ضربة القنيطرة أخطر رسالة إسرائيلية إقليمية

الى أين تتجه الاحداث في سوريا والمنطقة؟ هذا هو السؤال الابرز منذ الاعلان عن مقتل ستة من كوادر “حزب الله” اللبناني بينهم جهاد مغنية نجل القائد العسكري الراحل في الحزب عماد مغنية في غارة اسرائيلية شنتها مروحية على قافلة كانوا ضمنها بمحافظة القنيطرة قرب مرتفعات الجولان السورية المحتلة أمس. وجاءت الغارة الجوية بعد تأكيد الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله في مقابلة مع قناة “الميادين” التي تتخذ بيروت مقراً لها الخميس، ان الغارات الاسرائيلية على أهداف عدة في سوريا خلال السنوات الاخيرة، هي “استهداف لمحور المقاومة” والرد عليها “أمر مفتوح” و”قد يحصل في أي وقت”.

ووقت تتركز الانظار على الطريقة التي سيرد بها “حزب الله” وعلى التوقيت الذي سيختاره، شكلت الغارة الاسرائيلية أخطر ضربة توجهها اسرائيل الى الحزب في سوريا لما ستتركه من تداعيات عسكرية على الارض قد تدفع بالازمة السورية المستمرة منذ نحو أربع سنوات، الى انفجار اقليمي شامل يعيد خلط الاوراق في منطقة الشرق الاوسط برمتها. ولا يمكن فصل الغارة الاسرائيلية عن سياق الاحداث الاقليمية الجارية. فقد اختارت اسرائيل التوقيت وقت كان مفاوضون من ايران ومجموعة دول 5+1 يعاودون الجلوس معاً في محاولة للتوصل الى اتفاق على البرنامج النووي الايراني، تؤكد معلومات من واشنطن ان كلاً من اميركا وايران يريدان انجازه ضمناً في اذار عوض الموعد المستهدف في الاول من تموز. كما أتت الغارة قبل شهرين تقريباً من موعد الانتخابات الاسرائيلية العامة التي يسعى رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو من خلالها الى الفوز بولاية رابعة، فيما لا يخفي الاخير معارضته لأي اتفاق نووي مع ايران.
الوقائع
وقال “حزب الله” في بيان، انه “اثناء قيام مجموعة من مجاهدي حزب الله بتفقد ميداني لبلدة مزرعة الامل في منطقة القنيطرة السورية، تعرضت لقصف صاروخي من مروحيات العدو الاسرائيلي مما أدى الى استشهاد عدد من الاخوة المجاهدين الذين سيعلن عن اسمائهم لاحقاً بعد ابلاغ عائلاتهم الشريفة”.
وفي بيان لاحق أوضح “حزب الله” انه “بإيمان واحتساب وفخر واعتزاز تزف المقاومة الإسلامية في لبنان الى شعبها الوفي وامتها الابية كلاً من الشهداء الابرار التالية اسماؤهم:
1ـ الشهيد القائد محمد احمد عيسى “أبو عيسى”مواليد: عربصاليم 1972 م / متأهل / 4 أولاد
2ـ الشهيد المجاهد جهاد عماد مغنية “جواد”مواليد: طيردبا 1989 م / عازب
3ـ الشهيد المجاهد عباس ابرهيم حجازي “السيد عباس”مواليد: الغازية 1979 م / متأهل / 4 أولاد
4ـ الشهيد المجاهد محمد علي حسن أبو الحسن “كاظم”مواليد: عين قانا 1985 م / عازب
5ـ الشهيد المجاهد غازي علي ضاوي “دانيال”مواليد: الخيام 1988 م / متأهل / ولد واحد
6ـ الشهيد المجاهد علي حسن ابرهيم “ايهاب”مواليد: يحمر الشقيف 1993 م / عازب.”

وأفاد مصدر مقرب من الحزب ان محمد عيسى هو أحد مسؤولي ملفي العراق وسوريا. ومعلوم ان عماد مغنية اغتيل عام 2008 في دمشق بتفجير سيارة. وحمل “حزب الله” اسرائيل مسؤولية اغتياله. واستهلت قناة “المنار” التابعة لـ”حزب الله” نشرة أخبارها المسائية بأن “اسرائيل تلعب بالنار وان جنون العدو من تطور قدرات حزب الله العسكرية قد تدفعه الى مغامرة مكلفة تجعل الشرق الاوسط برمته على المحك”.
ونسبت وكالة “الاسوشيتدبرس” الاميركية الى مسؤول في “حزب الله” ان مقاتلي الحزب في مدن الجنوب اللبناني وقراه قد وضعوا في حال تأهب.
وبث التلفزيون السوري الرسمي انه “في اطار دعم المجموعات الارهابية، قامت مروحية اسرائيلية ظهر اليوم (أمس) باطلاق صاروخين من داخل الاراضي المحتلة باتجاه مزارع الامل في القنيطرة مما أدى الى ارتقاء ستة شهداء”.
وقال “المرصد السوري لحقوق الإنسان” الذي يتخذ لندن مقراً له أن “خمسة قياديين في حزب الله اللبناني بينهم نجل عماد مغنية القائد العسكري السابق لحزب الله اللبناني، إضافة الى قيادي في الحرس الثوري الإيراني قضوا في قصف الطائرة الإسرائيلية لمنزل وسيارتين أمام المنزل في منطقة مزرعة الأمل بريف القنيطرة، حيث كانوا في المنطقة من أجل التخطيط للقيام بعمليات عسكرية على الشريط الحدودي مع الجولان”.
واورد موقع “تابناك” الاخباري الايراني شبه الرسمي إن عدداً من أفراد الحرس الثوري “الباسدران” قتلوا أيضاً في الهجوم من دون ذكر مزيد من التفاصيل. وقال التلفزيون الايراني الرسمي إنه لم يتسن التأكد من هويات “الشهداء”.

اسرائيل
وامتنع الجيش الإسرائيلي عن التعليق على الامر، لكن موقع “واي نت نيوز” الإسرائيلي نقل عن مصدر عسكري إسرائيلي أن الهجوم استهدف “ارهابيين كانوا يخططون لمهاجمة إسرائيل”.
ونشرت وسائل إعلام إسرائيلية أن الأشخاص الذين قتلوا كانوا يخططون لمهاجمة بلدات في شمال إسرائيل أو الاستيلاء عليها. وقال مصدر في الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية إن جهاد مغنية كان ضابطاً خطيراً في “حزب الله” .
وقالت القناة الثانية في التلفزيون الاسرائيلي ان هناك استعداداً وجاهزية في مستوطنات الشمال، ولكن لم يصل الامر الى حد فتح الملاجىء. واكدت ان مستوطني الجليل والجولان خائفون من رد محتمل من “حزب الله”. واشارت القناة العاشرة في التلفزيون الاسرائيلي الى “حركة جوية كثيفة في الشمال وتعزيز للقوات فضلاً عن الطلب من قوات الجهوزية في المستوطنات البقاء قرب مستوطناتهم”.
واعلنت الوكالة الوطنية للاعلام اللبنانية انه بعيد الغارة “كثف الطيران الحربي والاستطلاعي الاسرائيلي طلعاته الاستكشافية فوق مزارع شبعا ومرتفعات الجولان المحتلين”. واضافت ان تكثيف الطيران “تزامن مع تحركات غير عادية لقوات الاحتلال الاسرائيلية في مواقعها الامامية، المتاخمة للمناطق المحررة، وعلى طول جبهة مزارع شبعا المحتلة”.
ويشيع “حزب الله” كوادره الذين سقطوا في القنيطرة بعد ظهر اليوم.

السابق
ما بعد الاعتداء ليس كما قبله.. وإسرائيل تتحسب
التالي
السخرية خلاصة الحريات والمجد لشهدائها