12 ألف طالب سوري خارج جدران المدرسة!

لم يكتب للطفل السوري النازح إلى طرابلس محمد الشيخ (5 أعوام) الالتحاق بمقاعد التدريس بعد، رغم مرور شهرين تقريباً على بدء العام الدراسي، لينضم إلى الآلاف من أقرانه الذين ينتظرون بداية العام الحالي موعد تنفيذ وزارة التربية اللبنانية قرار فتح صفوف للطلاب السوريين بدوام ثان بعد الظهر.
محمد الذي لم يجد مكاناً له في المدرسة الرسمية في الدوام الصباحي بسبب التخمة التي تعاني منها تلك المدارس، لم يجد كذلك مكاناً له في المدارس الخاصة التي تعنى بتعليم النازحين السوريين إما مجاناً أو بتكاليف مالية بسيطة، نظراً لضيق حال والده وعدم استطاعته حجز مكان له على نفقة المتبرعين.
حال محمد يشبه أحوال نحو 12 ألف طالب وطالبة من النازحين السوريين إلى محافظة الشمال، والذين ينتظرون جميعهم بداية العام المقبل للدخول إلى المدرسة الرسمية ومواصلة تعليمهم، بناء لقرار وزارة التربية اللبنانية المتعلق بتأمين دوام ثان بعد الظهر لهؤلاء الطلاب، بعدما تعذر إيجاد أماكن لهم في المدارس خلال الدوام الرسمي نتيجة عدم قدرة هذه المدارس على استيعاب هذا العدد الكبير.
وأوضح مصدر تربوي أن “هؤلاء الطلاب سيلتحقون بداية العام بالمدارس بعد الظهر، بناء لاتفاق بين وزارة التربية اللبنانية ومنظمة الأمم المتحدة، والتي تتكفل مالياً بتغطية نفقات الطلاب السوريين في المدارس الرسمية”.
كما يضم الشمال عشرات المدارس الخاصة التي تهتم بتعليم الطلاب السوريين، وهي تحظى بتمويل من جمعيات خيرية معظمها إسلامية تابعة لدول الخليج، حيث يتم تدريس منهاج سوري بعدما جرى تعديله من قبل المعارضة السورية.
وأشار الرئيس السابق لدائرة التعليم الأساسي في مدينة حمص السورية عمر كاخية والمقيم حالياً في طرابلس إلى أن “عدد الطلاب السوريين في الشمال يبلغ نحو 50 ألف طالب يتوزعون على المراحل التعليمية كافة”.
وقال: “يوجد نحو 13 ألف طالب في المدارس الرسمية قبل الظهر وهم يتلقون المنهاج اللبناني، وهناك نحو 12 ألف طالب ينتظرون بداية العام لكي يلتحقوا بدوام بعد الظهر في المدارس الرسمية، وهناك 25 ألف طالب وطالبة يتوزعون على مدارس خاصة افتتحت بأموال متبرعين لبنانيين وعرب، ومعظم الطاقم التعليمي فيها من السوريين، حيث جرى تعديل المنهاج السوري بعد حذف كل ما يخص النظام السوري”.
وكانت بعض المدارس الخاصة التي تعلم سوريين في عكار أقفلت أبوابها هذا العام بسبب غياب الدعم المالي، ما اضطر الجمعيات الخيرية والناشطين السوريين إلى افتتاح مدارس داخل المخيمات العشوائية عبارة عن خيم صغيرة لكل مخيم، جرى تأمين أساتذة ومعلمات لها، فضلاً عن المستلزمات الضرورية من طاولات وكراسي وألواح.
ويقول الناشط السوري محمد دندشي: “هذه الخيم الصغيرة تساعد الطلاب الذين لا توجد مدارس لاستقبالهم، أو الذين يعيشون بعيداً عن المدارس ولا توجد وسائل نقل لهم، وبالتالي فهي تقدم لهم التعليم المجاني، وإن كان ذلك لا يكفي، إلا انه يبقى أفضل من أن يبقى الطالب دون تعليم”.

السابق
«لجنة حماية الصحافيين»: مقتل 60 إعلامياً حول العالم في 2014
التالي
لاريجاني غادر بيروت