’لقاء سيدة الجبل’: الإسلام بات مسألة مسيحية!

لقاء السيدة جبل
موقع جنوبية سأل مشاركين في "لقاء سيّدة الجبل" عما نتج عن هذا اللقاء الاسلامي - المسيحي وكيف تفاعل المجتمعون مع بعضهم البعض، وماذا قالوا عن أبرز المخاطر التي تهدّد الشرق الأوسط.

لم تقتصر خلوة “لقاء سيدة الجبل” هذه السنة على الحضور المسيحي في خلوته العاشرة، بل تميزت بالحضور الإسلامي الذين شارك في الخلوة والنقاشات، وتميّز أيضا بإقامته في الأشرفية ببيروت، وليس في “الجبل”. وكان للشخصيات الإسلامية المشاركة كلمات، أبرزها كلمة للرئيس فؤاد السنيورة الذي توجه للمجتمعين بالقول: “أنتم أقرب إليّ من راية ولاية الفقيه وراية الخلافة في الموصل والرقة”، ولفت السنيورة إلى أنّ “الإرهاب بشتّى أشكاله وأسمائه من طينة واحدة، ولا مفاضلة بين بعضه بعضا، وهو يستهدف بشروطه الجميع”، مضيفاً: “أنا المسلم اللبناني العروبي لا أجد أيّ قاسم مشترك مع من يتخذون من الإسلام شعاراً يرتكبون تحت لوائه جرائمهم البشعة”.

بعد انتهاء الخلوة خرج المشاركون ببيان ختامي، تطرّق إلى للملفّات الإقليمية، وأعلنوا فيه تشكيل لجنة تحضرية مهمتها الاعداد لاطلاق كتلة عابرة للطوائف تعمل من أجل لبنان. وشدّد المجتمعون أن لا تمييز بين ارهاب وارهاب “وهذا موقف انساني مطلق”. ولفتوا إلى أنّ “ادانة الارهاب الذي يمارسه “داعش” تستدعي ادانة الارهاب الذي يمارس بحق الشعب السوري وضد المدنيين في غزّة”.

وشدّد البيان على أن “ليس هناك حل مسيحي خاص لمشاكل المسيحيين بل حلاً شاملاً لكل المنطقة، والحل هو بالعمل جنباً إلى جانب مع المسلمين من أجل عالم عربي متنوع وديمقراطي، داعياً إلى “تعميم التجربة اللبنانية في العيش معاً”.

يشرح عضو لقاء سيدة الجبل الدكتور كمال اليازجي لـ”جنوبية” سبب دعوة الشخصيات المسلمة الى الخلوة، قائلا: “المرحلة التي نمر بها الآن هي مرحلة إستثنائية، وهي تهدد الوجود المسيحي والهوية الإسلامية، وهناك صراع على هوية الإسلام وأيّ هو الإسلام الحقيقي، وايضا ليس المسيحيين فقط من يتعرضون للخطر، بل المسلمين أيضاً”.

ويضيف اليازجي: “في السنوات الماضية كان اللقاء يعالج أمورا وقضايا مسيحية، ولكن كل هذه الظروف الإستثنائية استدعت وجود ودعوة المسلمين، من السنة والشيعة، إلى الخلوة، ولم يكونوا فقط مراقبين بل شاركوا بالنقاشات كغيرهم من المشاركين المسيحيين، والجدير بالذكر أن في البيان الختامي دعوة لتشكيل لجنة تحضيرية لإطلاق كتلة لبنانية عابرة للطوائف مما يعني أن العمل لم ينتهي”.

وختم اليازجي: “عرفنا من الرئيس السنيورة وبعض الشخصيات المسلمة أنهم سيدعون المسلمين الى مؤتمر لتوضيح وتأكيد موقفهم أكثر مما يجري ضد المسيحيين”.

وعن اللقاء الذي حضره قال عضو كتلة المستقبل النائب مصطفى علوش لـ”جنوبية”: “الحضور الإسلامي والسني خصوصا في الخلوة هو تأكيد الشخصيات السنية أنها الإرهاب القائم من ولاية الفقيه الى داعش، وداعش هي عدوة الإسلام قبل أن تكون عدوة الطوائف الأخرى، لأنه لا يمكن لا للإسلام ولا للمسلمين أن يكونوا كذلك”.

أما المحلل السياسي الفلسطيني هشام دبسي، الذي كان أحد المشاركين أيضا، في خلوة “لقاء سيدة الجبل”، فقال لـ”جنوبية” : “كان لهذا اللقاء مشهد إيجابي من خلال المتحدثين الذين أظهروا تاريخ لبنان وواقعه وهو التعايش بين المسلمين والمسيحيين، التواصل الذي حصل في الخلوة يؤسس لمستقبل أفضل للبنان ويحمل رسالة لكل المقيمين على الأراضي اللبنانية من فلسطينيين وسوريين وغيرهم، وهي رسالة تقول أن لبنان بلد الرسالة والعيش المشترك لن يتغير”.

وأضاف دبسي: “الأمر الجيد أن البيان الختامي لم يكن محضرا مسبقا أو انه عبارة عن توصيات، فقد جاء البيان نتيجة النقاشات بين جميع المشتركين، مسيحيين ومسلمين ومن عدة بلدان من فلسطين وسوريا والأردن.. بلدان فيها إضطهاد، وكان التأكيد على ضرورة الإستمرار في عملية التواصل بين جميع الطوائف والعمل على درء الفتن”.

أما المحلل السياسي لقمان سليم، المعارضة الشيعي لحزب الله، والمقيم في ضاحية بيروت الجنوبية، والذي حضر اللقاء أيضا، فقال لـ”جنوبية”: “الامر الأساسي الذي حدث في هذا اللقاء هو وجود مراقبين أو مشاركة أطراف وشخصيات غير مسيحية من سنية وشيعية، وهو تطور أساسي لأصحاب الخلوة ولتصورهم للقضايا المستجدة وإمكان حلها وهي خطوة الى الأمام، والملاحظ أنه على المستوى الشيعي هناك تقدم في المواقف ورفض لدولتين معا هي دولة ولاية الفقيه والدولة الإسلامية

وختم سليم: “أهم ما في اللقاء شخصية بحجم الرئيس السنيورة الذي قال كلام واضح حول رفضه كمسلم لدولة ولاية الفقيه والدولة الإسلامية، وقد أخرج من هذه الخلوة المسيحية الإسلامية مؤتمرا وطنيا مصغّرا”.

السابق
داعش.. لكمة من أوباما أم ضربة قاضية؟
التالي
المالكي من امرلي: العراق سيكون مقبرة لداعش