«مهرجان صور السينمائي» للمرة الأولى في تاريخ المدينة

يبدو أنّ الممثل والمخرج قاسم اسطنبولي لن يتعب من نضاله الفنّي. فبعدما نظّم المهرجان المسرحي الأول في صور، يُعلن اليوم عن تنظيم مهرجان صور السينمائي “أيام الحمرا السينمائية” مسجلا بذلك المهرجان السينمائي الأول في تاريخ المدينة.

يمتدّ المهرجان من 8 تشرين الثاني حتى 11 منه، وتشارك فيه أفلام من 25 دولة (17 فيلماً من لبنان أغلبها لطلاب الجامعات في لبنان، 4 أفلام من مصر، 5 أفلام من فلسطين منها 2 في العرض الأول، فيلم من الجزائر، 4 أفلام من العراق، فيلم من تونس، فيلم من المغرب، فيلم من ايطاليا، فيلم من اسبانيا، فيلم من ايران، فيلمان من سوريا، فيلم من فرنسا…) واشترطت إدارة المهرجان على الأفلام المشاركة ألا يتجاوز إنتاجها ثلاثة أعوام وألا تتجاوز مدتها الـ 30 دقيقة كحد أقصى، كما لا يُسمح بسحب الفيلم من المسابقة بعد قبوله.
يهدف المهرجان إلى تعزيز الثقافة السينمائية، والتحفيز على الإبتكار، والعمل على إفساح المجال للشباب للتلاقي وتبادل الخبرات، بالإضافة إلى الاحتفاء بالسينما اللبنانية والعربية والعالمية. ويتعاون مسرح إسطنبولى مع محترف تيرو للفنون في تنظيم المهرجان في دورته الأولى، ويأمل منظموه أن يُثبت موعده في تشرين الأول من كل عام.
وستمنح لجنة التحكيمٍ دروعاً تقديرية لأفضل عملٍ متكامل، أفضل فيلم لبناني، أفضل إخراج، أفضل سيناريو، أفضل تصوير، أفضل دور رجالي، أفضل دور نسائي. وخلال المهرجان سيتمّ تكريم ثلاث شخصيات: جواد الأسدي، زياد أبو عبسي، وعبيدو باشا.
أمام كل تلك الجهود التي يبذلها اسطنبولي، نستغرب جداً، بل نحزن لدى معرفتنا أنّه لا يزال يعمل وحيداً، من دون أيّ دعمٍ من أيّ جهة سواء في مدينة صور أو في خارجها! نسأله عن السبب فيجيب: “ما بعرف شو السبب، بس اللي بعرفو إنّو ما رح إفقد الأمل… إلّا ما بالآخر ينتبه حدا إنّو من واجب الجميع دعم الثقافة والفن”. ويوضح قاسم أنّه نظّم مهرجان المسرح من أربعة أشهر، واليوم ينظّم مهرجان السينما، من دون مال! “ما قدرت إحجز لَ حدا بالأوتيل، كلّ الناس عم بستقبلُن عندي بالبيت. الحمد لله إنّو إمّي وإخواتي كمان بِحبُّو المسرح والسينما، وبِحبُّو الناس، وإلّا ما كنت قدرت عملت شي!” نمازحه قائلين: “يعني مش بس إنتَ معجوق بالتنظيم، عاجق كل العيلة معك!”، فيجيب ضاحكاً: “وهلّق عم فكّر خلّي الجيران يستقبلو ضيوف عندُن كمان”.
صحيح أنّنا ضحكنا على تلك الفكرة، لكن لا بدّ من الوقوف أمام هذا الواقع الغريب، كي لا نقول المُعيب، وخصوصاً أنّ أسماء معروفة يمكن أن تشارك في المهرجان، مثل محمود قابيل من مصر، لكن ذلك مرتبط بـِ “إذا قدرت أمِّن سعر تذكرة السفر”! أو حين نعرف أنّ قاسم اعتذر عن عدم استقبال المزيد من الأفلام ومن الضيوف بسبب “إنّو بيتي ما بقا يساع”! ربّما يكون حب الثقافة والفن هو المحفّز الذي يدفع قاسم اسطنبولي إلى العمل من دون تعب، وهو ما يدفعه إلى أن يكون إيجابياً رغم كل المصاعب التي تعترضه فيقول: “نحن عم نتعب هالقَد لإنّو عم نأسس، بس بكرا الإشيا بتصير أسهل”. لكنّنا ندرك تماماً أنّ الذي يعمل وحيداً، من دون أي دعمٍ، سرعان ما يتعب، وقد يصل حتّى إلى الاستسلام، لذلك نصرخ بدلاً من اسطنبولي، ونتوجه إلى أهالي صور وإلى بلديتها والجمعيات والنوادي والمؤسسات ووجهاء المدينة، وإلى وزارة الثقافة، للإهتمام بتلك المشاريع الثقافية ودعمها، لأنّ لا شيء يقدر على إنقاذ وطننا سوى الثقافة والفن.

السابق
ماذا وراء تبرّع سامي الجميل براتبه؟
التالي
طريق قصر العدل في النبطية.. خطر