في مديح بيروت

لا يهم ان كانت تُشعرنا بوحشيتها احيانا وبقهرها وتشح علينا بالماء وترفع أسعار شققها وإيجاراتها وتبخل علينا بمواقف السيارات، ولا ان كنت نضيق ذرعًا بها احيانا وننتقد غرورها، فربما نفعل ذلك من موقعنا كعاجزين ومتحسرين عما أردنا ان تكون مدينة تحتضننا.

تفاجئك بيروت احيانا من الخلف – كما يفعل عاشق لحبيبته ويمسكها من خاصرتها – كأنها تمرر لك ابتسامة إغواء لتحبها. في الوقت نفسه، تجد رصاص “الابتهاج” يلعلع في سمائها من دون وجه حق. تشفق عليها. تبدو كفتاة جميلة هاربة من ابيها ومن رغبة العائلة مثلا بأن تجبرها على ارتداء الحجاب.

لا شيء يمنع ان تحب بيروت كسائح ربما يأخذ منها ما يبهره ولكن لا تستطيع ان تشعر بأنك اكثر من سائح في حبها. ان تصبح مكانا ملائما للعيش، فهو امر صعب، أقله بوجود الآباء الكثيرين..

السابق
الصورة التي حذفتها ميريام فارس بعد الإهانات التي تلقتها!
التالي
احصلوا على أسنان ناصعة البياض بمدة 10 دقائق فقط!