ما لم يقله رفسنجاني

رفسنجاني
اذا ما كان السلوك "الشيعي" المتطرف على المستوى الفردي هو السبب في بروز ردة فعل سنية وهذا ما قاله في تصريحه الواضح الا ان الاهم يبقى في ما لم يقله ولكن يمكن ببساطة قراءته بين حروف تصريحه وهو: ان سياسات النظام الايران وتدخلها في البلدان الاسلامية "السنية"، وفرض انواع من الوصاية عليها كما حصل بالعراق وسوريا ولبنان واليمن هو ما ادى الى ردود افعال من انظمة هذه البلدان وشعوبها باتجاه ايران مما جعلها بنظر هذه الشعوب الى عدو رقم واحد.

ومنذ الأيام الاولى لقيام الجمهورية الاسلامية الايرانية بقيادة الامام الخميني، والشيخ هاشمي رفسنجاني يمثل بأدائه السياسي حقيقة البراغماتية الايرانية، وكان يعبر عنها ولا زال بأفضل ما يمكن أن يعبر عنها الرجل السياسي وصاحب النفوذ ورجل الدولة، ومشهور عنه براعته في التقاط اللحظة المناسبة والاجواء السياسية المساعدة لطرح رؤيته الاصلاحية.
هذه المواصفات التي يتمتع بها الرجل وبإقرار حتى من خصومه، هي التي ساعدته ولعقود من الاحتفاظ دائما بمقعد متقدم في الصفوف الامامية لقيادات الجمهورية، حتى في زمن الامام الخميني حيث الحضور الطاغي لقائد الثورة، كان الشيخ رفسنجاني لا يحتاج عباءة الامام لتثبيت حضوره السياسي كما كثيرين من المسؤولين القدامى او الحاليين، بل كان ذاتي الحضور اذا صح التعبير وهذا ما اهله للصمود امام الكثير من محاولات اقصائه عن الساحة الايرانية والوقوف بوجه حملات شعواء كانت تشن عليه من الحرس الثوري المدعوم من المرشد.
وبناءً على ما تقدم فقد حظيت تصاريح ومواقف الشيخ رفسنجاني على اهتمام واسع من قبل وسائل الاعلام العالمية ومتابعة تفصيلية من المراقبين واصحاب القرار اقليميا ودوليا، والذي كان اخرها ما نقلته وكالة “إيرنا” الإيرانية، حيث حمّل الشيخ رفسنجاني بصفته رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام ما وصلنا اليه من اجواء مذهبية وفتنة سنية شيعية والى ظهور حركات تكفيرية كالقاعدة وداعش الى ” شتم الصحابة والاحتفال بمقتل الصحابي والخليفة عمر بن الخطاب ….”.
فاذا ما كان السلوك “الشيعي” المتطرف على المستوى الفردي هو السبب في بروز ردة فعل سنية وهذا ما قاله في تصريحه الواضح الا ان الاهم يبقى في ما لم يقله ولكن يمكن ببساطة قراءته بين حروف تصريحه وهو: ان سياسات النظام الايران وتدخلها في البلدان الاسلامية “السنية”، وفرض انواع من الوصاية عليها كما حصل بالعراق وسوريا ولبنان واليمن هو ما ادى الى ردود افعال من انظمة هذه البلدان وشعوبها باتجاه ايران مما جعلها بنظر هذه الشعوب الى عدو رقم واحد.
وبالتالي فان النظام الايراني هو من يتحمل كامل المسؤولية لما وصلت اليه حال المنطقة من اجواء مذهبية وفتن تحصد الاخضر واليابس، وامام هذا الاقرار فلا معنى بعده للحديث عن المؤامرات الاجنبية ولا عن الالاعيب الاستكبارية، مما يعني ان مواجهة هذا المد التكفيري وهذه المنظمات الارهابية انما يكون اولا واخيرا بمراجعة النظام الايراني لسياساته بالمنطقة واعادة تموضعه بما يخدم مصالحه ومصالح المنطققة، واي حديث غير ذلك يعتبر هروب الى الامام ليس الا.

السابق
حمادة: لا عون ولا جعجع سيصلان إلى سدة الرئاسة
التالي
نهاية الصراع الإسلامي الليبرالي