سالم زهران: ناطق رسمي باسم حزب الله

سالم زهران
من لا يعرف سالم زهران، فهو احد الوجوه الاعلامية الموالية لحزب الله. مع الايام يثبت زهران انه يلعب دور الناطق باسم الحزب خصوصاً بعدما قال ان علاقته ممتازة مع السيد حسن نصرالله.

بقي حزب الله ولأمد ليس ببعيد يحرص كثيراً على الحفاظ والاجتهاد بتقديم صورته بشكل موزون وهادئ بعيدا عن الضوضاء والخزعبلات خصوصاً في الاعلام وتحديداً التابعة له، فكان ينتقي بعناية فائقة الأسماء او الأشخاص الذين يتحدثون بإسمه او ينقلون الى الجمهور وجهة نظره.
ودائما ما كانت الاطلالات الإعلامية محصورة بمستويات رفيعة جدا ومن الصف الأول في قيادة الحزب ابتداءا من السيد إبراهيم امين السيد مرورا ببعض نواب كتلة الوفاء للمقاومة وصولا الى الأمين العام نفسه. وكان من المعلوم ان الكثير من المواضيع والملفات الحساسة لا يتناولها إعلاميا الا السيد حسن نصرالله فيما كان يمنع على الاخرين مهما كانت صفتهم من مقاربتها.
ونستطيع القول ان هذه الحالة استمرت ونجح الحزب الى حد بعيد في المحافظة على صورته الراقية إعلاميا حتى سنة 2005 وبالتحديد الى ما قبل الانسحاب السوري من لبنان وما تبعه من احداث وتحولات “اضطر” الحزب ان يلعب دور البديل الطبيعي لملء الفراغات التي كانت تشغلها الوصاية السورية بكل تشعباتها والاعلام هو واحد منها.
فعمد الحزب الى تكتيك، يقضي بجمع بين الدور الوظيفي الجديد بمحمولاته التي لا تنسجم دائما مع نشأته العقائدية والدينية والأخلاقية التي سلكها منذ بدايته، والتي تفرض عليه نمط مسلكي قد يكون قاصرا عن مؤدّى الدور الحالي ولا يشببهه! فالتجأ الى ما يشبه الازدواجية الخطابية وذلك عبر استحضار وجوه إعلامية من زمن الوصاية او خلق وجوه جديدة لا تنتمي بشكل مباشر لجسمه التنظيمي وعمل على مدها بكل وسائل الدعم المادي والمعنوي والسياسي، ففرز لها موازنات مالية كبيرة ومدها بكل ما تشتهي من معلومات وروايات وخبريات وقام بنشرها على الشاشات وعلى صفحات الجرائد، ليس لها إلا وظيفة محددة ودور مرسوم بدقة وهو ان تقول ما يفكر فيه الحزب، ولا يستطيع هو قوله.
واحد من هذه الأسماء كان الإعلامي سالم زهران، الذي لا تخلو واحدة من اطلالاته الإعلامية من السب والشتم والإساءة والكثير الكثير من الفبركات الإعلامية والمخابراتية والتشبيح والتهجم وكل وسائل الاثارة التي صار بكل اسف جمهور الحزب يتلذذ بها وينتظرها بفارغ الصبر، حتى سالم زهران تحول الى نجم من النجوم في البيئة الحزباللهية لا يضاهيها أي من الأسماء الحزبية الرصينة والملتزمة !
هذه الحالة المرضيّة والغريبة عما كان يتمتّع به جمهور الحزب من مناقبية أخلاقية مشهود لها، آخذة بالتزايد والتضخم، وعوضا ان تكون هذه الأسماء الهامشية تعبّر عن نفسها وباسلوبها هي، لان أسلوبها لا ينسجم مع اخلاقيات أبناء الحزب وادبياته التاريخية، نراها هذه الأيام قد طَبعت الجمهور بطباعها ووسمت البيئة الحزبية بسماتها وبدل ان ترتفع هي الى المستوى الذي كان جمهور الحزب عليه نراها استطاعت ان تُنزل الجمهور الي مستواها هي، تحديداً بعد تدخل حزب الله المباشر في المعارك السورية وتماهيه مع النظام السوري على كل المستويات ومنها التشبيح الإعلامي.
فاذا كان حزب الله يستطيع ان يتنكّر بمرحلة سابقة من اسفافات واساءات وهبوط أمثال سالم زهران على شاشات التلفزة وادبياته التشبيحية ( من الصباط الى رشق المياه والسباب)، فانه وبعد إعلانه الصريح اليوم عن علاقته المميزة جدا مع الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الذي اتصل به فجرا ليطمئن عليه (والقول لزهران) لن نستغرب بعد ذلك اذا ما عرفنا انه اصبح الناطق الرسمي باسم حزب الله العربي الاشتراكي.

السابق
الحوار والحريري ورئاسة الحكومة
التالي
تُقرفني النساء لأنّهن مخادعات!