حوار «المستقبل» – «حزب الله» في 29 الجاري

حزب الله وتيار المستقبل

رجحت مصادر سياسية قريبة من طرفي حوار المستقبل – حزب الله لـ”المركزية” ان تعقد الجلسة الاولى رسميا يوم الاثنين 29 الجاري بين مدير مكتب الرئيس سعد الحريري نادر الحريري والمعاون السياسي لامين عام حزب الله حسين الخليل برعاية رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة.

وقالت ان الرئيس الحريري وضع قيادات “المستقبل” الذين زاروا المملكة وعادوا منها ليلا في اجواء الحوار المنشود واطاره العام والصيغة المقترحة ليكون الجميع على بينة مما يجري، خصوصا ان الحوار لن يكون مقفلا، بمعنى انه قد يتوسع في مرحلة لاحقا لا سيما بعد تحقيق هدفه الاول في جدول الاعمال، تنفيس الاحتقان السني – الشيعي، ليشمل سائر المكونات السياسية وتحديدا عند البحث في ملفات الرئاسة وقانون الانتخابات تمهيدا للتوافق على الانتخابات النيابية والحكومة، وهو ما يقتضي تحديدا مشاركة المسيحيين ان عبر قادتهم او من خلال بكركي التي استبقت الامر وسارع سيدها البطريرك مار بشارة بطرس الراعي الى عقد اجتماعات مع القادة الاربعة على التوالي لتلمس توجهاتهم وما ينشدونه من الاستحقاق، وكان اجماع بحسب مصادر مواكبة على ثلاث نقاط اساسية: مسيحية الخيار، لبننة الاستحقاق على رغم الحراك الفرنسي الذي لا يتعدى اطار تسهيل انجاز الانتخابات الرئاسية ورفض حصر الترشيحات بزعيمين وتركها مفتوحة لمن يرغب. واعتبرت المصادر ان في حال تعذر انضمام القادة المسيحيين الى الحوار لاحقا لسبب او لآخر فان بكركي قد تتولى المهمة حرصا على عدم استبعاد المسيحيين او إقصاء أنفسهم عن هذا الحوار الذي يقارب ملفات تمسهم في الصميم وتعنيهم مباشرة.

وفي السياق، قالت المصادر ان مهندسي الحوار تجنبوا توسيع اطاره بداية على رغم ان اكثر من جهة ابدت استعدادها للانضمام اليه لا سيما رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط، حرصا على عدم تفسير الخطوة بحلف ثلاثي او رباعي جديد. وشددت على ان مقاربة الملف الرئاسي بين المستقبل والحزب ستتم من زاوية تسهيل الخيار وتحديد المواصفات وليس الاختيار لان المهمة متروكة للمسيحيين.

ومع ان صفارة الانطلاق لم تطلق بعد، غير ان المصادر اكدت لـ”المركزية” ان الساحة الداخلية بدأت تجني اولى ثمار الحوار، بعدما حرك الاعلان عنه القادة المسيحيين فدارت عجلات الوسطاء بين الرابية ومعراب بهدف ترتيب لقاء بين رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ورئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون يتوقع ان يعقد بعد انطلاق حوار الحزب – المستقبل.

ويتوقع ان يتصل نادر الحريري بالوزير علي حسن خليل لوضعه في أجواء الرئيس سعد الحريري، وفي صيغة جدول الاعمال الذي بات معلوما من الجميع وبنده الاول تنفيس الاحتقان في الشارع الاسلامي ورئاسة الجمهورية وقانون الانتخاب والانتخابات النيابية. قالت اوساط قريبة من المستقبل لـ”المركزية” ان تنفيس الاحتقان لا يمكن ان يتم بمجرد جلوس المتحاورين معا او بالاتفاق فيما بينهم بل يستوجب مسارا طويلا يبدأ بمعالجة اسبابه ومسبباته المعروفة وابرزها سلاح الحزب وقتاله في سوريا وممارسات سرايا المقاومة جنوبا وتجاوز الدولة وغيرها، مشيرة الى ان الرئيس نبيه بري كما الوزير خليل قالا اكثر من مرة ان لا ممنوعات في الحوار والبحث مفتوح على المواضيع كافة.

وختمت الاوساط بالتساؤل عما اذا كان حوار الحزب والمستقبل سيتجاوز المطبات على كثرتها ويتمكن من احراز التقدم المرجو ليتوسع ويتحول من ثنائي الى وطني يشارك فيه الجميع لانتاج حل كامل متكامل للازمات الداخلية المتراكمة؟

السابق
أميركا وسؤال الفردية (2)
التالي
يوسف: مبادرته سرية حتى تكليفه وتنسيق مع ابراهيم