القنيطرة تحت نيران المسلحين

تتخذ التطورات المتسارعة في الجنوب السوري منحى تصعيديا أكثر من أي وقت مضى، مع إطلاق المجموعات المسلحة معركة تستهدف مدينة القنيطرة، في مسعى يبدأ بعزل محيط دمشق ولا ينتهي عند فرضيات المنطقة العازلة جنوباً، فيما تتجه الأوضاع في جنوب دمشق إلى مزيد من التوتر، ما يهدد اتفاق التهدئة المبرم منذ أشهر.

وتواصلت الاشتباكات بين المجموعات المسلحة والجيش السوري في محيط مدينة البعث وخان أرنبة، في وقت بث ناشطون موالون لـ”جبهة النصرة” مقاطع مصورة تظهر استهداف المدينة بالرشاشات وقذائف الهاون.
وأكد الناشطون “سيطرة المسلحين على قرية المشاعلة عند مدخل المدينة، ومقر الأمن العسكري ومبنى المحافظة”، لكن مصدراً محلياً من داخل المدينة نفى تقدم المسلحين، مقراً في الوقت ذاته بحدة المواجهات في محيط المدينة، التي تعتبر مع خان أرنبة وعدد من التلال آخر النقاط الخاضعة لسيطرة الدولة في محافظة القنيطرة.
وبالحديث عن أهمية المدينة يشير مصدر ميداني معارض لـ”السفير” إلى أن “المعركة لم تكن وليدة اللحظة، وأن التخطيط لها بدأ منذ السيطرة على تل الحارة الاستراتيجي، الذي يكشف مساحات واسعة تمتد إلى هضبة الجولان، وتعزز ذلك بعد سيطرة المجموعات المقاتلة على مدينة نوى، واحتدام المواجهات في الشيخ مسكين”.
وأضاف “بدا واضحاً أن الهدف الأسهل هو التوجه نحو القنيطرة بدلاً من فتح معارك في درعا، على اعتبار أن النقاط المتبقية تحت سيطرة الدولة في حوران هي في غاية التحصين، كاللواء 82 في محيط الشيخ مسكين، والفرقة الخامسة في إزرع، والفرقة التاسعة في الصنمين وحتى درعا المدينة، ما يعني أن الخيار الأفضل بالنسبة إليهم هو التوجه نحو مدينة البعث وخان أرنبة، التي وبرغم انتشار نقاط أمنية وعسكرية لحمايتها إلا أنها أقل تحصينا من تلك المتمركزة في درعا، يضاف إلى ذلك الاتصال الجغرافي بين حوران والجولان الذي يسهل انتقال المقاتلين بين المنطقتين”.
وتابع المصدر “الأهم أن مدينة البعث تشكل مدخل الطريق نحو الغوطة الغربية ودمشق، وهو ما يمثل تهديداً مباشراً للعاصمة”، مع إقراره في الوقت ذاته أن “الفصائل، وإن تمكنت من السيطرة على المدينة، فإنها لن تتمدد إلى طريق دمشق، فالقطع العسكرية التي تتمركز على جانبي الطريق، كما في قطنا حيث الفرقة العاشرة، تجعل التحرك صعباً للغاية”.
ويوضح المصدر أن “عدداً كبيراً من الفصائل يشارك في المواجهات، غير أن الأكثر أهمية هما جبهة النصرة وجبهة ثوار سوريا، بالإضافة الى فصائل إسلامية تدور في فلك الجيش السوري الحر”. وقلل “من أهمية فصائل أخرى، مثل جيش الإسلام واتحاد أجناد الشام وصقور الشام”، معتبراً أنها “دخلت المعارك ببضعة عناصر لا أكثر”، مستبعداً أن “تلقى القنيطرة المصير الذي آلت اليه محافظة الرقة أو إدلب لجهة سعي النصرة لطرد الفصائل الأخرى وإطباق سيطرتها عليها”، ومتوقعاً أن “مثل هذه المعركة لا يمكن أن تنطلق من دون ضوء أخضر من غرف العمليات الداعمة في الأردن”.
وتزامن التصعيد في القنيطرة مع توتر في ببيلا ويلدا وبيت سحم في جنوب دمشق، والتي شهدت تصعيداً كاد أن يودي باتفاق الهدنة المبرم فيها. ويشير مصدر محلي الى أن “الهدوء الحذر يسيطر على المنطقة، بعد إعلان جبهة النصرة اعتقال عدد من المدنيين بتهمة سب الذات الإلهية، لتدور اشتباكات بينها وبين باقي مجموعات الجيش الحر بالتزامن مع سقوط قذائف على المنطقة”.
وتبنت “النصرة”، في بيان نشر على موقع “تويتر”، تفجير عبوة أودت بحياة عميد في الجيش في حي العدوي بدمشق، كما تبنت تفجير عبوة في منطقة العمارة في العاصمة.

السابق
حزب الله لا يسمع ولا يقرأ!
التالي
ابو فاعور طلب إقفال جميع معامل ومحلات تعبئة مياه الشرب غير المرخصة