ما هي الاجراءات لمواجهة فيروس الـEBOLA في لبنان؟

حالة من الاستنفار فرضتها وزارة الصحّة اللبنانيّة لتدارك خطر فيروس EBOLA، الذي يتهدّد العالم، بعدما عُجز عن ضبطه في دول سيراليون وليبيريا وغيينا، وبعدما سُجّلت حالات في الولايات المتّحدة الأميركيّة ودول أوروبيّة. في لبنان، ما زال الوضع مضبوطًا ولكن الخطر موجود وبارز دائمًا، خصوصًا أن هناك رحلات يوميّة من أفريقيا إلى لبنان، قد تكون محمّلة بركاب يحملون المرض أو يحضنونه.

أطلقت وزارة الصحّة اللبنانية، وعمّم الوزير وائل بو فاعور مجموعة من الإجراءات لمكافحة المرض والحدّ من إمكان وصوله إلى لبنان. الإجراءات تبدأ في الطائرة وصولًا إلى المطار، مرورًا بتجهيز المستشفيات وتدريب الصليب الأحمر والدفاع المدني، ومتابعة الركّاب حتى بعد دخولهم إلى الأراضي اللبنانيّة، وصولًا إلى إطلاق حملات توعية وطنيّة.

فما هي هذه الإجراءات التي تتخّذها وزارة الصحّة وشركة طيران الشرق الأوسط للحدّ من وصول الفيروس؟ كيف يتمّ التأكّد من عدم إصابة المسافرين بالفيروس؟ ماذا عن غرف الحجر الصحيّ في المطار والتجهيزات في المستشفيّات وقدرتها على استقبال حالات موبؤة؟
وزارة الصحّة 24/24
تقول رئيسة دائرة الأمراض الانتقاليّة في وزارة الصحّة اللبنانيّة، الدكتورة عاتكة بري، لـ”النهار”: “إن منع وصول فيروس الـEBOLA غير ممكن في أي بلد، كل الدول معرّضة له، لكن هناك إجراءات للحدّ أو تقليل خطر وصوله. اكتشف الفيروس في العام 1976، ولديه موجات وبائيّة سابقة ومتكرّرة ولكن مدّتها لا تتعدى الشهرين أو الثلاثة. لبنان يقوم بالإجراءات اللازمة مع ظهور كلّ موجة جديدة، آخرها كان في آذار (مارس) الماضي، ولم يكن الإعلام قد تداول أخبار انتشار هذه الموجة الجديدة في غينيا وسيراليون وليبيريا”.

وعن الإجراءات المتّخذة تقول بري: “كل شخص قادم من هذه البلدان الثلاثة الموبؤة، وتظهر عليه عوارض الفيروس على متن الطائرة، يُعزل عن باقي المسافرين ويُخصّص له حمّام خاصّ في الطائرة، وتهتمّ فيه مضيفة واحدة تحمي نفسها من خطر التقاط العدوى عبر ارتداء ألبسة خاصّة ومعدات الوقاية. كما يُبلغ المطار بهذه الحالة قبل أن تحطّ الطائرة على أرضه لاتخاذ التدابير اللازمة. إضافة إلى عزل الشخص في الطائرة، على المسافرين تعبئة بطاقة تعريفيّة لنتابع حالهم لمدّة 21 يومًا من احتكاكهم بالمريض (هي المدّة اللازمة لظهور عوارض الفيروس)”.

وتضيف بري: “هذه الإجراءات تطبّق، ووزارة الصحّة مستعدّة وجاهزة لأي مساعدة تقنيّة، وحتى اليوم لا توجد أي حالة مشبوهة. لم يدخل أي حامل للفيروس إلى لبنان، كان هناك اشتباه بثلاثة حالات ولكن تبيّن لاحقًا أنها لا تحمل الوباء، ومن ضمنها حالة VIP خرجت من المطار من دون أن تمرّ على الحجر الصحيّ، وهو ما شدّد عليه الوزير بو فاعور أخيرًا”.

إضافة إلى مراقبة المشبوهين بحملهم الفيروس، عمّمت وزارة الصحّة إجراءًا جديدًا، يقضي بتعبئة المسافرين القادمين من الدول الموبؤة، بطاقة تعريفيّة، سواء لوحظت عندهم هذه العوارض أم لا، لتتمكّن وزارة الصحّة من متابعتهم لمدّة 21 يومًا من تاريخ دخولهم إلى لبنان، للتأكّد من عدم إصابتهم بالـEBOLA.

الحجر الصحيّ وتجهيز المستشفيات
وعن غرف الحجر الصحيّ الموجودة في المطار والتابعة لوزارة الصحّة اللبنانيّة، واستيفائها الشروط الضروريّة، وقدرتها على استيعاب مثل هذه الحالات تقول بري: “هناك غرف في المطار لعزل المسافرين المشبوهين عن الأصحاء منهم. هذه الغرفة مجهّزة بحمّام خاصّ، يبقى فيها المسافر ريثما يتمّ فحصه من الطبيب المناوب، ولكن لا توجد لدينا القدرة لإبقاء الراكب في الحجر الصحيّ ريثما نحصل على نتيجة الفحوص التي تسلتزم أربعة أيّام. لذلك درّبنا الصليب الأحمر والدفاع المدني على سبل نقل المشبوه بهم إلى مستشفى الحريري، وجهّزناههم بمعدّات السلامة الوقائيّة والبدلات اللازمة. ومستشفى الحريري مجهّزٌ أيضًا بأربعة أسرّة صالحة لاستقبال مرضى الـEBOLA”.

وعمّا إذا كان عدد الأسرّة المتوافرة كافيًا لمكافحة الوباء تردّ بري: “في الولايات المتّحدة الأميركيّة هناك سريرين فقط. العدد ليس كافيًا لمواجهة الوباء في حال وصل فعلًا إلى لبنان، لذلك طلب الوزير من المستشفيّات التي لديها فوق المئة سرير، أن تكون مجهّزة في حال الضرورة. علمًا أن وزارة الصحّة درّبت وجهّزت 80 مستشفى في العام 2012 على كيفيّة التعاطي مع الحوادث الكيميائيّة، وقسمتهم إلى فئتين، مدّت كل مستشفى من الفئة الأولى بثمانية بدلات عازلة عالية المستوى، و50 بدلة بمستوى أقل، ولكن صالحة للاستعمال في حالة وباء Ebola. أما مستشفيات الفئة الثانية فمدّت كلّ منها بأربع بدلات من النوع الأوّل و25 من النوع الثاني. لذلك هناك قدرة على مواجهة الوباء. وهناك تعميم على المستشفيات لضرورة التعاون في ذلك”.

من جهة أخرى، ما هي إجراءات الـMEA؟ وهل هناك إجراءات حماية خاصّة للطاقم؟ هل تعقّم الطائرات دوريًا؟ يقول رئيس المركز الطبي في شركة طيران الشرق الأوسط، الدكتور جورج بشارة، لـ”النهار”: “كلّ الركّاب القادمين من أفريقيا يخضعون لـScreening، يبيّن معاناتهم من حرارة مرتفعة، التي تعتبر إحدى أبرز عوارض الـEBOLA. هناك تعليمات دوريّة ترسل إلى الطاقم لضرورة مراقبة حرارة الركّاب، وارتداء ملابس خاصّة للتعامل مع المسافرين المشبوه بحملهم الوباء، وضرورة غسل أيديهم بالماء والصابون. كما تقوم الشركة بتطهير وتعقيم كلّ الطائرات في شكل دائم سواء هناك اشتباه بالوباء أم العكس”.

الرحلات اليوميّة
وعن عدد الرحلات الآتية من الدول الإفريقيّة إلى مطار بيروت، تقول بري: “هناك رحلة يوميّة للطائرة الأثيوبيّة، ولكن لا يأتي على متنها يوميًا أشخاص من الدول الموبؤة (غينيا – سيراليون – ليبيريا). هناك أربع رحلات أسبوعيّة للطائرة المغربيّة، وهناك الشركات الأخرى ولكن نادرًا ما يكون على متنها مسافرين من هذه الدول المذكورة. ولكن هناك تعميم يوجب المضيفات بتوزيع البطاقات التعريفيّة على الركّاب لتعبئتها وتبيان الوجهة التي أتوا منها، أضافة إلى معلومات أخرى تسهّل عمليّة متابعة حالهم”.

 

السابق
هولاند: عمليات فرنسا ستتسارع ضد الدولة الإسلامية
التالي
كيري: نحاول التأكد من استخدام داعش لمادة الكلور في العراق