هكذا يُباع البشر في لبنان

دعارة

عمرها 16 سنة فقط. اعترفت عند توقيفها بأنّ زوجها، الموقوف أيضاً بتهمة تسهيل الدعارة، أرغمها بعد زواجها منه منذ شهرين فقط، على ممارسة الجنس مع رجال، في مقابل بدلٍ مالي يتقاضاه. وهي تعرّضت منه للضرب مراراً.
فتاةٌ أخرى، من العمر نفسه، اعترفت بعد توقيفها في بلدة بقاعيّة قريبة من زحلة بأنّها ترغم من قبل مشغّلها على ممارسة الدعارة، على الرغم من أنّها حامل في الشهر الرابع، مع ما يشكّله ذلك من خطر على الجنين.
تمّ توقيف الفتاتين منذ فترة، وهما يشكّلان نموذجاً عن واقع يشكو منه لبنان ويتعدّى، بكثير، آفة الدعارة الى ما يسمّى الإتجار بالبشر.

يصاب من يطّلع على التحقيقات التي يجريها المحقّقون في مكتب مكافحة الإتجار بالبشر، المعروف باسم “مخفر حبيش”، بالصدمة. قصصٌ يرويها الموقوفون عن آباء وأمهات يرغمون بناتهم على ممارسة الدعارة. وقصصٌ عن قاصرات تعرّضن للاغتصاب أو أرغمن على ممارسة الدعارة أحياناً مع أكثر من رجل في الوقت نفسه. وقصصٌ عن عاهرات عازبات أنجبن أطفالاً وقام مشغلهنّ ببيعهم…
تشعر بأنّ هؤلاء لا ينتمون الى عالمنا، إلا أنّ الحقيقة هي أنّهم يعيشون بيننا. يتجوّلون في الشوارع التي نتجوّل فيها. يرتادون أحياناً الأماكن التي نرتادها. إلا أنّ “عالمهم” يبيح لهم، من أجل الحصول على المال، أن يفعلوا ما يشاؤون، أو ما يرغمون على فعله…

وتشير المعلومات الى أنّ الأجهزة القضائيّة والأمنيّة المختصّة تولي اهتماماً كبيراً لموضوع الاتجار بالبشر، وهي تقوم بالتنسيق مع جهات رسميّة خارجيّة في هذا الصدد، خصوصاً أنّ أكثر من موفد أوروبي وأميركي زار لبنان في العامين الأخيرين لهذه الغاية، وعبّر هؤلاء عن اهتمامهم الكبير بمكافحة الاتجار بالبشر بقدر اهتمامهم بمكافحة الإرهاب.

وتبذل وحدة الشرطة القضائيّة جهوداً كبيرة للحدّ من الاتجار بالبشر في لبنان، وهي تمكّنت من توقيف شبكاتٍ عدّة يعمل في عددٍ منها فتيات سوريّات، وتبيّن أنّ عدداً من السوريّات اللواتي تمّ توقيفهنّ قدمن الى لبنان بناءً على تسهيلات من امرأة سوريّة تقوم بإرسال الفتيات من سوريا الى لبنان، وهي على صلة بأكثر من شبكة للدعارة في لبنان.

السابق
كرم ردا على عون: أنت تسعى للفراغ علّك تصل الى الرئاسة
التالي
حزب الكتائب أكد رفضه للتمديد