أوباما أقرّ بإساءة تقدير قوة الجهاديين

وجه الائتلاف الدولي ضد الجهاديين الذي تقوده الولايات المتحدة أمس ضربات جوية جديدة الى مصافي نفط خاضعة لسيطرة تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش) في سوريا حيث توعدت “جبهة النصرة” التابعة لتنظيم “القاعدة” بالرد على واشنطن وحلفائها، فيما تأكد مقتل زعيم “مجموعة خراسان” محسن الفضلي والقيادي الاخر في المجموعة أبو يوسف التركي في الموجة الاولى من الغارات التي شنها الائتلاف الثلثاء الماضي. وانضمت بريطانيا الى الحملة الجوية على التنظيم المتطرف في العراق. ووسط استمرار الغارات الجوية، أقر الرئيس الاميركي باراك اوباما بأن الاستخبارات الاميركية اساءت تقدير قوة الجهاديين في سوريا، بينما اكد الرئيس التركي رجب طيب اردوغان انه لا يمكن انقرة ان تبقى خارج الائتلاف ضد “داعش” وأبرز ضرورة القيام بعمل ميداني الى جانب الغارات الجوية.

واستشهد أوباما في مقابلة مع برنامج “60 دقيقة” الذي تبثه شبكة “سي بي إس” الاميركية للتلفزيون بتصريحات سابقة لمدير الاستخبارات الوطنية جيمس كلابر وأقر بأن الاستخبارات الأميركية قللت شأن ما يحصل في سوريا وبانها بالغت في تقدير قوة الجيش العراقي في التصدي للجماعات المتشددة.
وقال إن المتشددين اختبأوا عندما سحقت قوات مشاة البحرية الأميركية “المارينز” تنظيم “القاعدة” في العراق بمساعدة من العشائر العراقية. و”لكن على مدى السنتين الاخيرتين وفي خضم فوضى الحرب الأهلية السورية حيث لديك مناطق واسعة من الأراضي لا تخضع لحكم أحد، استطاعوا أن يعيدوا تنظيم صفوفهم واستغلال تلك الفوضى… من ثم باتت (تلك الأراضي) قبلة الجهاديين حول العالم”.
وكان كلابر قال لصحافي في صحيفة “الواشنطن بوست” هذا الشهر إن الاستخبارات الأميركية قللت شأن “الدولة الإسلامية” وبالغت في تقدير قدرات الجيش العراقي. ونسب اليه قوله: “لم أتوقع انهيار قوات الأمن العراقية في الشمال… لم أتوقعه… الأمر في نهاية المطاف يتعلق بالتنبؤ بالإرادة للقتال وهو أمر يصعب التكهن به”.
وحدد أوباما الهدف العسكري ضد “الدولة الإسلامية” قائلاً: “ينبغي أن ندفعهم الى التقهقر وتقليص مساحتهم وملاحقة قادتهم ومراكز السيطرة وقدراتهم وأسلحتهم ودعمهم بالوقود وقطع مصادر تمويلهم والعمل على وضع حد لتدفق المقاتلين الأجانب”. لكنه أكد أن الحل السياسي ضروري في العراق وسوريا من أجل تحقيق السلام على المدى البعيد.
ولاحظ ان مسؤولي الدعاية في “الدولة الاسلامية” باتوا “ماهرين جداً” في التعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي، واستقطبوا مجندين جدداً من أوروبا وأميركا وأوستراليا والدول الاسلامية “يؤمنون بالسخافة المتعلقة بالجهاد التي يروجونها”.
وكثف مشرعون أميركيون دعواتهم الى أن يمنح الكونغرس تفويضا لحرب أوباما على “الدولة الاسلامية” في العراق وسوريا وسط مؤشرات لمواجهة الولايات المتحدة وحلفائها حرباً طويلة وصعبة.

تركيا
وفي اسطنبول، أعلن اردوغان امام اجتماع للمنتدى الاقتصادي العالمي ان انقرة لا يمكنها البقاء خارج الائتلاف الدولي الذي يحارب “داعش” في سوريا والعراق. وقال: “سنجري محادثات مع المؤسسات المعنية هذا الاسبوع وسنكون بالتأكيد في المكان الذي يجب ان نكون فيه”. واضاف: “لا يمكننا البقاء خارج هذا الامر”.
ودعا مجدداً الى اقامة منطقة عازلة ومنطقة حظر طيران داخل سوريا لحماية الحدود التركية واللاجئين. كما تحدث عن احتمال ان يتطلب الامر استخدام قوات على الارض، اذ “لا يمكن القيام بذلك فقط من الجو، هناك بعد ميداني ايضا”. وأن “القاء قنابل من الجو ياتي فقط بحلول موقتة”، مضيفا انه يجب القيام بعمل منسق ضد “الدولة الاسلامية” في سوريا والعراق. وانتقد بريطانيا لانها قررت فقط شن غارات داخل العراق. وخلص الى انه “بدل معالجة الامر بهذا الشكل، يجب ان نرسل اشقاءنا السوريين الى بلادهم عبر منطقة آمنة”.
وأعلن رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو ان الحكومة سترسل مذكرات اليوم تطلب فيها تمديد التفويض للقيام بتحرك عسكري في العراق وسوريا.
وفي مداخلة نادرة جداً، سيتحدث رئيس الاركان التركي الجنرال نجدت اوزيل امام مجلس النواب غداً. ثم يناقش المجلس التفويض الخميس مما يمهد الطريق امام القيام بعمل عسكري على رغم ان شكله لم يتضح بعد.

ميدانياً، أغار طيران الإئتلاف ليلاً على معمل غاز كونيكو قرب بلدة خشام بريف دير الزور الغربي. وهذا المعمل هو الأكبر من نوعه في سوريا.

السابق
بعد 10 سنوات اكتشفوا عدم ايصاله 40 ألف رسالة
التالي
الجولاني يحرّض ضد الجيش اللبناني ويدعو للانشقاق عنه