دور المسيحية والإسلام في تعزيز المواطنة والعيش معاً

تحت عنوان “دور المسيحيّة والإسلام في تعزيز المواطنة والعيش معاً – موارد للتربويّين والخطباء والوعّاظ عن قيم قبول الآخر – العدل واحترام القوانين والعهود” صدر دليل تربويّ عن مؤسسة أديان بالتعاون مع مجلس كنائس الشرق الأوسط، المديرية العامة للأوقاف الإسلامية – دائرة التعليم الديني، هيئة التبليغ الديني (مكتب التربية والتعليم والثقافة)، المجلس المذهبي لطائفة الموحّدين الدروز (المصلحة التربوية والدينية)، ط.أولى – 2014.

تم تأليف هذا الدليل التربوي ضمن برنامج التربية الدينية على المواطنة الحاضنة للتنوّع الثقافي لمؤسسة أديان، بالتعاون مع المرجعيات الدينية الوطنية. وقد تعاون على العمل مجموعة من الخبراء والمسؤولين في القطاعات التربوية والدينية، وعملوا معاً لفترة سنة لتطوير مضمون الدليل. وتم تنفيذ هذا المشوع بالشراكة مع مؤسسة دانميسيون الدانماريكة، وبالتواصل والحوار مع خبراء دانماركيين في مجالات التربية والمواطنة والشؤون الدينية، وبدعم من برنامج الشراكة العربية ضمن وزارة الخارجية الدانماركية.

يحوي هذا الدليل إضافة إلى المقدمة العامّة، ثلاثة فصول التالية: الفصل الأول: قبول الآخر، الفصل الثاني: العدل، الفصل الثالث: احترام القوانين والعهود، ومعجم المصطلحات.

وتسهم هذه المقاربة في إبراز ما يحتويه التراث الديني من موارد تدعم ثقافة التنوع، وقبول الآخر على اختلافه، وبناء العيش المشترك، وترسيخ السلام والعدل، ونشر روح الأخوة والمصالحة، من خلال الاستناد إلى النصوص كما ترد في الكتب المقدسة، وشرحها وتفسير معانيها البليغة. وتكتمل هذه المهمة بسكب مضامينها في منهج تربوي متكافئ، يخاطب المؤمنين بهدف تعزيز فهمهم لإيمانهم وقيَمه الحقيقية، بالأخص فيما يتعلق بالمواطنة والعيش معاً.

والمواطنة هي الانتماء الفاعل إلى كيان وطني عام، تؤمّن التمتّع بالحقوق والحريات، وتشكّل حيّزاً للتفاعل الإيجابي بين المواطنين، والمشاركة المسؤولة في الحياة العامة، على أساس احترام القانون ومنظومة القيم العامة المشتركة. وللمواطنة بُعدان أساسيان: قانوني – تعاقدي ووجداني – ثقافي.

فبعد التداول والنقاش المعمّق، وضع الخبراء تعريفاً جامعاً للمواطنة واتفقوا على مجموعة من القيم المرتبطة بها. ثم اختاروا منها ثلاثاً، وهي: قبول الآخر والعدل واحترام القوانين والعهود، وعملوا على عرضها في مقاربة دينية تربوية. كما تم اختيار الفئات العمرية التالية: 7 – 9 سنوات، 9 – 12 سنة، و12 – 15 سنة للتوجه إليها بعدد من الأنشطة التربوية النموذجية حول هذه القيم، مع مراعاة قدرة الطالب على الاستيعاب والتحليل وفق ما يُعرف بمبدأ الكفاية. بالإضافة إلى هذه الدروس تم توفير مجموعة من النقاط التفصيلية حول كل من هذه القيم لتطوير نشاطات فكرية وتعليمية للبالغين في المساجد والكنائس.

وسيتبع نشر هذا الدليل تنظيم ورش تدريبية خاصة بالمعنيين في الشأن التربوي الديني، تهدف إلى نشر هذه المبادئ وترسيخ قيم المواطنة انطلاقاً من الأسس الدينية الإسلامية والمسيحية. ويترافق ذلك مع تطوير برامج الكترونية للحواسيب والهواتف الذكية تساهم في نشر مضمون الدليل بشكل تربوي وترفيهي يتناسب مع ذهنيات الفئات الشابة وأنماط التواصل لديها وفق منهجية الحضارة الرقميّة.

السابق
أكثر ما قد ينشر الجراثيم في المنزل هي.. المناشف
التالي
الراعي لا يعارض تعديل الدستور