’كي لا ننسى صبرا وشاتيلا’ عند الحدود الجنوبية

جاؤوا من مختلف أنحاء العالم إلى لبنان باسم «لجنة إحياء ذكرى مجازر صبرا وشاتيلا» لتذكير العالم بالجريمة البشعة التي قام بها جيش الاحتلال الصهيوني وعملاؤه «ضد الشعب الفلسطيني» وتأكيداً منهم على تضامنهم مع نضال الشعبين الفلسطيني واللبناني.

أمس كانت المحطة الأولى للوفد في عاصمة الجنوب والمقاومة في صيدا فتجمع أمام نصب الشهيد معروف سعد في محلة البوابة الفوقا وكان في استقباله الأمين العام لـ«التنظيم الشعبي الناصري» أسامة سعد وفعاليات صيداوية وممثلون عن المجتمع المدني. ووضع الوفد أكاليل من الورد على ضريح الشهيد سعد.
وكانت لسعد كلمة شدد فيها على أن «الشعبين اللبناني والفلسطيني قاوما الاحتلال بكل بطولة وبسالة. وفي ذكرى خطف وقتل مجموعة من التقدميين اللبنانيين، وعلى رأسهم محي الدين حشيشو أحد قادة الحزب الشيوعي اللبناني، نعتبر 16 أيلول يوماً صعباً من حياة الشعب اللبناني والفلسطيني، إلا أننا نعتبره أيضاً يومأ مجيداً. ففي 16 أيلول 1982 أطلقت القوى الوطنية والتقدمية اللبنانية جبهة المقاومة الوطنية التي حررت بيروت، وجبل لبنان، وصيدا، وصور. وقدمت جبهة المقاومة الوطنية التضحيات، وكبدت العدو خسائر فادحة. نحن الوطنيين والتقدميين من اللبنانيين والفلسطينيين نفتخر بيوم 16 أيلول الذي أطلقت فيه شرارة المقاومة في مواجهة الاحتلال».
وحيا سعد أعضاء الوفد «لأنكم تتذكرون دائماً مجازر العدو، وعلى رأسها صبرا وشاتيلا، في حين أن كثيرين من العرب قد نسوا المجازر الإسرائيلية ضد شعوبنا العربية». وقال: «بالتعاون مع القوى التقدمية سنواجه العدو الإسرائيلي ومشروعه العنصري العدواني ضد أمتنا. ونحن التقدميين العرب نخوض معارك ضد الكيان الصهيوني، وضد القوى الإرهابية الظلامية التي تخدم المشروع العدواني الصهيوني. ونعتز بدعمكم، ونحن واياكم جزء من الحركة التقدمية العالمية التي تسعى الى تقدم البشر وإلى العدالة والكرامة الانسانية».
وشكر رئيس الوفد مورتسو موسيلينيو سعد على دعم القضية الفلسطينية. وعبر عن فخره بوضع اكاليل من الزهر سنوياً في ذكرى صبرا وشاتيلا على النصب التذكاري للشهيد معروف سعد لما يمثله من رمز للمقاومة ضد العدو الصهيوني في فلسطين ولبنان.

تحية إلى الأحرار

إلى قلعة الشقيف وصل الوفد ظهراً يرافقه نائب مسؤول الملف الفلسطيني في «حزب الله» الشيخ عطالله حمود. وجال في أرجاء القلعة التي تخضع لعملية الترميم، وراقب منها الأراضي الفلسطينية المحتلة، إذ تشكل القلعة «بانوراما» استراتيجية نحو الجنوب والعديد من المناطق الفلسطينية المحتلة.
وأكد حمّود أن «المقاومة ترحب بكل أحرار العالم، ولا سيما هذا الوفد الذي يحمل القضية الفلسطينية فيما تخلى العرب عن قضيتهم المركزية فلسطين وقد لمسنا حجم المؤامرة وكيف تجاهل العرب العدوان الأخير على غزة، فيما يلم هذا الوفد نفسه من كل أوروبا ويأتي لكي يحيي مجزرة صبرا وشاتيلا، تحية لكل الأحرار في العالم والمقاومة ستبقى وفية لهؤلاء الناس وقضيتنا المركزية ستبقى فلسطين مهما حاول البعض طمس حقيقتها حتى تحرير الأرض والمقدسات».
وتحدث قاسم عينا باسم الوفد فقال: «لقد انتعشت ذاكرتي وأنا أقف مجدداً اليوم أمام قلعة الشقيف، هذه القلعة التي زرتها آخر مرة في العام 1980، ومنذ ذاك الحين لم أتمكن من الحضور إليها. الآن بفضل هذا الوفد الدولي الذي جاء ليتضامن مع الفلسطينيين واللبنانيين ضد مجازر إسرائيل ها أنا هنا اليوم من جديد، من خلال الزيارة رقم 13 لإحياء ذكرى مجزرة صبرا وشاتيلا، والبعض يحاول أن يطمس حقيقة أن المجزرة هذه ارتكبت بحق الفلسطينيين واللبنانيين معاً وليست ضد الفلسطينيين فحسب. نأتي إلى الجنوب لأن الجنوب ساحة المقاومة ومن خلال الجنوب تم دحر هذا العدو الصهيوني، هناك تلازم بين مسار المقاومة الفلسطينية قبل عام 1982 وبين أهل الجنوب الذين احتضنوا الثورة الفلسطينية حيث حصلت في قلعة الشقيف معركة مهمة واستشهد العديد من المقاتلين الفلسطينيين ومن الأخوة المقاتلين في المقاومة الوطنية اللبنانية والإسلامية».
وتوجه الوفد إلى بوابة فاطمة عند الحدود مع فلسطين المحتلة، ومن هناك إلى حديقة إيران في بلدة مارون الرأس حيث كان في استقبالهم عضو المجلس السياسي في «حزب الله» النائب السابق حسن حب الله. وبعد جولة في أرجاء الحديقة، وإطلالة من هناك على المكان الذي استشهد فيه عدد من الفلسطينيين خلال مسيرة العودة في ذكرى النكبة عام 2011 أقيمت مأدبة غداء على شرف الوفد في مطعم الحديقة.
وحيا حب الله نشاط الوفد الزائر «الذي أخذ على عاتقه إبراز وحشية وهمجية العدو الصهيوني في كل الميادين انتصارا لحقوق الإنسان ودفاعا عن الشعب الفلسطيني والشعوب العربية في استرجاع الأرض والمقدسات التاريخية».

السابق
لبنان في مهزلة عتمة حكامه ومنهبة الكهرباء
التالي
السعودية تدعو لتحالف دولي ضد الإرهاب يستمر 10 سنوات