دولة أبو فاعور: هنيئاً للمغتربين

وائل ابو فاعور
من يستمع الى أبو فاعور يظنه، على هذر مقيم، أنه ينهض بمهام "الإصلاح والتغيير". فهو يرطن بلغة الشهابية المهجوسة ببينة الدولة. قد يفهم المرء قول قائل: "كما أنتم يولى عليكم"، لكن ما يبقى عصياً على الفهم هو استنكاف اللبنانيين عن المبادرة إلى السعي في مناكب بناء الدولة ومغادرة المعازل الطائفية.

يسع اللبنانيون تهنئة اشقائهم على غربتهم. الاهم بعد ما أعلنه وكشفه وزير الصحة وائل أبو فاعور ان نكف عن ترداد أغنية وديع الصافي وغيره من الفنانين عو وجوب عودة المهاجرين. أكثر من ذلك يسعنا تهنئة أهلنا على العيش في بلاد لا تكون لقمتهم مغمسة بالفايروسات والماكيروبات.

في ما سبق، كان ابناء بني معروف يوسمون بالتقية للعيش بعيدا عن الاستهداف: مع ابو فاعور تغير الأمر كلياً. صار أحفاد كمال جنبلاط كما هو نفسه: الهم الوطني أخاذ. سلامة اللبناني أمناً وسلاماً وتغذية هي أولوية الأولويات.

وحده أبو فاعور  انتفض للحفاظ على سلامة فكرة الدولة قبل سلامة الجماعات والمناطق، فيما أصحاب السياسة يتلهون في التمديد وعدمه، فهذا يعني في ما يعني ألا قيمة للمواطن في عيشه ولا في يومياته.

الوزير أبو فاعور ينهض بما لا تنهض به الحياة السياسية اللبنانية. الوزراء إن بذلوا جهداً، فهو في سياق وظيفتهم لجهة التصديق على الموازنة. وهم لا يبذلون عناء جهد لتبيان الخيط الأبيض من الخيط الأسود.

لا يكفي أن اللبناني ضحية للإرهاب وتقاسم المغانم، بل صار قتيلاً للأغذية الفاسدة والمضمخة بفيروسات لا بداية ولا نهاية معروفة لها. وحده أبو فاعور يقف متنكباً عناء القتال من أجل الإنسان اللبناني.

من يستمع الى أبو فاعور يظنه، على هذر مقيم، أنه ينهض بمهام “الإصلاح والتغيير”. فهو يرطن بلغة الشهابية المهجوسة ببينة الدولة. قد يفهم المرء قول قائل: “كما أنتم يولى عليكم”، لكن ما يبقى عصياً على الفهم هو استنكاف اللبنانيين عن المبادرة إلى السعي في مناكب بناء الدولة ومغادرة المعازل الطائفية.

السؤال الملح: كيف لعاقل أن يسكت عن قتله؟ في هذه الحال يوافق اللبنانيون بمعنى ما على أن يكونوا ضحايا كما حال الفلسطينيين في أرضهم المحتلة. هناك من يقتلنا جماعى وفرادى. وهل يعقل الصمت الرهيب إزاء ما كُشف وإنكشف.

في البلدان المتحضرة تهوي الأنظمة كأوراق الخريف، في حال تم الكشف عما كُشف. لكن في لبنان لا زلنا نتغنى بمرقد العنزة. والأنكى أن هناك من انبرى للتصدي، ويريد أدلة قضائية يستغرق تبيانها أشهراً طويلة.

إذا كان أبو فاعور مخطئاً، فليتم الإدعاء عليه وضده، على قاعدة أن الدول هي حيز جغرافي تحكمه القوانين. لبنان هو البلد الوحيد الذي يُستهدف بالمخدرات والأسلحة والخلايا الإرهابية. والتبرير يقوم يقوم على معادلة: هم ونحن.

السياسة عموما تنهض على نهج بسمارك وقوله:إن مهمة السياسة تكمن في عدم تكرار ما حصل. لكن عندنا فالفظائع تستكين إلى شبيحة يظهرون بين فينة وأخرى بتقية ليس لها إلا مناجاة أوصيائها للوذ بفعلتها.

وحده أبو فاعور كان لبنانياً لا يروم الشك إليه في مناكب السياسة اللبنانية. الأرجح أنه سيبقى هكذا، طالما كان منبته وجع الناس وقهرهم.

السابق
اطلاق نار في كفرحونة
التالي
قطع طريق المدينة الصناعية جنوب صيدا