النواب يطوّبون أنفسهم الأربعاء وتفاصيل «خروج»المولوي ومنصور من التبانة

كتبت “السفير” تقول : لبنان بلا رئيس للجمهورية لليوم التاسع والخمسين بعد المئة على التوالي..
وللمرة الرابعة عشرة تكرر المشهد الكاريكاتوري في مجلس النواب أمس: نواب توافدوا إلى مبنى المجلس النيابي لحضور جلسة انتخابية معطلة بنصاب ضائع، وانعقاد مؤجل، تحدد هذه المرة في التاسع عشر من الشهر المقبل، أي قبل يوم واحد من انتهاء الولاية المجلسية الممدّد لها حتى العشرين من تشرين الثاني المقبل.

اما النواب الممدد لهم فقد صار بإمكانهم أن يتنفسوا الصعداء، اذ طارت الانتخابات النيابية وصار التمديد الثاني محسوماً، وفي الجلسة التي سيدعو اليها الرئيس نبيه بري الاربعاء المقبل سيطوّبون انفسهم نواباً على الناس لسنتين وسبعة أشهر بالتمام والكمال، من دون حاجة الى صناديق اقتراع او عودة الى رأي الناس.

وبعيداً عن هذا الهزل السياسي، تبقى قضية العسكريين المخطوفين في الواجهة، وجديدها انتقال الموفد القطري اليوم الى جرود القلمون للقاء مسؤول “داعش” المدعو “ابو عبد السلام”، ومسؤول جبهة النصرة “ابو مالك التلي”.

وعشية تحرك الموفد القطري عقدت “خلية الأزمة” اجتماعاً برئاسة الرئيس تمام سلام تم فيه “التداول في آخر ما توصلت اليه الاتصالات الهادفة الى تحرير العسكريين المحتجزين”، فيما اضرم عدد من اهالي المخطوفين النار في الإطارات امام السرايا ليلا احتجاجا على التأخر في ايجاد حل لهذه القضية.

لغز الهروب

في هذا الوقت، ما يزال هروب شادي المولوي واسامة منصور، وغيرهما من المسلحين الذين يتبعون لهما من التبانة وبحنين، ما يزال لغزاً، ولاسيما حول كيفية خروجهما من المنطقة وتجاوز الطوق الامني الذي كان مفروضاً عليها.

وعرضت مصادر واسعة الاطلاع لـ”السفير” ما يشبه السيناريو الافتراضي لعملية الفرار، فرأت “أن مسلحي التبانة أيقنوا بعد القصف العنيف الذي تعرضوا له، أنهم غير قادرين على الصمود، وجاء التعبير عن ذلك في التسجيل الصوتي لشادي المولوي عبر مواقع التواصل واتهم المشايخ بأنهم “تخلوا عنا وباعونا”.

ورجحت المصادر أن يكون المسلحون قد خرجوا من التبانة، مستغلين الهدوء الذي خيّم بعد المبادرة التي قادها مشايخ المنطقة ووجهاؤها للإفراج عن العسكري المخطوف طنوس نعمة، وانشغال وحدات الجيش في مراقبة وتفتيش آلاف النازحين الذين خرجوا في فترة الهدنة الانسانية.

وقالت المصادر: إن المسلحين أيقنوا استحالة الخروج من معبري براد البيسار ومستديرة أبو علي بسبب إجراءات الجيش، فسارعوا بمجرد وقف إطلاق النار وقبل خروج النازحين، الى الانتقال عبر الأزقة الضيقة في التبانة الى الملولة وعبرها الى السقي الغربي، وهي منطقة يعرفها المسلحون جيداً لكونهم كانوا يستخدمونها في تدريباتهم العسكرية.

وكان أمام المسلحين طريقان: إما في اتجاه البداوي والبلدات المجاورة لها وصولاً الى ما قبل بلدة بحنين التي يطوقها الجيش، وإما الى مناطق طرابلسية داخلية عبر بعض البساتين، حيث تمكن الجيش من توقيف عدد منهم، عندما قام بتوسيع رقعة الطوق الأمني.
وبحسب معلومات أمنية فإن أسامة منصور وشادي المولوي لم يخرجا معاً من التبانة، بل خرج كل منهما على حدة خشية وقوعهما سوية في قبضة الجيش، فخرج احدهما من طريق وأما الآخر فتوارى عن الأنظار ضمن التبانة، وأن البحث عنه، أقرب الى البحث عن “إبرة في كومة قش”، بسبب كثافة الوحدات السكنية وتداخلها.

أما في بحنين، فتقول المعلومات المتوفرة لـ”السفير” إن المسلحين بقيادة الشيخ خالد حبلص هربوا بداية الى ضهور بحنين حيث نصبوا كمائن للجيش وخاضوا معه مواجهات مباشرة، ثم انتقلوا الى عيون السمك وهي منطقة شاسعة وتضم آلاف الهكتارات من البساتين. ومن شأنها أن تفتح المجال للمسلحين لسلوك طريقين: الأول شمالاً باتجاه عكار عبر النهر الى جديدة القيطع والمحمرة وببنين. والثاني شرقاً باتجاه الضنية إما نحو بلدات عزقي والمطل، وبخعون وعبرها الى حقل العزيمة وعاصون وسير وبقاعصفرين. أو عبر نهر البارد الى أطراف بلدة بطرماز وصولاً الى قرحيا في جرد الضنية وهي نقطة تتصل مباشرة بمنطقة وادي جهنم في عكار والتي يمكن أن يعبر إليها المسلحون بسهولة.

وبعد الاعترافات التي أدلى بها الموقوف أحمد سليم ميقاتي عن نيته إقامة إمارة تضم بلدات عاصون وسير وبقاعصفرين، تتضح سهولة تواصل مجموعة الميقاتي مع مجموعة الشيخ خالد حبلص في بحنين عبر هذه البلدات التي يمكن أن يكون سلكها المسلحون للهروب من قبضة الجيش.

الى ذلك، وسعت وحدات الجيش اللبناني المجال الجغرافي لحملتها العسكرية من صيدا الى اقاصي الشمال وعكار، واوقفت عشرات العناصر الارهابية وصادرت كميات كبيرة من الاسلحة والمتفجرات، فيما تعيش مدينة طرابلس وضعاً أمنياً هادئاً وطبيعياً في ظل الإجراءات التي يتخذها الجيش.

الى ذلك، اكد قائد الجيش العماد جان قهوجي خلال تقديمه التعازي امس في بلدتي منصورية بحمدون والمشرفة – قضاء عاليه بالرائد الشهيد جهاد الهبر والنقيب الشهيد فراس الحكيم، “أن لا مساومة ولا مهادنة مع قتلة العسكريين ولا اتفاقات سرية على دم الشهداء”.

ونوّه العماد قهوجي بـ”مناقبية الشهيدين وصفاتهما القيادية المميّزة وتضحياتهما الجسام خلال المعركة لطمأنة المواطنين وترسيخ الأمن والاستقرار في منطقة الشمال”، وأكد “أن دماءهما ودماء رفاقهما العسكريين الشهداء والجرحى كافة لن تذهب هدراً، وأن كلّ من اعتدى على عناصر الجيش هو إرهابي، وسيلاحق أينما وجد حتى توقيفه وتسليمه للقضاء مهما طال الزمن”.

السابق
كوريا الشمالية: اعدام مسؤولين لمشاهدتهم مسلسلات تلفزيونية!
التالي
الجيش يستكمل العملية الاستباقية بالدهم وحملة «تدوير زوايا» تمهّد للتمديد