جاسوس فعلي أم تمويه متعمد أم جاسوس مزدوج ؟

نفى مصدر في وزارة الدفاع الفرنسية خبر التحاق ضابط فرنسي سابق في أحد أجهزة المخابرات الفرنسية بتنظيم “القاعدة”. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية من جهته إن الوزارة لا تعلق على” الإشاعات” التي تنشرها الصحافة في إشارة إلى ما نشره موقع تابع لمجموعة “مايك كلاتشي” الإعلامية الأمريكية التي تعد من أهم المجموعات الإعلامية الأمريكية الثلاث الكبرى حول تمكن هذا الضابط من النجاة من ضربات جوية أمريكية طالت مواقع لــ”جبهة النصرة ” في سوريا خلال الشهر الماضي.

وأكد موقع المجموعة الإعلامية الأمريكية إن هذا الضابط السابق في المخابرات الفرنسية كان ينتمي إلى جهاز “المديرية العامة للأمن الخارجي” وأنه متخصص في المتفجرات.

ومن المعلومات الأخرى التي أوردها الموقع أن الرجل كان مسؤولا “من الحجم الثقيل” في الجهاز الفرنسي وأنه التحق بتنظيم “القاعدة” في أفغانستان ونشط في صفوفه قبل الالتحاق بـ” جبهة النصرة” في سوريا. وقال الموقع أيضا إن الضابط قد نجا من 47 ضربة من الضربات الأمريكية بواسطة الصواريخ الموجهة.

وبالرغم من أن مصدر وزارة الدفاع الفرنسية قد نفى لصحيفة “لوموند” أن يكون الرجل الذي تحدث عنه الموقع الأمريكي قد انتمى في السابق إلى جهاز المخابرات الفرنسي، فإنه قال “هذا الفرنسي موجود”. ويتضح من المعلومات التي تسربت حتى الآن عنه بشكل أو بآخر أن هناك ثلاث فرضيات جادة بشأن مهامه وصلاحياته وأنشطته الفعلية أو المفترضة في إطار تنظيم “القاعدة” أو التنظيمات الأخرى المتعاطفة معه.

ومن هذه الفرضيات أن الضابط السابق في المخابرات الفرنسية قد قرر من تلقاء نفسه الانضمام إلى الحركات الجهادية الإسلامية. وهذا ما أكده موظفان أوروبيان متخصصان في التجسس. بل إنهما ذهبا إلى حد القول إن الضابط السابق كان بحق يحتل مكانا مرموقا لدى “المديرية العامة للأمن الخارجي” الفرنسي.

وأما الفرضية الثانية الجادة فهي كون الضابط السابق قد أرسل خصيصا من قبل المخابرات الفرنسية إلى أفغانستان ثم إلى سوريا. وقد تكون أطراف ليست لديها مصلحة في أن تعرف فرنسا عن كثب أنشطة الحركات الجهادية التي تمارس العنف حتى تتصدى لها بشكل أفضل هي التي سربت المعلومات التي تحدث عنها موقع مجموعة ” مايك كلاتشي”.

ومن هذه الأطراف مثلا الحركات الجهادية نفسها التي أرادت أن تضرب عصفورين بحجر واحد : التمويه عبر إشعار الدول الغربية ومنها فرنسا بأن في صفوفها مسئولين سابقين عن أجهزة مخابرات هذه الدول أو محاولة إشعار فرنسا بأن هذه الحركات قادرة فعلا على اختراق شبكات التجسس التي لديها في المناطق التي ينشط فيا الجهاديون. ومن الفرضيات الأخرى أن يكون الرجل جاسوسا مزدوجا بعلم الطرفين أو بدون ذلك.

السابق
فرنسا:سنباشر تسليح الجيش وفق الهبة السعودية والخاطفون «يحكمون» لبنان
التالي
اختفاء أسرة فرنسية من 11 فردا يعتقد أنها التحقت بسوريا بهدف «الجهاد»