دي ميستورا و«حزب الله»: الحل في سوريا.. سياسي

لم تجد «الأمم المتحدة» بدًّا من ضرورة إشراك «حزب الله» في ما يمكن أن يكون مستقبلا من حلول وتسويات للأزمة السورية.

طرقت «الأمم» عبر ممثل أمينها العام في سوريا ستيفان دي ميستورا، بوابة «حزب الله» فالتقى الأخير نائب الأمين العام لـ «حزب الله» الشيخ نعيم قاسم، بعدما كان طلب موعدا للقاء الأمين العام السيد حسن نصرالله، وخرج من «الضاحية» مغازلا الحزب بقوله: «وجهات النظر كانت متوافقة على أن الحل في سوريا يستند إلى الحل السياسي».
الوضع اللبناني في ظل ما يجري في سوريا، إضافة إلى ملفات أخرى، كانا أيضا في صلب المباحثات التي أجراها دي ميستورا، الذي رافقه ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في لبنان ديريك بلامبلي ووفد، مع الرئيس تمام سلام في السرايا، ووزير الخارجية جبران باسيل في قصر بسترس، ورئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط في دارته في كليمنصو.
وأشار دي ميستورا، بعد لقائه قاسم، في حضور مسؤول لجنة الارتباط والتنسيق في الحزب وفيق صفا، إلى «أن زيارته لحزب الله والشيخ قاسم، تأتي في إطار التشاور حول أهمية التواصل مع كل الأطراف التي يمكن أن تساعد على الحل في المنطقة وخاصة في سوريا».
من جهته، أكد قاسم «أن الحل الوحيد المتاح في سوريا هو الحل السياسي بعيدا عن الشروط المسبقة وعدم تجاوز الأطراف الفاعلين والمؤثرين في مثل هذا الحل». وأوضح «أن هذا الحل هو الذي ينقذ سوريا وشعبها، وعلى الجميع أن يتوقعوا تنازلات مؤلمة في هذا الإطار، لكنه الحل الوحيد المتاح ولا حل غيره».
وقال: «لقد أضاعت الدول الكبرى والإقليمية ثلاث سنوات ونصف من الوقت الذي كان مليئا بالأخطار والقتل والتشريد في الخيار الحربي والإقصائي فماذا كانت النتيجة؟».
وكان دي ميستورا قد أوضح بعد لقائه سلام «أن المجتمع الدولي يقف بشدة إلى جانب لبنان». وقال: «نحن نعي بشكل كامل الأعباء التي يتحملها لبنان والشعب اللبناني في هذه المرحلة، وننظر بقلق إلى ما حصل مؤخرا على الحدود، وفي الوقت عينه، نحن واثقون وكذلك المجتمع الدولي أن لبنان سيستطيع تجاوز هذه المرحلة».
وأكد «أن سلام شدد بشكل دقيق على الدعم القوي والمستمر من قبل المجتمع الدولي والأمم المتحدة للبنان في هذه المرحلة الصعبة»، موضحا «أن المجتمع الدولي قلق جدا حول استقرار لبنان الذي يدفع ثمنا باهظا على حدوده نتيجة الصراع المستمر في سوريا».
وأشار إلى «أن استقرار لبنان مهم جدا للمنطقة والمجتمع الدولي، وطبعا هذا يعني أن المحيط السياسي في لبنان يجب أن يكون مستقرا في أسرع وقت ممكن من أجل لبنان قوي. والامتحان سيكون برأيي في مواجهة مرحلة مصيرية نأمل أن تؤدي إلى حل سياسي في سوريا».
كما أكد المبعوث الخاص «على وجوب مساعدة لبنان في خصوص موضوع النازحين السوريين، لمواجهة هذه الأزمة الصعبة من ناحية أعداد وتجمع النازحين».
وتابع: «نحن نحاول تسريع مسار فهمنا للمتغيرات في المنطقة في إطار متابعتنا للمسار السياسي للأزمة السورية نتيجة عوامل جديدة طرأت على المنطقة خصوصا داعش».
وبعد لقائه جبران باسيل، قال دي مستورا: «هناك الكثير من المخاوف. لقد سمعتهم، وأنا متفهم جدا لهذه المشاعر. وفي الوقت ذاته، ان النزاع في سوريا لم ينتهِ بعد، لسوء الحظ. لذلك، سنقوم بكل ما في وسعنا لدفع العملية السياسية الى الامام. نحن نعرف ألا معركة يمكن الفوز بها، وليس هناك من انتصار او هزيمة عسكرية في سوريا، فقط توجد العملية السياسية. عدا هذا، هناك اعتبارات جديدة، منها عنصر يتسبب في اثارة الكثير من عدم الاستقرار في المنطقة، وهو داعش. ومن وجهة النظر هذه، أظن أن هناك مشاعر مشتركة وهي أن كل الأنشطة التي يمكن القيام بها في المنطقة وخارجها، وفي سوريا وفي خارجها، من أجل احتواء التهديد الإرهابي، هي اولوية واضحة».
وحول استطاعته التوصل الى حل للازمة السورية؟. قال: «لم أكن لأقبل بهذه المهمة بعد 43 عاما، لو لم أؤمن بأن هناك حاجة وأملا، إنه أمر ضروري جدا».
وردا على سؤال، أشار إلى أنه «زار سوريا وسيعود لزيارتها».

السابق
‏البنتاغون: بدأنا اختيار أعضاء من المعارضة السورية المعتدلة للتدرب في السعودية
التالي
«حزب الله» و«الجماعة»: تقارب تفرضه الحاجة!