المسلم المسيحي العلماني

قبل وفاته وحين كان لا يزال في العناية الفائقة، تدفقت عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وعبر المواقع الإخبارية التعليقات حول السيد هاني فحص، لقد استشعر الذين عرفوا السيد ورافقوه في مسيرته أو في مراحل منها، حجم الخسارة التي يمكن أن تحدث برحيله، كما استشعر ذلك الجمهور الواسع من اللبنانيين والعرب الذين لم يعرفوه شخصياً وإنما تابعوا مسيرته ومواقفه.

وسيرة هاني فحص ستكتب وسيساهم فيها كثيرون ممن يمثلون وجوهاً من وجوهه، فهو الجنوبي ورجل الدين الشيعي المسلم المسيحي العلماني العروبي اللبناني الذي جمع كل هؤلاء بشخصه المنوع، وحضنهم بعباءة السيد وعبر عنهم بلسانه النجفي.
بوفاة السيد هاني ـ وهو أمر لا يمكن تصديقه بسهولة ـ يكون لبنان قد خسر قامة فريدة وشخصية نادرة لا يمكن تعويضها في هذه اللحظة بالذات، في ظل التشنج والتباعد والأخطار التي تحيط بنا.
والذين يعرفون السيد هاني فحص على دراية بدوره الذي لم يكن لشخص آخر أن يقوم به، ولم يكن يريد أن يغطي الإعلام هذا الدور أو أن تعظمه الصحافة.
كان يعمل بقناعاته فقط التي لم يبدلها ولم تغيره.
سلام أيها الصديق، سيفتقدك الكثيرون الذين لم يجدوا عنك تعويضاً.

السابق
قبل.. وبعد الرحيل
التالي
أفقد الصبر واختار الرحيل؟