إقفال «NOW» العربي: نهاية موقع شجاع

في خبر موثوق غير رسمي علمت "جنوبية" نيّة إدارة موقع "NOW" إقفال القسم العربي نهائيا. فما هو السبب وما هي خلفيات هذا القرار؟ ولماذا؟ وما هو تعليق رئيس تحرير قسمه الإنكليزي حنين غدّار على الخبر؟

كما لو أنّ إقفال موقع “NOW” الإلكتروني يعبّر، أو يؤذن، بنهاية مرحلة لبنانية، من الصحافة إلى السياسة مروراً بالنخب التي تقع على أطراف هاتين المهنتين. فهو الذي كان من أوّل المواقع الإخبارية في لبنان وأكثرها انتشاراً، وكانت المنافسة تحتدم بينه وبين “النشرة”، المحسوبة على قوى 8 آذار. وقد كان منصّة لإطلاق أفكار ساهمت في صناعة قوى 14 آذار وفي استمرارها وفي تغطيتها، إذ كان لسان حال هذه القوى وجماهيرها، قبل أن يتراجع في السنوات الأخيرة مع صعود نجم الفايسبوك والتويتر، ومع تحوّل المتابعين إلى طرق أخرى ووسائل جديدة لمتابعة الأخبار والتحقيقات. وقد كان سبّاقا وشجاعا في طرح مواضيع لم يجرؤ، في حينها، أثناء مرحلة الاغتيالات، أحد غيره على نشرها.

ففي خبر خاص ومن مصادر موثوقة غير رسمية، علمت “جنوبية” أن موقع “NOW” الإلكتروني الذي خرج الى الضوء باسم “ناو ليبانون” منذ عقد من الزمن سيقفل القسم العربي فيه بشكل نهائي على أن يبقى القسم الإنكليزي على حاله.

هذا الخبر لم يكن مفاجئا للاعلام كون الموقع قد عمد منذ بضعة اسابيع الى تخفيف عدد الكتّاب على صفحاته الالكترونية وإلى إقفال القسم الإخباري.

وقد صرح احد ابرز العاملين فيه، وهو كاتب سياسي مرموق، أنّه لم يعد له علاقة بالموقع منذ اشهر، وعلاقته محصورة فقط به من خلال نصّه الاسبوعي.

كما كان الكاتب السياسي قاسم قصير قد اعلن على صفحته على الفايسبوك انه لم يعد مرتبطا بموقع “ناو” وذلك “لأسباب تتعلق بالموقع”.

وكانت جنوبية قد اشارت الى الازمة المالية  التي يمر بها “ناو” والتي اعلن عنها وبصراحة من على صفحاته الى القرّاء والمهتمين.

وللموقع صفحته الانكليزية التي ترأس تحريرها الزميلة حنين غدّار التي صرحت في اتصال خاص لـ«جنوبية» بأنّ “لا خبر مؤكد، وقد انتشر الخبر بسبب تواتر بين الاعلاميين فقد سألني عنه عدد من الزملاء”.حنين غدار

لكنّها تؤكد ان التقليص من عدد الكتاب على صفحة الموقع هو “لاسباب جزء منها مالية، والجزء الآخر له علاقة بالاستراتيجية الجديدة التي سيتبعها الموقع”.

وأكدت حنين غدار رئيسة القسم الانكليزي في موقع ناو انّ “القسم الانكليزي مستمر، وهو ايضا سار نحو التغيير، نحو ان يصير ماغازين (أشبه بالمجلّة) اكثر”.

وتتابع “سنعمل على توقيف قسم التغطية السريعة، والمواضيع التي ستُنشر ستكون موسعة وتعتمد على التحليل السياسي وليس اليومي. وعلى المدى البعيد سيكون عندنا تحليل سياسي مع خلفية وتقارير وتحقيقات ومقالات رأي ..”.

وتؤكّد غدّار ردّاً على سؤال حول الاسباب التي من يمكن ان تكون وراء اقفال القسم العربي، أنّه “طالما لا قرار رسمي من اي مسؤول بالموقع لا يمكنني ان اعلق على الخبر”.

لكن هل تراجع عدد القراء هو السبب في ذلك؟ تؤكد حنين غدار انّ “القرّاء في القسم العربي ليسوا اقل من القسم الانكليزي، اضافة الى انَ عدد القراء كبير جدا”.

وتعيد حنين غدار ازمة المواقع الالكترونية في لبنان الى المصداقية في الخبر حيث تؤكد انه يجب على الصحافة (الاونلاين ONLINE) ان يكون عندها فريق عمل “مهوول” لتكون اخبارنا صحيحة 100% ، واحيانا لنكسب السكوب SCOOP. وعكس ذلك لا يمكن، ونرفض ان نسرق الاخبار عن غيرنا… ساعتها بلاها”.

وتختم بالقول: “لذا اقول ربما يكون هناك توجه لاقفال القسم العربي، ولكن لا استطيع التحدث بالامر لأنّني لست المسؤولة او المتحدثة الرسمية عن ذلك. واعتبر انّ القرار ليس سهلا بل صعب”.

ويُعتبر (ناو) اول موقع لبناني إلكتروني، ترّأس تحريره في البداية الزميل عقاب صقر قبل ان ينتخب كنائب في البرلمان، ومن ثم تولى رئاسة التحرير فيه الزميل وليد عبّود ثمّ تناوب على إدارة تحريره عدد من الزملاء من دون أن يكون هناك رئيس تحرير معيّن. وقد كتب فيه عشرات الزملاء والأسماء الكبيرة وتدرّج فيه عدد كبير من الشبان والشابات ممن صار لهم شأن في الوسط الإعلامي في لبنان.

السابق
الحريري للفيغارو: الوضع في لبنان يتدهور نتيجة تدخل حزب الله
التالي
4 أعضاء في بلدية ميمس قدموا استقالاتهم