البرلمان اللّبناني أشبه بمغارة علي بابا

أصبح البرلمان كمغارة علي بابا. يستطيع الجميع الاستفادة منها. لم يتكمن النواب من الاجتماع لانتخاب رئيس جديد لكنهم تمكنوا من الحضور للتمديد لأنفسهم، ليحولوا المجلس إلى ما يشبه مغارة علي بابا.

مشهدان على الساحة اللبنانية. تمثل الأول، بالتضحية في ساحة طرابلس شمال لبنان، من اجل مستقبل آمن ومشرق للبنان، والحفاظ على أمنه وسلامة شعبه، بعدما قدم الجيش اللبناني وشهدائه، الإنجاز العظيم، بالقضاء على المربعات الامنية لبؤر العصابات الإرهابية التكفيرية المسلحة ورموزها، بالاضافة للإجماع والإحتضان الوطني والشعبي حول الجيش.

اما المشهد الثاني، تمثل في ساحة النجمة، داخل البرلمان اللبناني، بعد إحتفال النواب اللبنانيين بانجازهم العظيم في إعاقة وشل مستقبل الحياة السياسية والديمقراطية في لبنان، عبر التمديد والتجديد لانفسهم زوراً من دون تكليف وطني أو شعبي لهم.

5 حزيران عام 2013، مدد المجلس النيابي اللبناني لنفسه 17 شهراً تحت حجة وذريعة تداعيات الازمة السورية على لبنان عموماً، والوضع الأمني في مدينة طرابلس خصوصاً لا يسمح بإجراء إنتخابات نيابية.

أولاً، للنواب الذين رفضوا التمديد للمجلس النيابي، بالله عليكم كفاكم كذباً وعهراً، لو كانت لديكم نية عدم التمديد لقدمتم إستقالاتكم من المجلس، ونقطة عالسطر.

ثانياً، يا نواب لبنان الأفاضل، الانتخابات البرلمانية التونسية التي حصلت منذ أيام عدة، قدمت لكم درساً نموذجياً عن الحياة السياسية الديمقراطية الشفافة، وأعطت للمواطن التونسي الأحقية في ممارسة حريته الانتخابية عبر تصويته داخل صناديق الاقتراع برغم المخاطر الامنية التي تعيشها تونس.

بعد شغور كرسي رئاسة الجمهورية اللبنانية، وبعد مسرحية الغنج والدلع للنواب الأفاضل في رفض التمديد أوقبول التمديد، ها هم اليوم يتنفسون الصعداء، بعدما توقف قطار التمديد في محطة مبنى المجلس النيابي، بعد رحلة قصيرة تميزت بالمهزلة والكذب والنفاق السياسي للتمديد من جديد لمجلس نواب غير شعبي مدة سنتين و7 اشهر.

بالإذن من كل مزور وغشاش خارج عن القانون في لبنان. وعذراً من هؤلاء بعدما أصبح تزويرهم وغشهم، ألعوبة وأضحوكة أمام هؤلاء المزورين والغشاشين، محترفي الغش والتزوير بعد التمديد لأنفسهم مرة جديدة كنواب عن الأمة، دون توكيل من الشعب اللبناني، وهذه المرة لمدة سنتين و7 أشهر، تحت حجة استمرار الشغور في الموقع الرئاسي، وعدم إكتمال النصاب لإنتخاب رئيس جمهورية جديد.

أيها الغشاشون، بوقاحة مددتم لأنفسكم في المجلس النيابي زوراً، بعدما دستم على جميع الأعراف والدستور اللبناني، والديمقراطيات وحرية الانتخاب داخل صناديق الاقتراع، مستهترين غير آبهين باعتراضات الشعب اللبناني عليكم .

أيها المزورون، جميع بلدان العالم التي تتمتع بالحكم الديمقراطي أوحتى الشمولي، عند إنتهاء ولاية المجلس البرلماني لديها، يتم فوراً انتخاب مجلس جديد من قبل الشعب إحتراماً لرأيهم. إلا لبنان، الذي يتغنى بالحرية والديمقراطية المفقودتين اصلاً عند الطبقة السياسية اللبنانية المنافقة دون إستثناء.

هذه الطبقة، المفلسة سياسياً والتي انتخبت من قبل الشعب اللبناني كنواب عن الأمة عام 2009 بموجب توكيل شعبي، انتهت صلاحيتها منذ حزيران عام 2013، حينها مددت لنفسها لولاية ثانية، وها هي اليوم ومن جديد تمدد لنفسها، وبحضور اغلبية المزورين الغشاشين. وقد أوكلوا أنفسهم زوراً واحتيالاً، ورغما عن الشعب اللبناني، التمديد لولاية نيابية ثالثة، وذلك بغالبية 95 صوتاً من أصل 127 ولمدة سنتين و7 أشهر، دون الإستئذان من الموكل أي الشعب ولم تأخذ العمليةبدقائق معدودة .

ويحكم يا منافقين، يا مشرعي القوانين المتزلفة، يا تجار النفاق السياسي، يا اصحاب المصالح الضيقة، يا اصحاب الخزعبلات السياسية. يا مقسمي ادوار الدجل السياسي فيما بينكم، من اجل مصلحة الوطن والشعب في الاستحقاق الرئاسي لإنتخاب رئيس جمهورية جديد تفشلون في تأمين نصاب جلسة إنتخاب رئيس الجمهورية، وتنقسمون سياسياً فيما بينكم، ولكن من اجل مصالحكم السياسية وغير السياسية، التي هي بمثابة فوق مصلحة الوطن والشعب وعلى قياس أزقة وزواريب حساباتكم الضيقة. تنجحون متحدون في ملئ الكراسي للتصويت على التمديد والتجديد لمركزكم النيابي يا غشاشين، يا اصحاب العهر السياسي الذين حولتم مبنى البرلمان اللبناني الى أشبه بمغارة علي بابا..!

السابق
«الكردستاني»: ضباط أتراك يديرون عمليات «داعش»
التالي
الأمير هاري يصل إلى الشرق الأوسط