والمهني بيد«التيارين»

حنا غريب

بعد نجاح التحالف الخماسي في فرض “معادلة جديدة” في رابطة التعليم الثانوي وإستبعاد النقابي حنا غريب وإعطاء الرئاسة للعونيين بالتراضي، أكمل أمس التحالف ذاته المؤلف من “حركة أمل”، “حزب الله”، “التيار الوطني”، “التقدمي” و”المستقبل” توافقه في إنتخابات رابطة أساتذة التعليم المهني والذي نتج عنه فوز لائحة التضامن المهني وخسارة لائحة القرار النقابي المستقل غير المكتملة والمؤلفة من سلام حرب من الحزب الشيوعي الذي حاز 15 صوتاً ومروان بشارة مستقل الذي نال 9 أصوات.

وأكد مصدر في “حركة أمل” لـ”النهار” أن التوافق الخماسي حرص في هذه الدورة أن يدعم عبد الرحمن برجاوي من “تيار المستقبل” لترؤس الرابطة للسنتين المقبلتين. ولفت المصدر الى أن برجاوي سيترأس الرابطة خلفاً لإيلي خليفة المسيحي المحسوب على “التيار الوطني الحر” والذي تسلم الرئاسة من فاروق الحركة الشيعي المحسوب على “حركة أمل”.
لكن نتائج الإنتخابات التي صدرت أمس في اللائحة الحزبية المؤلفة من 9 مسلمين و 7 مسيحيين سجلت فوز فاروق الحركة عضو اللائحة بـ 102 صوتين وهي النسبة الأعلى المسجلة في الإنتخابات، بينما حل الرئيس “العتيد” للرابطة عبد الرحمن برجاوي، والذي نال 97 صوتاً، في المرتبة 13 من حيث تراتبية الفوز بالأصوات. وقد ارتكز التصويت أمس على إنتخاب 14 مقعداً من أصل 16 لأنه سبق أن سجل فوزان بالتزكية في الشمال كل من فيليب الدويهي من “تيار المرده” وعبد القادر الدهيبي من “تيار المستقبل”.

أما النتائج النهائية للهيئة الجديدة للرابطة فجاءت كالآتي: فاروق الحركة (حركة أمل – بيروت 102 صوتين)، جورج داغر (الكتائب – بيروت 101 صوت)، حسن الحسيني (أمل – النبطية 101 صوت)، مازن قسطنطين (موالي للنائب ميشال موسى ومن حصة أمل – الجنوب 101 صوت) ، محمد الشعيتاني (أمل – النبطية 99 صوتاً)، أنطوان الأسمر (القوات – جبل لبنان-99 صوتاً)، جورج نيسي (التيار الوطني – جبل لبنان -99 صوتاً)، نضال ضومط (التيار الوطني – بيروت 99 صوتاً)، شربل نهرا (التيار الوطني – بيروت 98 صوتاً)، مروان ضايع (حزب الإتحاد – البقاع 98 صوتاً)، بديع أبو ديه (“حزب الله” – البقاع 98 صوتاً)، أنور بشنق (إشتراكي – جبل لبنان 98 صوتاً)، عبد الرحمن برجاوي (“مستقبل” – بيروت 97 صوتاً ) عبد اللطيف حيدوره (حزب الله – بيروت 96 صوتاً)، والفائزان بالتزكية هما فيليب الدويهي من “تيار المرده” وعبد القادر الدهيبي من “تيار المستقبل”.

في تفاصيل اليوم الإنتخابي، توافد 109 مندوبين من أصل 157 إلى المدرسة الفندقية – الدكوانة لإختيار ممثليهم. ونقل المشرفون على الإنتخابات أنه تقرر إلغاء ورقة واحدة كتب عليها “هيئة التنسيق النقابية”. كما لوحظ أيضاً أن المرشح من قضاء جبل لبنان ناصيف متى وهو من “التيار الوطني” نال صوتاً واحداً ولم يتمكن من سحب ترشيحه لدواعي صحية.
وذكر الأستاذ فاروق الحركة لـ”النهار” أن المحافظات كلها تمثلت في الهيئة وضمت 6 مقاعد لمحافظة بيروت ومقعدان في كل من محافظات البقاع، جبل لبنان، الجنوب، النبطية والشمال. أما توزيع المقاعد الـ 16 في الهيئة فتألفت وفقاً للحركة من 3 مقاعد لـ”التيار الوطني”، 4 مقاعد لـ”حركة أمل” بينهم مقعدان للمسيحيين في محافظة الجنوب، مقعدان لحزب الله، مقعد واحد لـ”الكتائب”، مقعد واحد لـ”القوات”، مقعد واحد لحزب الاتحاد، مقعد واحد للإشتراكي ومقعد واحد للمردة”.

وعما إذا كانت القوى الحزبية ستكبل عمل الهيئة وتمنعها من المطالبة بالسلسلة أجاب: “إن المكاتب السياسية دعمت التحرك النقابي المطلبي في الأعوام الثلاثة الماضية . لن نساوم على كرامتنا والسلسلة معركة مستمرة وسنسعى لنيل حقوقنا كاملة”. عما إذا كان غياب النقابي حنا غريب يجعل إمكان مواجهة السياسيين صعبة كما ذكر مرشح الحزب الشيوعي سلام حرب قال: “للنقابي حنا غريب تاريخ مشرف. لكن النضال لا يختصر بشخص واحد لأن نجاح هيئة التنسيق النقابية يعود لدينامية المكاتب الحزبية وكوادرها التعليمية”.
من جهة اخرى، لم يفاجأ كل من سلام حرب ومروان بشارة بالخسارة. وبالنسبة الى سلام أردنا تسجيل موقف حر ومستقل عن اللائحة السياسية والتي وضعت برنامجاً سريعاً قبل يومين من الإنتخابات بينما وضع ورفيقه مروان برنامجاً يهدف إلى “جعل الأحزاب السياسية في خدمة الأساتذة نقابياً وليس العكس. اضاف: “يستطيع نقابي مثل حنا غريب أن يواجه ضغوط السياسيين، بينما سيكون أي رئيس حزبي آخر مكبلاً بإرادة السياسيين”.
على صعيد آخر، افاد مصدر قيادي في “حركة امل” “النهار” أن حنا غريب حاول إستعادة دور الحزب الشيوعي الذي كان مهمشاً سياسياً. ورأى المصدر أن أداءه عكس ضرراً كبيراً على الحركة النقابية. وبالنسبة إليه، إستخدم حنا غريب خطاباً شعبوياً عكس من خلاله نوعاً من الانتفاضة على الدولة ولم يسع فعلياً لتحقيق مطالب المعلمين. وذكّر الرأي العام أن أحزاب السلطة هي التي نجحت في تحصيل كل من مطالب الـ 4 درجات ونصف الدرجة لمعلمي الأساسي وحققت أيضاً سلسلة الرتب والرواتب لأساتذة الجامعة اللبنانية.

وإعتبرت المصادر أن بعض الوسائل الإعلامية المنحازة إلى الحزب الشيوعي منحت النقابي حنا غريب منصباً غير قائم في ذاته من خلال تسميته رئيساً لهيئة التنسيق النقابية. ورأى أن الحزب الشيوعي خسر دعم “التيار الوطني الحر”لحليفه الإستراتيجي، مشيراً إلى أن إصدار الإفادات شوه التربية في لبنان وساهم في تراجع التعليم الرسمي و نشر حالاً من التململ بين غالبية المعلمين ومنهم معلمو الثانوي من قرار عدم تصحيح الإمتحانات الرسمية.

(النهار)

السابق
إحذروا قشور البطاط.. إنها مسمّمة
التالي
نفايات ومولّدات كهربائية ورشاوي في الجنوب