الخشية من تعميم نموذج هجوم القنيطرة.. التدخل الإسرائيلي يفتح على أخطار كثيرة

أخطر ما يجري عند حدود الجولان السوري المحتل، هو الهجوم الذي ينفذه فرع “القاعدة” في سوريا ممثلاً بـ “جبهة النصرة”، فتلك الناحية لا تبعد كثيراً عن مثلث الحدود اللبنانية – السورية – الفلسطينية وأهالي المناطق الحدودية اللبنانية المتاخمة للسياج الحدودي في القطاع الشرقي من الجنوب سمعوا دوي القذائف والانفجارات بوضوح غير مسبوق مما ينذر باقتراب الحرب الاهلية السورية من خطوط حمراء لم تبلغها سابقاً.

أما وجه الخطورة فيتمثل في امكان تعميم نموذج القنيطرة على محور شبعا مثلاً، لأنه يعني فتح جبهة جديدة على الحدود السورية – اللبنانية تضاف الى محور جبهة عرسال وجردها، مما يمثل تهديداً كبيراً للداخل اللبناني بدءاً من البقاع الاوسط في اتجاه البقاع الغربي والجنوب برمته. ويستند عامل الخطورة في ما يجري الى تحليل المعطيات الميدانية الواردة من الجنوب السوري، حيث أصبح واضحاً التدخل الاسرائيلي الفاضح الى جانب مسلحي “النصرة” و”المعارضات السورية” ومساندتهم في محاور الجولان والقنيطرة من خلال القصف المدفعي الثقيل على مواقع الجيش السوري وتلك المؤيدة للنظام، وغض الطرف أو النظر عن استخدام المسلحين للمنطقة العازلة في الجولان بهدف التسلل الى مواقع الجيش السوري. والسؤال الكبير الذي يطرح نفسه هو عن احتمال تكرار مشهد الاختراق في القنيطرة على محور شبعا – جبل الشيخ مع كل ما قد يترتب على هذا الأمر من عواقب وخيمة.
الاكيد أن قوافل اللاجئين السوريين التي وصلت الى مناطق شبعا وحاصبيا من ريف دمشق الجنوبي أنما مرت تحت أعين القوات الاسرائيلية المتمركزة في اعالي جبل الشيخ وخصوصاً في المرصد المشرف على كل منطقة شبعا وناحيتها، وتالياً إن أي “مؤامرة” اسرائيلية من خلال السماح لمسلحي “النصرة” بالعبور الى الهضاب والتلال اللبنانية في جرود جبل الشيخ تعني فتح الجبهة عسكرياً في تلك الجبال العالية التي تتمركز فيها وحدات من الجيش اللبناني تشرف على الطرق والممرات الجبلية لضبط حركة العبور عليها، في حين ينتشر في قراها وبلداتها خليط من الاهالي المسلحين الذين يتولون اعمال الحراسة بالتنسيق مع القوى العسكرية والامنية لحماية بلداتهم من أي اختراق على غرار ما جرى في البقاع الغربي الاسبوع الفائت. ويضاف الى عوامل الخطر القائمة، قيام “النصرة” بهجوم على مواقع القوات الدولية العاملة في الجولان، مما يعني أنها أسقطت الاعتبارات والمحاذير امام حركة مسلحيها مع ما يعنيه ذلك من احتمال مهاجمة مواقع القوات الدولية الموجودة في قمم جبل الشيخ. وهذا ما يرفع منسوب التوتر في تلك الناحية التي تضم خليطاً من الطوائف وبشكل خاص الدروز والسنة والمسيحيين.
وتقول أوساط متابعة لما يجري عند السفح الشرقي من سلسلة قمم جبل الشيخ، إن مسلحي “النصرة” والمجموعات المسلحة يتخذون من بلدة بيت جن معقلاً لهم وتمكنوا خلال فترة ما من الامساك بمنطقة يتحركون فيها بحرية تتيح لهم الوصول الى الحدود السورية – اللبنانية المشتركة والتي لا تبعد أكثر من 10 كيلومترات عن بيت جن. أما اذا توافرت “الرعاية الاسرائيلية” او تكرر مشهد القنيطرة فإن وصول “النصرة” الى تلك النقاط يعني تهديد مساحة لبنانية واسعة بالنار أو بكلام آخر لخطر القصف بالصواريخ البعيدة المدى وتكرار ما كان يجري في البقاع الشمالي من عمليات قصف وحرب نفسية ضاغطة.
ورغم الصورة القاتمة التي قد يرسمها التحليل السالف للمعطيات الميدانية، ثمة نقاط ايجابية عدة، تتمثل في إمساك الجيش والاجهزة الامنية الوضع بقوة في انحاء البقاع الغربي وحاصبيا، في موازاة الاحتضان الواسع للجيش في تلك الانحاء وغياب البيئة الحاضنة لهذه الجماعات رغم وجود استثناءات بسيطة لا تذكر، لبعض المجموعات التكفيرية المعروفة في هذه البلدة او تلك…

السابق
أكاذيب فاضلة في المشهدين اللبناني والعربي
التالي
قرار بزيادة رسم التسجيل في الجامعة اللبنانية