محقق إسباني سرّي: وجدنا 9 عيّنات للمجهول والمتفجّرة حَوَت شظايا

لا تزال افادات شهود الادعاء في ملف اغتيال الرئيس رفيق الحريري تركز على مسرح الجريمة والمتفجرة والاضرار التي خلفتها والادلة التي رفعت منه. وفي هذا الاطار استمعت غرفة الدرجة الاولى في المحكمة الخاصة بلبنان برئاسة القاضي ديفيد راي الى افادة شاهد ادعاء اسباني محقق في شرطة بلاده وكان مسؤولا عن عن فريق من تسعة محققين اسبانيين حضروا الى بيروت في تموز 2006.

وقال الشاهد الخاضع لتدابير حماية: “عندما ندلي كعناصر شرطة بشهادتنا في محكمة اسبانية يتم التعريف بنا برقم بطاقتنا من دون اسمنا، ورقم بطاقتي 18522”. وعقّب راي: “طلبت منا السلطات الاسبانية تمويه صورتك وصوتك وعدم اعلان اسمك طبقا للنظام المتبع في بلادكم، لان عملك يتعلق بمكافحة الارهاب”.

وبأسئلة ممثل الادعاء الكسندر ميلن أجاب الشاهد: “عملنا في مسرح الجريمة بناء على طلب من الامم المتحدة. ووضعنا تقريرا في مدريد من 300 صفحة عند انتهاء مهمتنا بتفتيش الموقع، وشملت ايضا معاينة سيارات موكب الحريري في ثكنة الحلو بمشاركتي”. واضاف: “من الصعب تخيل مسرح جريمة كبير بهذا الحجم، وهذا الكم من الادلة. لم نواجه من قبل تحقيقا في مسرح جريمة بمستوى ما جرى في بيروت”.

وعن المضبوطات قال: “عثرنا على تسع قطع بيولوجية للرجل مجهول الهوية على سطح مبنى سان جورج، وعلى 673 قطعة بعضها معدني وبيولوجي، وثمة أشلاء بشرية، اضافة الى بقايا ملابس متفحمة.

وتحدث الشاهد عن غربلة التربة في الحفرة. لم نجد في انابيب تصريف المياه أدلة ذات قيمة، فيما عثرنا على أجزاء من غطاءي فتحة صيانة لتصريف المياه، زنة كل منهما الف كيلوغرام من الباطون المسلح تطايرا الى طبقتين.

ووجدت فتحة صيانة محاطة بحجارة قذفها الانفجار الى داخل جدران الحفرة. ويرجح ان يكون مصدرها من صف اغطية موجود في تلك المنطقة”.

وسأله راي: “ألم تجد اي شيء على الارض كان مهما للانفجار؟” أجاب: “أخذنا عينات للتربة حول كل فتحة صيانة، وحاولنا في المختبر معرفة نوع المتفجرة فلم نجد اي دليل مهم.

كثير من الركام والانقاض كان ناجما عن الحفرة، تركها المفتشون الجنائيون. وثمة كتل ركام جمعت في منطقتين فرعيتين بواسطة جرافات، عملنا على غربلتها لانتشال الاثار منها، ولم يكشف عليها خبراء سابقون”.

ولفت ميلن الى عثور الفريق الاسباني على قطعة للرجل المجهول الهوية (الانتحاري) و34 قطعة له في منطقة الانفجار ووجد عدد كبير منها على الاسطح المسطحة، فيما ذكر الشاهد عثور الفريق على 42 عينة بيولوجية افتراضا هي لشظايا جمجمة. ورد الشاهد عدم عثور الفرق التي سبقت فريقه على الادلة التي وجدها بعد 15 شهرا على الجريمة، الى ضيق الوقت.

وتوقف ميلن عند التحقيقات اللبنانية التي بقيت مستمرة منذ حصول الانفجار وعثور عناصر الامن اللبنانيين على 30 قطعة لشاحنة “ميتسوبيشي كانتر” كما أثار مسألة الحمض النووي للبروفسور أيوب.

وفنّد الشاهد عملية الكشف على سيارات موكب الحريري في ثكنة الحلو حيث وضعت في شكل تسلسلي طبقا لمسارها لحظة الانفجار، وكانت سيارة الحريري، وهي “مرسيدس اس 600” مصفحة، الثالثة في الموكب بعد سيارة لأمنيين، ثم ثانية لحراسه الشخصيين، وكذلك السيارة التي كانت تسير وراءه فسيارة جيب اسعاف. واحترقت سيارة الحريري من الداخل والخارج واستنتجت انها كانت أقرب الى المتفجرة فيما تعرضت السيارة التالية “لاضرار كارثية رأيتها للمرة الاولى الى درجة انها أدت الى اختفاء السيارة بشكل شبه كامل”.

وأعرب عن اعتقاده ان المتفجرة تضمنت كميات من الشظايا لتحدث اضرارا على الاشخاص الذين كانوا داخل السيارة. وكانت النية تفتيت السيارة الاقرب الى الانفجار. أما الاقرب اليه فكانت السيارة الرابعة. ورفعت الجلسة الى اليوم للاستجواب المضاد للشاهد من محامي الدفاع.

السابق
الفاشية الدينية والأصوليّات المختلفة والعائلة الواحدة
التالي
اهالي المخطوفين يصعدون واقرار السلسلة عشية الاضحى