عن داعش: أسئلة برسم الأيام القادمة

هل ما يحدث في صفوف داعش من تغييرات مجرد بروباغندا اعلامية والى أين يتجه التنظيم.. أسئلة برسم الأيام القادمة.

يعيش العالم منذ عام تقريبا على انغام داعش وفرق الكورال الاعلام التي تتناقل اخبار هذا التنظيم الجهادي والتكفير والارهابي والعديد من الاوصاف التي تقذف على اسماع المتلقين عبر كل انواع وسائل الاعلام وكل يصف هذا التنظيم ويطلق تسميته حسب موقعه وموقفه منه، لكن الجميع يعيشون هواجس الخوف والرعب من هذ لتنظيم ويعممون اخباره بطريقة مبالغ بها الى مرحلة تحول هذه الحملة الاعلامية الهادفة الى كشف خفايا هذا التنظيم وفضح جرائمه ومخططاتته وكل ما يتعلق به لكن تحولت هذه الحملات الى وسيلة دعائية له بتخويف الناس وترهيبهم منه وجذب المراهقين والشباب اليه وخاصة لمن يهوون القوة والعنف وحب المغامرة منهم.

واذا اقتربنا اكثر من هذا التنظيم الارهابي نجد مجموعة من التصرفات المتناقضة الغير منضبطة بقواعد واسس وكاننا امام مسرحية مفتوحة بلا مخرج وبلا نص كل ممثل ينطق بمزاجيته وتخلط الادوار وتتداخل المشاهد الدرامية والاجرامية مع مشاهد الفكاهة الساذجة المغلفة بثوب التقوى والورع والايمان المبهم الغير واضح المعالم والاهداف؟

الاسبوع الماضي سمعنا عبر وسائل الاعلام عن معارك طاحنة بين داعش وباقي الفصائل المسلحة من جبهة نصرة وغيرها وتكلمت التقارير الصحفية عن معركة سقط فيها عشرين عنصر من الطرفين وعن اشتباك سقط فيه ثمانية عناصر وقد تمكن تنظيم داعش من فرض سيطرته على اجزاء واسعة من جبال القلمون وجرود عرسال بعد ان اعتقل عدد من المسلحين الذين لم يبايعوه وقد يعدمون وقد تبين لاحقا ان المعركة المذكورة لم تحدث من اساسها.

وقد تناقلت وسائل الاعلام خبر اغتيال او تصفية الظابط في الجيش الحر عرابي ادريس لانه لم يبايع البغدادي او لاتهامه بالعمالة للنظام ولحزب الله وتبين ايضا انه لم يقتل بل حقق معه وبعد التحقيق حكم على نفسه المحقق ب 39 جلدة لاهانته هذا الظابط اثناء التحقيق، وقد اتى من وادي ميرا في جبال القلمون الى وادي حميد بالقرب من عرسال وجمع عدد من الاشخاص ليحضروا عملية الجلد وتعرى امام عرابي وجلده، وبعد الجلد اعتذر المجلود من الجالد واعاد له ممتلكاته ومعداته العسكرية .

واليوم واثناء تواجد احد ابناء عرسال في مقر عمله في محلة وادي حميد وصل اليه احد عناصر داعش وكسر له علبة السجائر وحصل تلاسن بين الاثنين فرفع يده الداعشي وهم بضرب العرسالي فعاجله الاخير وبدا بضربه عدة لكمات وعندم وصل الامير الداعشي وسمع ما جرى فرض على العرسالي ان يضرب اخوه الداعشي مجددا ثلاثة كفوف، ويوجد عدد من القصص المشابهة، هل هذه هي داعش التي تقتل بلا تحقيق وبلا رحمة وتجعل من رؤوس معارضيها كرات تتقاذفها ارجل مجاهديها للتسلية؟ هل يوجد دواعش متعددة ضمن داعش الام ولكل منها تكتيها الخاص على الارض؟

وهل هذه التصرفات عبارة بروباغندا اعلامية؟ ام هذه تصرفات شخصية ومزاجية من اشخاص ما زالوا مؤمنين بمسيرة الثورة السورية؟ او هذا تغيير بنهج داعش وطريقة تعاطيها مع محيطها؟

اسئلة برسم الايام القادمة..

السابق
الفنان محمود سعيد الى مثواه الاخير وسفارة فلسطين نعته
التالي
علم النفس يوصي بحماية الأطفال من وسائل التواصل الاجتماعي