حزب الله والمستقبل على طاولة واحدة: انفجار عرسال!

شكل موضوع النازحين في عرسال ركيزة بحث في «لقاء ايجابي وبناء» عقد أمس، بين «المستقبل» و«حزب الله» في مجلس النواب، وجاء اللقاء الذي عقد مساء أمس، بين «حزب الله» و«الحزب التقدمي الاشتراكي» ليضفي مناخات ايجابية على مستوى الحركة السياسية.

جمع الاجتماع الأول الوزيرين نهاد المشنوق ورشيد درباس عن «المستقبل»، ورئيس «كتلة الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد والوزير محمد فنيش عن «حزب الله».
المبادرة جاءت من جانب «المستقبل» وتحديدا المشنوق الذي كان بادر الى فتح قنوات حوار مع الحزب من موقعه في وزارة الداخلية بدأت مع الحاج وفيق صفا وتطورت بدخوله الضاحية واجتماعه بالحاج حسين خليل بعنوان اجتماعي. تطور التواصل بين الجانبين، أبعد من طاولة مجلس الوزراء، ليتناول عناوين محددة في أكثر من مناسبة (الطفيل والتعيينات وغيرها).
وعندما قرر وزير الداخلية فتح ملف نازحي عرسال السوريين من زاوية أمنية ـ اجتماعية، كان لا بد من التواصل مع «8 آذار» باعتبارها الأكثر تشددا في موضوع اقامة المخيمات للنازحين منذ ثلاث سنوات ونيف.
كان اللافت للانتباه في اللقاء الذي عقد في مكتب رعد في مجلس النواب، بعيدا عن الاعلام، قبل ساعة من موعد «جلسة السلسلة»، تقديم المشنوق مقاربة شاملة للوضع الأمني في عرسال من زاوية أن الانفجار واقع حتما في بلدة يمكن القول أنها محتلة، لافتا النظر الى انه من غير الممكن لهذا الوضع أن يستمر. واذ شدد على ان عدد النازحين بلغ ثلاثة اضعاف عدد سكان البلدة (يقدر عدد سكانها بنحو 35 ألف نسمة)، اشار الى ان خيم اللاجئين في عدد من المخيمات قد احترقت بمعظمها. واعلن امام المجتمعين «اننا امام خيارين: إما نقل هؤلاء النازحين الى خارج عرسال، أو تركهم داخلها مع ما يستتبعه ذلك من انفجار».
كان مشروع رشيد درباس طموحا عبر نقل اللاجئين الى مناطق حدودية (المصنع والعبودية تحديدا)، حيث تقام لهم مراكز مركبة على الطاقة الشمسية وتؤمن لهم عبرها الكهرباء والماء. لكن «حزب الله» رفض نهائيا فكرة اقامة المخيمات باعتبارها يمكن أن تتحول الى قنابل موقوتة والى مشاريع اشتباك مع الجوار.
واكد فنيش لـ«السفير» رفض الحزب مبدأ اقامة مخيمات على الحدود مع لبنان، وذلك لسبب رئيسي هو الخشية من خروج هذه التجمعات عن السيطرة ودخول المسلحين من المقلب الآخر إليها.
وعلم في هذا الاطار ان فنيش ابدى خوفه في الاجتماع من ان وضعا كهذا قد يسمح للمسلحين ايضا بمهاجمة سوريا انطلاقا من لبنان، علما ان مفوضية شؤون اللاجئين اعلنت عدم ترحيبها لاقامة اي مخيم لاسباب امنية وكون المخيمات قد تشكل عامل «استقطاب» وقد تتعرض للقصف كما انها قد تشكل ملجأ للمسلحين.
وشدد رعد من جهته، على وجوب احصاء اللاجئين في عرسال وتقديم معلومات كاملة حول المناطق التي هجروا منها ليصار لاحقا الى البحث جديا مع الجانب السوري باعادة من يمكن أن يعود منهم الى المناطق التي صارت آمنة (شدد على أهمية فتح حوار جدي وحقيقي بين الجانبين اللبناني والسوري).
تفهم «المستقبليون» هواجس الحزب الأمنية، وتم سحب موضوع اقامة المخيمات قرب الحدود من التداول، علما ان مخيمات اللاجئين السوريين في لبنان بلغت 1400 مخيم، يلجأ اليها 18 في المئة فقط من اللاجئين، حسب توضيح درباس لـ«السفير».
على ان اللقاء اتسم بالود والايجابية، حسب درباس، الذي قال ان الطرفين كانا «متفاهمين ومتفهمين». أما بالنسبة الى فنيش، فإن الاجتماع حقق المطلوب عبر الجلوس الى طاولة الحوار والبحث الجدي، وتم الاتفاق على استمرار التواصل والانفتاح على أية أفكار جديدة يمكن أن تؤدي الى ايجاد حل لموضوع عرسال.

لقاء كليمنصو ليلا

أما لقاء «حزب الله» و«الاشتراكي» فقد عقد مساء أمس، في منزل النائب وليد جنبلاط في كليمنصو وحضره عن «الاشتراكي» الوزير وائل ابو فاعور والنائب علاء الدين ترو وأمين السر العام ظافر ناصر. وعن الحزب، النائب رعد والوزير حسين الحاج حسن والنائب علي عمار ومسؤول لجنة الارتباط والتنسيق الحاج وفيق صفا.
وعلم ان الهاجس الامني شكل الاساس في اللقاء، خاصة في ظل التطورات المتسارعة في المنطقة ووصول الارهاب الى لبنان. وتناول المجتمعون اهمية دور كل طرف في تخفيف الاحتقان على ساحته وحماية البلاد من الخطر التكفيري، في ظل تقييم ايجابي مشترك للعمل القائم حاليا لحماية الاستقرار. وعلى هذا الصعيد، تم تناول قضية العسكريين المختطفين، وكان ثمة ارتياح للجهود المبذولة من قبل الدولة في سبيل اطلاقهم.
وتم تناول جلسة المجلس النيابي أمس، وكان ارتياح لاستئناف التشريع المجلسي، في الوقت الذي أبدى فيه جنبلاط بعض التحفظات على تأجيل سلسلة الرتب والرواتب.. كما كان تأكيد على انتخاب رئيس جديد للجمهورية وتم تناول موضوع الانتخابات النيابية (التمديد)، فضلا عن اهمية استمرار التنسيق الثنائي بين الحزبين في جميع المناطق وعلى كل الصعد والمستويات.
وعرض جنبلاط للدور الذي يقوم به من أجل رأب «الصدع الكهربائي» بين الرابية وعين التينة حيث كان قد أوفد الوزير أكرم شهيب، أمس الأول، للقاء العماد ميشال عون، فيما كان أبو فاعور يتواصل للغاية نفسها مع عين التينة.
وقال رعد بعد اللقاء: «الأجواء إيجابية وجدية جدا وكلنا نتطلع الى فتح نوافذ لإخراج لبنان بأسرع وقت ممكن وبأقل كلفة ممكنة من هذا القطوع الذي يمر به من أجل ان نتلافى أيضا تداعيات ما يجري من حولنا وما يجري في المنطقة، كان البحث مشعبا في كل القضايا الداخلية وما يدور حولنا، والآراء دائما كانت تلتقي في ما يصب في مصلحة اللبنانيين ولبنان».
وأكد ردا على سؤال أن «اللقاء تطرق الى موضوع الانتخابات النيابية والاستحقاق الرئاسي، وتفهمنا بعمق وجهة نظر وليد بك، ونحن سنلتقي معا في أي استحقاق».
وقال «نؤكد على ضرورة إجراء الانتخابات الرئاسية في أسرع وقت ممكن، لأن البلاد تحتاج الى رئيس جمهورية يقوم بمهامه الدستورية».
من جهته، قال جنبلاط إن «اللقاء كان لبحث عدد من القضايا سواء كانت داخلية أو خارجية، وهذه اللقاءات ممتازة لأنها تزيل عقبات كثيرة، ولا بد من أن تتوسع، والعلاقة مع «حزب الله» هي جدا خاصة وجدا ممتازة، واللقاءات جيدة لأنها تساعد على خطوات عملية».

السابق
مصادر من حزب الله: أمام اللبنانيين فرصة لانتخاب رئيس «صُنِع في لبنان»
التالي
اليمن نموذجاً للصحوة الإسلامية