هل سيحاكي الجيش فلاديمير بوتين في عرسال؟

عرسال
اطلق كل من نهاد المشنوق ووليد جنبلاط مبادرة المقايضة، والسيد حسن نصرالله دعا الى المفاوضات... لكن الجيش يقتحم مخيمات اللاجئين بحثا عن مقاتلين او هاربين؟؟ هل يرفض الجيش التفاوض؟ وهل سيبادر الى القيام بعمل انتحاري يقضي فيه على الخاطفين والمخطوفين معا كما فعل فلاديمير بوتين بالانفصاليين الشيشان في العام 2002 حين حرر رهائن مسرح موسكو من خلال الغاز المنوم؟

اطلق الجيش اللبناني وبشكل مفاجئ صباح يوم الخميس عمليات دهم لمخيمات النازحين السوريين.. وقد رأت مصادر اسلامية أن “ما يجري في عرسال من عمليات دهم وترويع للاجئين السوريين، فضلاً عن احراق المخيم أمر سيضر بالتأكيد في مسار المفاوضات في قضية العسكريين”، معتبرة ان “هناك جهة لا تريد حل القضية وتدفع الامور نحو التشنج من اجل ايجاد اجواء سلبية، لا سيما بعد الايجابية التي ظهرت في تصريحات النائب وليد جنبلاط والامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله والوزير نهاد المشنوق”.

كل هذا بحسب مصادر مطلعة يدل على ظهور تناقض، فكان حتى الامس الموضوع يميل نحو التهدئة وتفاجأ الاهالي بما جرى، اذ يبدو ان هناك من يريد احراق المخيمات والاعتداء على اللاجئين من اجل ضرب المفاوضات، وهي نفسها، أي هذه الجهة، لا مصلحة لها بان يبقى لبنان هادئاً. وقد أجج الأمر الوضع على الصعيد الشعبي الذي شهد دعوات إلى المظاهرات التي تدعو المسلحين إلى دخول لبنان او عرسال.

الفليطي

واتصلت “جنوبية” بنائب رئيس بلدية عرسال احمد الفليطي للسؤال حول سبب المداهمات وسر التصعيد رغم التهدئة السياسية، وقال: “ليس عندي اية معلومات، انا بعيد عن عرسال ولست مهتما بما يجري. ولست بهذا الجو، ولا اود ان اعرف. انا اتصل فقط بأهلي وعائلتي لاطمنئن عليهم”.

بالمقابل،قال رئيس بلدية بعلبك السابق غالب ياغي لـ”جنوبية”: “لا زالت السلطة اللبنانية تنتظر تركيا او قطر للتدخل لحل الازمة. وجميع الأفرقاء جمدوا اشغالهم على صعيد الحوار وتحريك الملف بانتظار الاتراك وغيرهم”.

ويرى غالب ياغي ان: “هيئة العلماء جمّدت عملها كما نعلم، بعد اطلاق الرصاص عليها مما دعا الناس للتحرك تلقائيا، والى الان لا جدية في الموضوع على صعيد التفاوض الذي توقف… واليوم لا مطالب للخاطفين غير تأمين ممر آمن عبر عرسال. وبغض النظر عن كل ما يجري هم الان محاصرون”.

ويتابع غالب ياغي قائلاً: “لماذا لا تتحرك الحكومة خاصة انه لا جديد في الموضوع، والسؤال ما هو الحل؟ فاما ان يقتحموا المكان ويحرروا المخطوفين، واما يتركونهم لمصيرهم”.

ولكن ما سر اقتحامات اليوم؟ نسأل الاستاذ غالب ياغي الذي يقول: “لا أحد يعرف، ربما سببه الانقسام الحكومي، وانشاء الله لا يذهب هؤلاء العسكر ضحية سياسة الحكومة. لذا نقول للحكومة: اذا عندك حل افصحي عنه. ولكني ارى الخيارات ضئيلة جدا”.

والحل بحسب غالب ياغي: “محصور بنقطتين، الأولى ان تترك السلطات اللبنانية للخاطفين منفذا على عرسال. والثانية: بالبداية كان مطلبهم عدم تسليم المواقع التي احتلها الجيش اللبناني لحزب الله. وتسليم 15 موقوفاً من رومية، أما اليوم فيطالبون بممر انساني وعدم الاعتداء على السوريين النازحين، واطلاق سراح البعض كـ(عماد جمعة) مثلا. هذه هي مطالبهم البسيطة”!!! ويتابع غالب ياغي فيقول: “زوجة المخطوف علي نزال حملت سلسلة مطالب بهذا الاطار. لذا نرجو ان تتمكن من ايجاد حل”.

وردا على سؤال لماذا لا تتدخل فعاليات بقاعية وسطية مقبولة من الطرفين لايجاد حل للازمة، يلفت غالب ياغي: “لقد أُطلقت النيران على الشيخ مصطفى الحجيري، فمن يحمينا؟ يمكن ان يطلقوا النيران علينا ونحن بالاصل كفعاليات لا علاقة لنا مع الخاطفين، ولكن لنا علاقة مع اهل عرسال فقط”.

وختم بنداء: “لسنا اول او اخر بلد يفاوض الخاطفين، فسوريا فاوضت، وايران فاوضت، وحزب الله فاوض، وتركيا فاوضت… فليس عيبا ان نفاوض لحفظ ارواح ابنائنا”.

السابق
الجميل التقى هيل: الإستحقاق الرئاسي يبقى اولوية
التالي
دنزل واشنطن يعود في «التعادل»وأفلام لبنانية جديدة