لم يبق امام اللاجئين الفلسطينيين المعوزين في المخيمات والهاربين من جحيم النيران السورية الا البحر للهروب من واقعهم المعيشي المزري ،على أمل الفوز بالوصول الى نعيم الشواطىء الاوروبية والعيش في ربوع تلك الدول. لا يعبأ هؤلاء لاخطار السفر بطريقة غير شرعية والانتقال مع اطفالهم بواسطة مراكب غير مجهزة تحمل اشخاصاً اكثر من طاقتها . وقبل ايام توفي العشرات من الفلسطنيين قبالة الشواطىء الايطالية وكانوا قد قدموا من غزة.
وفي معلومات لـ “النهار” ان مافيا للهجرة غير الشرعية تنشط في المخيمات وخصوصا في الجنوب وتوهم من يريد السفر انها تستطيع ايصاله الى بلدان اوروبية لقاء الحصول على مبالغ مالية كبيرة وعلى ان تتم هذه الرحلات سرا ومن دون ابلاغ احد من الجهات اللبنانية والفلسطينية بطلب من مجموعة من السماسرة الذين يستغلون اوضاع اللاجئين ومعاناتهم ولا سيما الذين هربوا من سوريا.
وتفيد مصادر فلسطينية “النهار” ان هذه المجموعة التي تتغلغل في المخيمات في الاسابيع الاخيرة معروفة بالاسم وهي من اللبنانيين والفلسطينيين ويحصل ابطالها الاموال من دون اي رأفة والسؤال عن مصير هذه الرحلات الخطرة وغير الشرعية في اتجاه الشواطىء الاوروبية.
حلم الهجرة الذي يراود الكثيرين من اللبنانيين والفلسطينيين بات مادة للتجارة بالبشر ولو انتهى الامر في رميهم بالبحر.
في غضون هذه المعاناة، تمكنت مفرزة استقصاء الشمال من القبض على 107 اشخاص سوريين وفلسطينيين اتوا من مخيم عين الحلوة على شاطىء ميناء طرابلس وكانوا ينوون الهرب خلسة من الاراضي اللبنانية باتجاه ايطاليا.
تجدر الاشارة الى ان هؤلاء وقعوا ضحية شبكة احتيال واسعة تقاضت (6000 دولار عن كل شخص و2000 دولار لكل طفل) ولكن المفرزة تمكنت من القبض على احد افراد الشبكة وهو لبناني ويدعى (ف.أ).
وكانت الشبكة قد وعدت الاشخاص بنقلهم بمركب صغير الى خارج المياه الاقليمية ومن ثم ينقلون بمركب آخر كبير باتجاه ايطاليا.
