محمد شطح في عيون السلام الأزرق

محمد شطح

لا شكّ أن الاعتداء الإرهابي الجبان الذي استهدف الوزير السابق محمد شطح في 28 كانون الأول 2013، قد غيبه جسدياً، لكن من الصعوبة بمكان خطف روح هذا الرجل الذي طالما عُرف بكياسته ودماثة خلقه وتواضعه على المستوى الشخصي، وبمرونة عقله وعمق فهمه واستشرافه على المستوى الفكري. فللمرة الأولى لن يكون شطح في عداد الوفد اللبناني إلى “منتدى السلام الأزرق في الشرق الأوسط” الذي سيعقد في إسطنبول ما بين 19 و20 أيلول، غير أنّ طيفه سيبقى حاضراً بين أعضاء المجموعة القيادية الفاعلة لمبادرة آمن بها وعمل من أجلها بالتعاون مع مؤسسة الأبحاث الهندية، مجموعة يستعيد أعضاؤها خصال الشهيد وذكريات لن يطويها “الموت القسري” “Strategic Foresight Group”.
لم يعتد الوزير الشهيد محمد شطح أن يتوجه إلى قاعة الانتظار في المطار إلا قبيل دقائق قليلة من إقلاع الطائرة. أما السبب فهو عدم رغبته في إضاعة الوقت في الانتظار، وفق ما أسر لي خلال إحدى الرحلات التي جمعتني به إلى زوريخ. فور خروجه من الطائرة في المطار تولّى بنفسه شراء تذاكر القطار للوفد الذي كان يضمّ عدداً من النواب اللبنانيين والصحافيين، إذ كان يفترض أن يتوجه الجميع في 24 أيلول الماضي إلى برن للمشاركة في الرحلة الميدانية التي نظّمتها مؤسسة الأبحاث الهندية بالتعاون مع وزارة الخارجية السويسرية، والوكالة السويسرية للتنمية والتعاون والوكالة السويدية للتعاون الإنمائي الدولي، لعدد من السياسيين والخبراء والصحافيين من تركيا ولبنان والعراق وسوريا والأردن ومصر والإمارات والسعودية، إلى نهر الراين، للإطلاع على إدارة الموارد المائية العابرة للحدود في كلّ من ألمانيا وسويسرا.
تفقد المحطة التي يجب انتظار القطار أمامها وذهب ليتناول القهوة، ليعود بعد دقيقتين من موعد إقلاع عربة القطار، قائلاً للجميع:
“شفتو… لحقتو”.
صورة ما أولى تبادرت إلى ذهني مع تأكد خبر اغتياله المشؤوم، وانتابني شعور لحظتها، أنّ من يرحلون مبكراً ربما يدركون ذلك في قرارة أنفسهم، وهو ما يفسّر ولعهم بالحياة وحرصهم على عدم تمرير أي لحظة سدى.
حبه للحياة لم يكن الصفة الوحيدة التي تميّز بها مستشار الرئيس سعد الحريري. ففي نظر ولي العهد الأردني السابق الأمير الحسن بن طلال “شطح قامة وطنية تؤمن بإعمال منطق العقل وبأنّ الحوار هو الطريق الوحيد لمعالجة معضلاتنا العربية”. ويُضيف الأمير الحسن، وهو أحد مؤسسي المجموعة القيادية الفاعلة للسلام الأزرق: “التقيت المرحوم آخر مرة في الاجتماع الأخير للسلام الأزرق في الأردن نهاية تشرين الثاني الماضي، ولمست لديه الإرادة الصادقة في العمل وإرساء مفاعيل الحكومة الرشيدة والإيمان العالي بالمشتركات الخلاقة، خصوصاً فيما يتعلّق بموضوع المياه وأهميتها من منظور اقتصادي سياسي وجعل هذا العنصر الحيوي الوجودي أداة للاستقرار”.
كان شطح “مؤمناً بمبادرة السلام الأزرق، ويحرص على كونه أحد أعضاء المجموعة القيادية الفاعلة في نشر ونقل أهدافها إلى لبنان والإقليم وتعميم مفهوم السلام الأزرق في الإطار المجتمعي”، يتابع الحسن. فكلّ من “شارك في اجتماعات السلام الأزرق كوّن انطباعاً مماثلاً عنه من خلال مداخلاته وإسهاماته”، وفق ما يؤكّد وزير الخارجية التركية السابق يشار ياكيش، الذي يرى أنّ شطح كان “متحدثاً لبقاً، ورجل معرفة وحكمة”.
يتفق النائب في البرلمان اللبناني باسم الشاب مع ياكيش في وصف شطح، ويقول: “شطح عقل مستنير، رجل معرفة، يجمع بين الذكاء وحس الفكاهة والتواضع، وفي الوقت عينه يتصرّف بأريحية كبيرة في حضور الملك وكبار الشخصيات”. ويتقاسم الشاب مع شطح خلفية مشتركة. فكلاهما تلقيا دروسهما في المدرسة الإنجيلية، ومن ثمّ درسا في الجامعة الأميركية، وتابعا الدكتوراه في جامعة تكساس.
ويقول الشاب: “أنا ذهبت إلى المدرسة الإنجليزية في صيدا، وشطح تلقى تعليمه الأساسي في فرع بيروت، وبحكم طفولتي في صيدا شعرت أني أكثر تقليدية منه، بينما هو كان غير تقليدي في كثير من نواحي شخصيته. غير أني أدركت أن نظرتنا السياسية متشابهة؛ فكلانا متجذر في الفكر العلماني والليبرالي”. ويتابع الشاب: “شطح كان متحدثاً لبقاً، خاطب العقل الغربي بأسلوبه ولغته الخاصة. وكان مثالاً حياً على أن الحداثة في لبنان وبلاد الشام قابلة للتحقق. وإذا قُدّر لبناء أمة أن ينجح، فكل حجر يجب أن يكون محمد شطح”. “إن رحيله خسارة وطنية ونحن جميعاً، قد تكبّدناها. بالنسبة لي لقد فقدت رفيقاً وصديقاً شخصياً جديراً بالثقة”، يتابع الشاب بحسرة.
واللافت أن مزايا شطح يجمع عليها من عرف هذا الرجل عن قرب أو عن كثب، ففي نظر صديقه الشخصي الدكتور توفيق الهندي الذي يرى فيه توأمه السياسي، لأن التوافق الفكري هو ما جمعهما: “كان شطح يتميّز بعقله الراجح، وهو بالمعنى الدقيق للكلمة سياسي غربي بفهمه ومقاربته للأمور”.
غير أنّ هذه الخسارة لم تكن بنظر فريق Strategic Foresight Group في الحسبان. يقول رئيس المنظمة الهندية واسليكر سنديب: “للوهلة الأولى لم نصدّق خبر اغتيال شطح على يد الإرهابيين في وسط بيروت، فمن المستحيل أن يتبادر إلى ذهننا أمرٌ مماثل. شعرنا أنّ هناك خطأ ما، ولكن بدأت تتوالى الرسائل لتؤكد هذا الخبر المأساوي”.
ويقول سنديب: “شطح كان يمثّل الحياة في كل تعاملنا معه. كان من المستحيل التفكير به في إطار الموت. أتذكر دائماً روحه المرحة وكلماته المبطنة بالأمل. ودعمه الذي لا يكلّ للحكم الرشيد في كل اجتماعاتنا، وإيمانه بالسلام والتعاون”.
ويكشف سنديب كيف وقع الاختيار على الشهيد شطح ليكون في عداد المجموعة القيادية الفاعلة لمبادرة السلام الأزرق.
فـ “إيمانه بالسلام في الشرق الأوسط والتعاون الإقليمي كان وراء قبوله دعوتنا الانضمام إلى المجموعة الرفيعة المستوى للسلام الأزرق في الشرق الأوسط، فعندما قررت مجموعة الاستبصار الاستراتيجي بالتعاون مع الحكومة السويسرية تشكيل مجموعة السلام الأزرق، تلقى سنديب اتصالاً هاتفياً من الناشطة في عملية السلام الأزرق كرما اكمجي، قالت فيه: لدينا القائد المناسب في ذهني لدفع مسيرتنا قدماً لاستخدام المياه كأداة للسلام في الشرق الأوسط. وهكذا كان. فعندما وصل شطح برفقة كرما إلى الأردن لحضور اجتماع تأسيس المجموعة الرفيعة المستوى للسلام الأزرق في الشرق الأوسط والذي عقد برئاسة الأمير الحسن، يقول سنديب: “فاجأتني ديناميته ومهاراته في التعبير عن رؤيتنا الجماعية وقدرته الهائلة على جلب الأمل والفرح في تفاعلنا”. لم يكن شطح “متخصصاً في قضايا المياه، لكنّه كان خبيراً اقتصادياً وسياسياً، وأدرك الأهمية الاقتصادية والسياسية للمياه. في الواقع كان يؤمن بضرورة أن يسير الحكم الرشيد جنباً إلى جنب مع التعاون. كان الوحيد الذي يجادل في اجتماع تلو الآخر بأنّ الحكم الرشيد داخل البلاد والسلام والتعاون في المنطقة من شأنها أن تساعد الشرق الأوسط على معرفة إمكانياته الحقيقية” يتابع سنديب.
ففي عام 2010، عندما كان كبير مستشاري السياسة الخارجية لرئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري أصبح واحداً من مهندسي اتفاق منطقة التعاون الاقتصادي الرباعي بين لبنان والأردن وتركيا وسوريا. وكشخصية ذات رؤية، نادى شطح بضرورة انخراط سوريا في الإطار الرباعي، على رغم كراهيته الشديدة للأنظمة السلطوية. فلو كتب لهذه التجربة النجاح، لكنا سنرى يوماً ما منطقة تنعم بالنمو الاقتصادي والسلام.
وعلى رغم انتقاده الشديد لنظام بشار الأسد، إلا أنه لم يستخدم منصة السلام الأزرق لتمرير آرائه السياسية. كان يأمل أن سوريا عاجلاً أم آجلاً سوف تتجه إلى الحكم الرشيد وستنخرط في حركة السلام في المنطقة وفق ما يؤكّد سنديب.
ويلفت الهندي إلى أن شطح كان يرفض التدخل في الأزمة السورية على رغم موقفه المعلن ضد الأسد: نحن علينا الاكتفاء بدعم الشعب السوري بخصوص مطالبته بالحرية والديمقراطية وأن لا نتدخل في الميدان تداركاً لتبعات هذا التدخل.
كان شطح يعي جيداً أن الأزمة السورية عثّرت مسيرة قطار السلام الأزرق، وفق ما أكّد في حوار أثناء الطريق من سويسرا إلى ألمانيا لم أنشر إلا مقتطفات منه. لكنه لم ييأس. وبما أنّ الوقت الراهن لا يحتمل إطلاق تعاون كبير، اقترح “إبقاء الموضوع تحت الرصد لحين تحقيق الاستقرار السياسي وحل النزاعات.
انطلاقاً من ذلك، على وسائل الإعلام أن تتولى حمل الشعلة ونشر الوعي وتنبيه المواطن إلى أهمية المياه من الناحية الاقتصادية، إلى حين نضج الظروف”.
ولطالما كان يطمح أن تسير دول الشرق الأوسط على خطى الاتحاد الأوروبي. وقد بدأ يلتمس الضوء في النفق مع بدء الخطوات الأولى لإنشاء إطار للتعاون بخصوص البنى التحتية بين لبنان وسوريا والأردن والعراق وتركيا، منذ نحو خمس سنوات.
ويقول: “ظهرت مؤشرات مماثلة لتلك التي سار عليها الاتحاد الأوروبي في الخمسينات. فهم لم ينتقلوا إلى إدارة فعّالة من اليوم الأول. فمنذ أربع سنوات، تأملنا القيام بخطوات أولى بين الدول التي هناك تداخل بين مياهها الجوفية وأنهارها لا سيما لبنان وسوريا، وبالطبع فإن إسرائيل خارج إطار التعاون”.
شعر شطح بقابلية تحوّل حلمه إلى واقع مع قيام منظمة هندية بتمويل أوروبي بمبادرة السلام الأزرق، هدفها “استباق الإشكالية الكبرى في قطاع المياه، وسط توقعات بازدياد الجفاف بفعل التغير المناخي، وزيادة الطلب على المياه. وذلك باقتراح إنشاء إدارة تعاونية للمياه وتعزيز العلاقات السلمية بين دول الشرق الأوسط. فالإشكالية الجدية أنّ المياه ستكون سبباً للنزاعات في الشرق الأوسط، والتعاون المائي من شأنه أن يكون نقيضاً للنزاعات ومدخلاً للسلام”. في الطريق من بازل السويسرية إلى كوبلنز الألمانية، لم يخف شطح إعجابه بكيفية إدارة مياه حوض نهر الراين. “فالراين يُعدّ في نظره مثالاً على الإدارة الناجحة للمياه العابرة للحدود، لناحية الاهتمام والصيانة والحماية من التلوث وتنظيم المعايير وإدارة النهر”.
وتوقف عند مسألة الفوارق بين الدول المتشاركة في مياه نهر الراين، والتنافس فيما بينها وتعدد لغات سكانها. فوارق “لم تمنع الدول التي تتقاسم حوض الراين من الحفاظ على نوعية مياه النهر في حالة جيدة جداً، وتنظيم استخدامه لأغراض الزراعة والملاحة وتمركز السدود”. وقال: “في بلداننا الأمر ليس مجرد تنازع حصص بين دول المنبع والمصب، بل إن إدارة المياه لا ترتقي إلى ما هو مطلوب. ويبقى موضوع المياه ثانوياً وسط استمرار النزاعات والحروب. حتى في البلدان التي لا تشهد حروباً لا وجود لإدارة عامة للمياه”.
وأضاف: “مثلما تعدّ سويسرا خزان المياه الأوروبي، فإن لبنان هو البلد الوحيد في الشرق الأوسط الذي لديه اكتفاء ذاتي من المياه بوجود عدة أنهار فيه، لكنّه يعاني من سوء إدارة مياهه الداخلية، فضلاً عن تلوّث مصبات الأنهار وهدر كميات المياه، وعدم توافر الشبكات المطلوبة، وتلوث مياه الليطاني بنسبة مرتفعة”.
على صعيد التعاون الإقليمي، الوضع ليس أفضل حالاً. وأشار شطح إلى أنّ اللقاءات مع عدد من النواب السويسريين ووزارة الخارجية جاء في إطار التشاور، وهم يريدون رؤية فائدة من الدعم الذي يأتي من أموال المكلفين السويسريين.
اهتمام سويسري عزاه شطح إلى أنّ هذا البلد يفتخر بعد نزاعات اثنية وعرقية، بتمكّنه من جميع الأثنيات المختلفة في مجتمع من أنجح المجتمعات الأوروبية. تجربة نجاح قوامها سياسة حياد، كان شطح يحبّذ أن يستلهم اللبنانيون منها، ليختم بمقولته الشهيرة: خلاص لبنان لن يكون إلا بتحييده عن العواصف الإقليمية والدولية.
حياد أراده شطح واقعاً ملموساً. وقد رسم خطوطه العريضة خلال عرض قدّمه قبل أيام من اغتياله في جلسة الثلاثاء التي سبقت اغتياله، وفق ما يكشف النائب محمد قباني، مع تصميم على ضرورة التعاطي بطريقة استراتيجية في مقاربة الأزمة القائمة في لبنان، والانتقال من موقع رد الفعل إلى الفعل.
ويقول قباني: “لقد أبديت موافقتي على طرحه واقترحت بدوري تشكيل لجنة يتولاها شطح وتضمّ في عضويتها بعض الخبراء كالرئيس السابق لمعهد “كارينغي” بول سالم، والصحافي المتخصص في الشؤون التركية جهاد الزين، وتمّ اقتراح اسم رضون السيد بصفته متخصصاً في الحركات الإسلامية، على أن تتولى هذه اللجنة خلال أسبوعين أو ثلاثة وضع تصور استراتيجي للخروج من الأزمة اللبنانية”.
بدوره، يذكّر الهندي بأنّ شطح وجد في حقبة الرئيس الراحل فؤاد شهاب لجهة تحييد لبنان خارجياً عن سياسة المحور الغربي ومحور عبد الناصر نموذجاً يمكن الاستلهام منه للالتزام بسياسة النأي بالنفس، لضمان استقرار لبنان.
ويتحسّر قباني على خسارة شطح الذي “لم يكن سياسياً صرفاً أو دبلوماسياً صرفاً أو أكاديمياً صرفاً، بل كان مزيجاً من كل ذلك، ما جعله صاحب عقل استراتيجي يستقي معلوماته بدقة من وسائل الإعلام ومراكز الأبحاث ومن خلال علاقاته الشخصية والدبلوماسية، التي بناها خلال عمله الدبلوماسي بين بيروت وواشنطن”.
ويبدي صنديب حزنه العميق لمهاجمة قوة الاعتدال من قبل قوى التطرف في عمل خسيس. ويقول: “أولئك الذين ارتكبوا هذه الجريمة البشعة قد فعلوا شراً لأنفسهم، باغتيالهم شخصية مؤثرة كان بإمكانها بناء جسور الثقة من أجل السلام”.
ثمن غال دفعه شطح بفعل “تحوّل لبنان إلى ساحة حرب بالوكالة، بين دول إقليمية”، في نظر ياكيش، الذي يتأسف بدوره بأن تدفع شخصيات سياسية لبنانية قيمة والعديد من المدنيين الأبرياء هذه الفاتورة المؤلمة من أجل قضية ليست قضيتهم.
ويقول الهندي: “كان شطح يطمح للعودة إلى واشنطن لتشكيل لوبي للضغط على الكونغرس الأميركي ليدفع إدارة باراك أوباما إلى تغيير سياستها تجاه لبنان… كان يريد اختباراً حقيقياً لنوايا الرئيس الإيراني حسن روحاني وتمدد الجمهورية الإسلامية في المنطقة”.
في المحصلة، دفع شطح الثمن لكن يوماً ما حين تفتح صفحة جديدة في المنطقة، سوف يكون له مكانته في قاعة الشرف بين أولئك الذي جعلوا المستقبل مختلفاً، لكننا سنفتقده كصديق عزيز وبليغ ومرح، يختم سنديب بحسرة.
ويبقى أن المشاركين في اجتماع السلام الأزرق المقبل، ليسوا وحدهم من سيدرك حجم الفراغ الذي خلّفه شطح برحيله القسري المبكر، رحيل قد يدفع مجموعة السلام الأزرق إلى تخصيص جائزة باسم الشهيد، وفق ما يقترح مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في جامعة الأمم المتحدة الدكتور وليد صالح، عرفاناً بجهود ولإبقاء شعلة الأمل بشرق أوسط أفضل، والتي كان يمثّلها شطح، مضاءة.

السابق
النهار: التمديد على نار حامية بغالبية مضمونة؟
التالي
المستقبل: مفتي السعودية يدعو إلى ضرب «داعش بيد من حديد