ما هي أبعاد التصعيد المدوي الذي اطلقه تكتل ’التغيير والاصلاح’ في بيانه أمس؟

انطوى البيان الصادر أمس عن تكتل “التغيير ولاصلاح” على مواقف تصعيدية واتهامية خرقت، وفق بعض المراقبين، نهج تهدئة كان التكتل انتهجه في الاونة الاخيرة لا سيما مع اطراف وقوى على الساحة. واستدعى هذا التصعيد الجديد ردودا من بعض رموز “تيار المستقبل” ومسيحي 14 اذار مما يشي بموجة سجالات سياسية وشيكة في ساحة مزدحمة بالتعقيدات والصراعات.

لماذا هذا التصعيد المفاجىء الذي اتى على لسان وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، واستطرادا ما هي ابعاده وما هي الرسالة التي اراد التكتل ارسالها الى من يعنيهم الامر؟
يفسر عضو “التكتل” النائب الان عون في تصريح لـ”النهار” هذا التطور على انه صرخة طبيعية في لحظة سياسية شديدة التعقيد وفي لحظة جمود على كل الصعد وفي كل الملفات، “فنحن لم نشهد اي تقدم على كل الصعد وليس هناك ما ينبىء بالرغبة في التحريك والتفعيل في القريب لا بل العكس، فاننا نلمس تراجعا في كل الملفات وفي المقدمة ملفي الرئاسة الاولى والعمل الحكومي”.
اضاف: “ففي ظل المرحلة التي ترزح المنطقة تحت وطاتها، وفي ظل الاخطار التي تتهدد البلاد، نحن على اقتناع بان احد ابرز اسباب ضمان بقاء المسيحيين في المنطقة يعود الى دورهم والى حجم مشاركتهم في القرار في بلدهم. في الماضي كان المسيحيون في بلدانهم العربية يعاملون كمجرد رعايا بفعل اوضاع ومعادلات معروفة، في حين ان المسيحيين في لبنان كانوا اصحاب قرار ودور واستمرارية كانوا شركاء حقيقيون. ونحنا بتنا نلمس ان ثمة في لبنان من يعمل لتهميش هذا الدور تمهيدا لالغائه. اذ من المفترض ان الوجود المسيحي يترجم بالمشاركة الحقيقية بالحكم وبالمؤسسات وهو امر ينبغي ان يترجم على كل الصعد اي في العمل الحكومي، وفي الرئاسة الاولى وخصوصاً في قانون الانتخاب العادل والضامن لحسن تمثيلهم في مجلس النواب. وان من يرصد المسار الحالي للامور في لبنان يلمس ان الصوة مغايرة تماما ولا تؤدي الى تثبيت المشاركة ولا تفضي الى تبديد المخاوف والهواجس. وحتى على مستوى العمل الحكومي، نجد ان كل المشاريع يتم عرقلتها وتعطيلها بخربطة من هنا وعرقلة من هناك”.
ختم: “وبناء على هذه المعطيات والوقائع الثابتة، فاننا اطلقنا في التكتل امس صرخة اردناها فعلا مدوية وعالية تعكس جوهر مخاوفنا وهواجسنا ومعاناتنا من جهة، وان تدفع من جهة اخرى الاخرين المعنيين الى الاقلاع عن نهجهم والخروج من حال جمودهم وتعنتهم والعودة الى جادة الصواب في هذه المرحلة الشديدة الحراجة والخطورة، بهدف اساسي وهو تحصين البلاد من الأخطار المحدقة بها من كل الجوانب بفعل التطورات الدراماتيكية في المنطقة وبهدف اشعار المسيحيين ان ليس هناك من يعمل على تهميشهم والغائهم”.

السابق
الرئيس الاندونيسي: ممارسات تنظيم الدولة الاسلامية ’اهانة’ للمسلمين
التالي
طفل هندي بيدين عملاقتين