«إجرام» سعيد عقل تلفزيوني.. ماذا عن «إيران غيت»؟

طيب. نسأل: أيّهما أصعب علينا في التعامل مع "إسرائيل": عمالة سعيد عقل في موقف تلفزيوني علني، أم عمالة قادتنا وسادتنا وأئمتنا في العراق وإيران مع "إسرائيل" والشيطان اﻷكبر؟  وها هم يفاوضون اﻵن على شرق أوسط أميركي شيطاني جديد تكون "إسرائيل" في موقع القلب والوسط منه.

آليت على نفسي أﻻ أردّ حتّى ﻻ نفتح سجاﻻ يكاد يكون عقيما في موضوع شاعرنا الكبير سعيد عقل. رحمه الله. وقبل الردّ أوضح أنّني قومي عربي في فكري وانتمائي ومؤمن بربّ عظيم وكتبه وملائكته. ورسله كافة. خصوصا بالمسيح الروح القدس وبمحمد المصطفى. ومؤمن بنصرانيتي وإسلامي رسالة عربية حضارية واحدة. ومؤمن بالشعب العربي العظيم الذي سيستمر في الثورة وبحتمية حركة التاريخ واﻹنتصار على الكيان الصهيوني في فلسطين.

لكن حينما تمادى المتمادون القومجيون والمتأسلمون والعلمانيون بشتم إبن عائلتي وابن زحلة التي أحب، وابن لبنان الفينيقي الكنعاني العربي، باعتباره عميلا إسرائيليا، وقد اطّلعت على وثائق مصورة ومكتوبة تدينه في بعض المواقف مثل تأييد جيش اﻹحتلال وشتم المقاومة الفلسطينية.. فهنا اقتضى أن أردّ ليس دفاعا عن سعيد عقل المفكر والفيلسوف، وليس عن سعيد عقل الشاعر العملاق ألذي غنى أجمل القصائد وأنبل المواقف الحضارية العظيمة التي ستحفظها اﻷجيال بصوت عظيمتنا وفيروز لبناننا. ليس دفاعا عن مواققف مشينة قالها تؤيّد عدونا في أرضنا وديننا وتاريخنا. إنّما أقول لكل هؤﻻء: أتريدون أن تعادوا وتقاتلوا الذين أيدوا إسرائيل وتعاملوا معها؟!!!!. أانتم فعلا تريدون ذلك؟! إذن تعالوا نقف وقفة ضمير. ووقفة حساب وطنية لبنانية صميمة. ووقفة سورية قومية ووقفة عربية وقومية. بل تعالوا نقف وقفة مسيحية نصرانية صميمة. وأنا نصراني. بل هاتوا معاً نقف وقفة إسلامية محمدي . بل وقفة حيدرية حسينية ضدّ الكيان اﻹسرائيلي الغاصب. وضدّ مؤيّدي الجرثومة الصهيونية السرطانية، “إسرائيل”.

محمد عقل
محمد عقل

(واتبعوني حاﻻ في حلقة ثانية)
نقول تريدون محاسبة ومقاطعة وإدانة ولعن المتعاملين والمؤيدين والساعين إلى مصالحة الكيان اﻹسرائيلي وكلهم خطيرون مثل سعيد عقل وأكثر؟ إذن لنبدأ بالمصارحة من فلسطين والفلسطينيين والمقاومة الفلسطينية التي هي وبحقّ أنبل ظاهرة في تاريخنا العربي المعاصر. كما قال عنها القائد جمال عبد الناصر.
الفلسطينيون، بالعرف والقانون، أساؤوا إلى عرف الضيافة العربية واللبنانية ﻷنهم بنوا دولة ضمن دولة. بغض النظر عن اﻷسباب والمسببات والمواقف. ولكنهم من رمز مقاومة فلسطين لم يتمكنوا من خلق القرار الفللسطيني المستقلّ. فصاروا عبئا على فلسطين وقضيتها. وفاوضوا الصهاينة على قاعدة:” السلام مع إسرائيل خيار استراتيجي”. وفعلا عادوا إلى فلسطين ممسوخة وما زالت آثار هذا القرار تمزّق الفلسطينيين إلى اﻵن وستبقى. بل منهم من حملوا الجواز اﻹسرائيلي وصاروا “عرب إسرائيل”. وتلك ظاهرة أصعب من العمالة. ولم يعودوا يستغنون عن التعامل اليومي مع “إسرائيل” بشريا واقتصاديا. وهذه كارثة.

أما سورية اﻷسد والممانعة فما زالت ساحاتها تشهد تخطيطات جميلة مزينة بصور اﻷسد الكبير وهي تفصح بصراحة: السلام خيارنا اﻹستراتيجي. وهنا نسأل :السلام مع من؟ ولعلّ العالم يذكر الضوء اﻷخضر اﻷميركي الشيطاني واﻹتفاق السوري اﻷسدي – اﻹسرائيلي بأﻻ تعبر قوات سوريا اﻷسد إلى الجنوب منذ دخولها لبنان في العام 1976. وهكذا كانت حتّى خروج سوريا من لبنان في نيسان 2005 . أما الشاهدان على اﻹتفاقية فكانا السفير الصهيوني في لندن في حينه والملك حسين. إضافة إلى حكاية تسليم الجوﻻن للعدو في العام 1973 بدم بارد. والدليل أنة لم تطلق طلقة رصاص واحدة باتجاه العدو الصهيوني طيلة أكثر من ثلث قرن. وهذا مسجل ومؤرّخ ومشهود له عبر التعاون مع رؤساء أميركا الستة طيلة هذه الفترة والحفاظ على الشروط اﻹسرائيلية تحت شعار: الرد المناسب في الزمان المناسب. ولن نأتي على معادلة رامي مخلوف: “أمن دمشق من أمن تل أبيب”، التي أيدتها إيران وأفهمتنا بأنّها توازن رعب. ونحن نقول: لن نسامحكم بترك “إسرائيل” يوما إضافيا واحدا إذا كان بإمككانكم اقتلاعها وتدميرها. بل ونحمّل المتأخّرين أوزار حروب الكيان الصهيوني وتبعاتها ومؤامراته في سوريا ولبنان والبلاد العربية كلها.

نأتي إلى لبنان وهنا الكوارث والتعامل واصل إلى النخاع الشوكي. ويضرب المرشّحين الى رئاسة الجمهورية ومعاونيهم وتيارهم. وهناك صور موثّقة للطرفين وبإمكانننا تزويدكم بها وهي متوفرة على الإنترنت. وبهذه نؤيد سوريا اﻷسد التي ضبطت تعاملها بحس مخابراتي. أما اﻷحزاب اﻷخرى المحسوبة على التأسلم واﻹشتراكية العالمية والشيعية الحيدرية فكانت تظهر بأسلحتها بلا خجل مثلها مثل سعيد عقل، على اعتبار أنّها تخوضا حرباً ضدّ “المخربين الفلسطينيين”. وهناك صور. استرونا. ولن نذكر جيوشا قامت تحارب علنا مع العدو وتسمت بمسميات عديدة. تعالوا ننساها أستر.

الطامة الكبرى في التعامل اﻷعظم مع الكيان الصهيوني هو التعامل اﻹسلامي الحلال. وهنا لن ندخل في متاهات أوسلو وما أدراك ما أوسلو في التسعينيّات. وكان جوهر الخلاف العربي الكلاسيكي التقليدي والممانع يمثّله التقليديون، منفردا حال حسني مبارك، وعلى قاعدة السادات في كامب ديفيد، ومع هؤﻻء أبو عمّار ﻻحقا، وبين عرب الممانعة ورأس حربتهم سوريا اﻷسد التي تقول: فشروا الذهاب وحيدين يجب أن يذهب العرب كلهم إلى مدريد موحدين ﻹظهار القوة العربية في وجه “إسرائيل” فتخيب وننتصر نحن في خوض حربنا في الخيار اﻹستراتيجي وهو “السلام مع إسرائيل”.  فكان الخلاف يدور حول : السلام بالجملة السوري، وببن السلام بالمفرق المصري. يا سلام على السلام.

إيران بدورها لم تكن بعيدة. إنها إيران الثورة إيران اﻹمام الخميني العظيم . التي تريد تصدير الثورة إلى بلاد العرب الخائبة الخائنة العاجزة. وفتحت سفارة فلسطين وقاتلت صدّام، على اعتبار أنّه العميل اﻷمريكي الشيطاني الصهيوني. ومعها وقفت سوريا اﻷسد ضدّ ذاك الصدّام العميل. ولم تمضِ 8 سنوات عجاف على الحرب القذرة حتى دوت فضيحة “إيران غيت”. وظهرت اﻷعجوبة . طائرات صهيونية تحطّ في مطار طهران لدعم الثورة في قتالها ضدّ عملاء أميركا. ويقول بني صدر إنّ ذلك تمّ بمعرفة من وزير الدفاع وبالتنسيق مع إمام الثورة، الذي سأله بني صدر: هل هذا صحيح؟ فقال له اﻹمام: نعم صحيح. وهذا كان في أساس الخلافات التي أدّت فيما بعد إلى إقالة بني صدر وطرده خائنا خارج إيران.
طيب. نسأل: أيّهما أصعب علينا في التعامل مع “إسرائيل”: عمالة سعيد عقل في موقف تلفزيوني علني، أم عمالة قادتنا وسادتنا وأئمتنا في العراق وإيران مع “إسرائيل” والشيطان اﻷكبر؟  وها هم يفاوضون اﻵن على شرق أوسط أميركي شيطاني جديد تكون “إسرائيل” في موقع القلب والوسط منه.

أجيبوني يرحمكم الله: أيّهما أخطر علينا، المتعاملين بالسلاح أم بالهمروجة الكلامية؟ مع العلم أنني مبدئيا ضد العميلين معا. أيّهما أخطر الفرد الشاعر الذي غنّى لمكّة وفلسطين وانفجر من لؤم العرب وبطرهم وخبث مشايخهم وعهر مواقفهم وقرفهم؟ أم قادة اﻷمة وصانعو الثورة وسادة الشعوب المقهورة؟ أيّهما أخطر على لبنان والعرب والعالم: كاتب مقال يناقش و”يفشّ خلقة” أم قائد ثورة يفشّ دينه ويفتي بالتعامل وهو المرجع الثائر القائد اﻹمام الذي تقلّده أمم وهو المطروح من محمود أحمدي نجاد إماماً معصوماً؟

وتعلمون أو لعلكم ﻻ تعلمون أنّ القول والفعل في حياة المعصوم واﻹمام والقائد كلّها بمثابة فتوى يجوز لجمهور اﻷمة التعامل معها على أنّها سنّة ومرجع يرجع إليه حين الخلاف. وعلى سنته نقاوم “إسرائيل ” وعلى هديه تأسست الثورة اﻹسلامية في لبنان وتحولت إلى “المقاومة اﻹسلامية”. وللحقيقة والتاريخ فإنّ هذا المرجع القائد هو محيي مقولة وﻻية الفقيه والعمل بها إلى قيام المهدي.
أتريدون لعن ومقاتلة ومحاربة المتعاملين مع “إسرائيل”؟ أنا معكم قاتلوههم وأنا أمامكم. ﻻ وراءكم.
وأختم: ﻻ عدوّ يقتلني في تاريخي وأرضي وديني ومستقبلي إﻻ “إسرائيل”. فهل أنتم معي؟ وخصوصا أنتم الذين تلعنون وتشتمون وتخوّنون وتجرّمون سعيد عقل. أنا معكم. فهل أنتم معي؟

السابق
قطر وباكستان الأكثر دعمًا لـ«داعش» في مواقع التواصل الاجتماعي
التالي
ستة أسباب تفسر إفلات الميليشيات الشيعة الإرهابية من العقاب