التمديد.. لـ«إجر» خالد الضاهر و«خرا» رياض رحّال

يعرف هذا وذاك وأولئك أنّ اللبنانيين مجموعات من الخرفان والغنم، الذين يسوق كلّ قطيع منهم زعيم طائفة، ولا يجدون أحدا ليخرج عن طاعتهم. وها قدّ مدّد اللبنانيون، أو على الأقلّ سمحوا ووافقوا، على التمديد لـ"إجر" خالد الضاهر و"خرا" رياض رحّال، وسلاح هؤلاء ومذهبية أولئك وفساد الجميع...

ما كان يوم التمديد المشؤوم لمجلس النواب اللبناني أن يمرّ من دون “طبعة” نتذكّره بها. فبندورة المجتمع المدني التي كانت “طبعة” التمديد الأوّل باتت رتيبة في التمديد الثاني، الأكبر. فما كان من نائبين إلا أن ملأ كلّ منهما الفراغ “التاريخي” بالقذارة المناسبة.

النائب الأوّل هو خالد الضاهر، الذي قال في مقابلة تلفزيونية بعد التمديد إنّ “الي ما بدّو يحكيني لإجري”.

والنائب رياض رحّال الذي وصف الشباب المعارضين للتمديد في “حراك المجتمع المدني”  بأنّهم “شي بخرّي”.

https://www.youtube.com/watch?v=AhrnOjSjzQU

هكذا يختصر هذان النائبان نظرة النوّاب إلى المواطنين اللبنانيين. واحد يخاطبهم على شاشة التلفزيون بـ”إجرو”، والثاني يصف شبّاناً وشاباتٍ يرفضون التمديد غير الشرعي بأنّهم “شي بيخرّي”.

بغضّ النظر عن انحدار المستوى الأخلاقي والسياسي لهذين النائبين، فهما يعبّران عن طبقة سياسية شبه أمّية، بعقلية ميليشيوية، ونفسية مراهقة، وتصرّفات أقرب إلى البلطجة. كيف لا وقد قرّروا انتخاب أنفسهم لدورة نيابية جديدة، من دون العودة إلى اللبنانيين.

هذان النائبان قد يكونان أكثر صراحة من الـ128 الآخرين الذين وافقوا كلّهم على التمديد، وإلا ما كان ليمرّ. رغم مسرحية من هنا واستعراض من هناك. أما المؤكّد فهو أنّ الـ128 نائباً لهم الرأي نفسه، ويعتبرون رافضي التمديد حثالة وكلّ من ليس من رأيهم “متل إجرهم”.

يعرف هذا وذاك وأولئك أنّ اللبنانيين مجموعات من الخرفان والغنم، الذين يسوق كلّ قطيع منهم زعيم طائفة، ولا يجدون أحدا ليخرج عن طاعتهم. وها قدّ مدّد اللبنانيون، أو على الأقلّ سمحوا ووافقوا، على التمديد لـ”إجر” خالد الضاهر و”خرا” رياض رحّال، وسلاح هؤلاء ومذهبية أولئك وفساد الجميع…

السابق
ما هي حسابات عون.. ولماذا تبرّعت «القوات» بالتغطية؟
التالي
التمديد دورة كاملة للمجلس النيابي والحراك المدني قطع الطرقات على النواب