لا يوجد «إنشقاقات» في الجيش اللبناني

الجيش اللبناني
أعلن أربعة جنود من الجيش اللبناني انشقاقهم والإلتحاق بجبهة النصرة وتنظيم داعش، فما هي الأسباب وراء هذه الإنشقاقات؟ وهل تستدعي الخوف والقلق؟

تخوف اللبنانيون والسياسيون في الأسبوع الماضي على وحدة الجيش اللبناني وتماسكه، بعد فرار ثلاثة الجنود من الجيش وانضمامهم إلى تنظيمي داعش وجبهة النصرة. فعبد الله شحادة ومحمد عنتر انضما إلى جبهة النصرة، وعبد القادر أكومي انضمّ إلى داعش.

من المعروف ان لبنان يتأثر عادةً بكل ما يجري في محيطه، بسبب الإنقسامات الداخلية وارتهان سياسييه للخارج، بالاضافة الى عدم سعي الحكومة بشكل جدي الى تحييد لبنان وجيشه عن كل ما يجري في الدول المحيطة منذ بدأ الثورات العربية، والتي كان لها تداعيات سلبية على أغلب البلدان العربية، خصوصا سوريا.

حزب رئيسي في لبنان وهو حزب الله دخل طرفاً في الحرب السورية، بالرغم من معارضة نصف الشعب اللبناني. وباتت حدودنا مفتوحة أمام تصرفات غير شرعية، يخرج منها ويدخل من يشاء ومتى يشاء دون حسيب أو رقيب. فقد دخلت أعداد كبيرة من اللاجئين السوريين وتغلغلوا بين اللبنانيين دون رقابة وتنظيم، وانتشر تنظيما النصرة وداعش، والأول أعلن الخلافة الإسلامية في العراق والشام، ووصولوا إلى الحدود اللبنانية – السورية، بالاضافة الى الحرمان والغبن التي تعيشه مناطق شمالية وعكارية ذات الغالبية السنية.

كل هذه الأسباب وغيرها تقف وراء ما يجري من أحداث على الحدود اللبنانية-السورية، وفي الداخل والشمال وعرسال.

مستشار رئيس «حزب القوات» العميد وهبي قاطيشا يؤكد في حديث مع «جنوبية» أنّ «هذه الحلات لا تسمى إنشقاقات بل هي حالات فرار منفردة، الإنشقاق هو عندما تعلن وحدة كاملة مع ضباطها وعتادها وأسلحتها إنشقاقها».
أما عن الذين أعلنوا إنشقاقهم يقول قاطيشا: «هم من الذين فرّوا لم يكملوا في خدمة أكثر من أشهر قليلة، وعادة في أوقات الحرب يتعرّض الجنديّ العسكري إلى ضغوطات نفسية، ومن الممكن أن يكون الخوف هو من سيطر على هؤلاء الجنود ودفعهم إلى الهروب، والخوف أكبر من العودة لأنهم حكماً يتحولون إلى محكمة عسكرية، فلم يجدوا مأوى وملجأ إلاّ تلك التنظيمات الإرهابية».

ويضيف قاطيشا: «لا يمكن تحميل هذه القضية أكبر من حجمها فبأي جيش في العالم، تحدث مثل هذه الحالات، وتضع في إطار الفردي، ففي الجيش اللبناني 60 ألف عنصر متماسك يسعى لحماية الوطن».

السابق
دي ميستورا: الوضع على الحدود مقلق
التالي
مكاري: كلامي للوزير بوصعب تمنٍ وليس تأنيبا