كيري: اندفاع «داعش» توقف

حاول وزير الخارجية الأميركي جون كيري، أمس، تقديم صورة متفائلة لحرب التحالف الدولي ضد تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» – «داعش»، مشيراً إلى أن العراق والدول المشاركة في التحالف أحرزت نجاحات في الحرب على «داعش»، حيث قتلت الآلاف من مقاتليه بالإضافة إلى 50 في المئة من قياداته، فيما وضع المشاركون في اجتماع التحالف الاستراتيجية المقبلة في الحملة على التنظيم.

وأعلن كيري ونظيره البريطاني فيليب هاموند، في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي في ختام الاجتماع في لندن الذي شارك فيه وزراء خارجية ومسؤولون من 21 دولة، بينها دول عربية وتركيا، انه تم وضع خطط للخطوات المقبلة في حملة التحالف على «داعش» في سوريا والعراق وغيرهما، والتي دخلت شهرها السادس، ويشمل هذا بذل المزيد من الجهد عسكرياً، واتخاذ إجراءات إضافية لقطع التمويل عن التنظيم، ووقف تدفق المقاتلين الأجانب ومواجهة إيديولوجيته المتشددة. كما تضمّنت المباحثات مشكلة المقاتلين الأجانب الذين ينضمون إلى المجموعات «الجهادية» ويعود بعضهم إلى أوروبا.
وقال كيري «في الأشهر القليلة الماضية شهدنا بكل تأكيد توقف قوة اندفاع (داعش) في العراق، وفي بعض الحالات تراجعت». وأضاف «استعادت القوات البريّة الآن، بمساعدة نحو ألفي غارة جوية، نحو 700 كيلومتر مربع، ومنعت التنظيم من استخدام 200 منشأة غاز ونفط»، مشيراً إلى أن «عدد قتلى التنظيم بالآلاف، كما تم قتل 50 في المئة من قياداته»، لكنه استدرك قائلاً «ما يزال أمامنا الكثير من العمل».
وأعلن أن «داعش ليس فقط مشكلة سورية، وهو ليس مشكلة عراقية، داعش مشكلة عالمية»، مشيراً إلى أنه يمكن للتحالف الدولي «القيام بما هو أفضل لوقف تدفق المقاتلين الأجانب وتمويل التنظيم، وقدرته على إيصال أفكاره». وقال إن «الخلايا النائمة موجودة منذ أعوام عدة، فهذه المجموعات لديها مشاريع اعتداءات منذ وقت طويل ضد المصالح الغربية».
وأكد الوزيران الأميركي والبريطاني أنهما سيلبيان حاجات العراق التسلحية، وذلك بعد انتقاد العبادي لعدم تسليح بلاده. وأعلن كيري أن القوات العراقية ستحصل على الكثير من البنادق من نوع «إم 16» الأميركية «قريباً جداً جداً» بالإضافة إلى 250 آلية مصفحة، مضيفاً «تزايدت عمليات تدريب القوات العراقية، كما أننا سنبدأ هذا الخريف بتدريب قوات المعارضة السورية في معسكرات في السعودية وتركيا وقطر».
ورداً على انتقاد العبادي، أكد هاموند أن «هذه الحملة لن تفشل بسبب نقص في الأسلحة والذخائر لدى قوات الأمن العراقية». وكان هاموند قال، قبل الاجتماع، إن التحالف قد يحتاج إلى نحو عامين لطرد «داعش» من العراق فيما ستظل القوات العراقية لشهور غير قادرة على شن عمليات قتالية ملائمة.
وكان العبادي انتقد عدم تقديم الأسلحة إلى العراق لمحاربة «الدولة الإسلامية»، محذراً من أن انخفاض أسعار النفط سيؤثر على قدرة بغداد على شراء الأسلحة.
وقال «العراق بحاجة إلى أسلحة، ولدى المجتمع الدولي القدرة على تزويده بالأسلحة التي يحتاجها»، مضيفاً «أنا شخصياً هنا للحصول على مزيد من الدعم من شركائنا»، لكنه أشار إلى أن القوات المسلحة العراقية حصلت مؤخراً على مزيد من الأسلحة.
وعن تأثير تراجع أسعار النفط، قال العبادي إن «هذا الأمر كان كارثياً بالنسبة إلينا» على صعيد العائدات، مضيفاً وتابع «لا نريد أن نشهد هزيمة عسكرية بسبب مشاكل مالية وفي الموازنة».
وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس إن الاجتماع «مرحلة جديدة في هيكلة الائتلاف بعد خمسة أشهر من وجوده». وأضاف «بمواجهة تهديد مماثل، من المهم أن تكون هناك استراتيجية شاملة متماسكة وتوجيه سياسي».

السابق
مسرحية فرنسا قد تحتاج إلى خميني جديد
التالي
«جائزة سمير قصير لحرية الصحافة» في سنتها العاشرة