’فتح الإسلام’ في عرسال!

فتح الإسلام
السؤال هنا موجّه إلى "حزب الله": كيف دخل 6000 عنصر من مقاتلي الكفر والإجرام "الدواعش" و"النصرة"، إلى بلدة عرسال من منطقة القلمون السورية؟ ومن المعروف أنّ القلمون يتواجد فيها النظام السوري وبكثرة، بعد تحريرها الكامل من المعارضة السورية المسلحة، وتحديدا ً من جبهة "النصرة" على يد "حزب الله"، كما أعلن الحزب مرارا، الذي أقام الأهازيج والفرح، وأطلق النار في الهواء احتفالا بالانتصار المظفر بتحرير القلمون... إلا في حالة واحدة، أنّ ذلك الانتصار المظفر في القلمون كان كذبة كبيرة، أو!!

السؤال هنا موجّه إلى “حزب الله”: كيف دخل 6000 عنصر من مقاتلي الكفر والإجرام “الدواعش” و”النصرة”، إلى بلدة عرسال من منطقة القلمون السورية؟ ومن المعروف أنّ القلمون يتواجد فيها النظام السوري وبكثرة، بعد تحريرها الكامل من المعارضة السورية المسلحة، وتحديدا ً من جبهة “النصرة” على يد “حزب الله”، كما أعلن الحزب مرارا، الذي أقام الأهازيج والفرح، وأطلق النار في الهواء احتفالا بالانتصار المظفر بتحرير القلمون… إلا في حالة واحدة، أنّ ذلك الانتصار المظفر في القلمون كان كذبة كبيرة، أو!!

المفاجأة بدأت من المملكة العربية السعودية، التي وهبت الجيش اللبناني سلاحا بقيمة مليار دولار، من اجل محاربة التكفيريين. من موقع المتفرج، الجمهورية الايرانية الاسلامية، صامتة عن تقديم اي مساعدة للجيش اللبناني لمحاربة التكفيريين.
بتاريخ 20 تموز و11 تشرين الأول عام 2013، نشرت في احدى الصحف العربية مقالتين، الاولى تحت عنوان (“جبهة النصرة” المولودة من رحم المخابرات السورية!) واشرت فيها الى أنّ “النظام السوري وبمشاركة “حزب الله”، يعاودان الكرة ثانية في توسيع اعمالهما الاجرامية، واللعب على الاوتار المذهبية والطائفية، وزعزعة الامن والاستقرار اللبناني، عبر ارسال عناصر ارهابية تابعة لـ “جبهة النصرة” الى الداخل اللبناني للتسلل الى مدينة عرسال المتاخمة للحدود السورية، تمهيدا ً لإفراغها من سكانها وتغيير معالمها الديموغرافية. وذلك لأهميتها الاستراتيجية والجغرافية لكل من النظام السوري و”حزب الله”، كحلقة وصل بينها وبين باقي المدن البقاعية الخاضعة لنفوذ وسيطرة الحزب|. والمقالة الثانية تحت عنوان: دولة “داعش” ما هي إلا… “دنس”، وقصدت بالدنس دولة النظام السوري.
في العام 2007 وضع النظام السوري سيناريو لمخطط زرع تنظيم إرهابي تكفيري اسمه “فتح الإسلام“، داخل مخيم نهر البارد بالقرب من مدينة طرابلس شمال لبنان. وقام هذا التنظيم باعتداءات عدة على مراكز الجيش اللبناني، بهدف اضعافه والقضاء عليه، تمهيدا لاقامة إمارة اسلامية في الشمال، وتسهيلا لفتح الطريق لاحقا امام عودة النظام السوري، من بوابة شمال لبنان بعد خروجه منها عام 2005، تحت ذريعة القضاء على الارهابيين التكفيريين، وعجز الدولة اللبنانية، ولكن صمود الجيش اللبناني والتفاف الشعب حوله، حال دون تنفيذ هذا المخطط بعد القضاء نهائيا ًعلى هذا التنظيم.
ها هو المشهد يتكرر اليوم من جديد، ولكن هذه المرة من بلدة عرسال البقاعية، المتاخمة لمنطقة القلمون السورية، من قبل مسلحين إرهابيين تكفيريين معروفين بـ”داعش” و”النصرة” المثيرين للجدل والخارجين اصلا ً من سجون الاستخبارات الجوية السورية. تسللا من داخل أراضي القلمون الى داخل بلدة عرسال اللبنانية، متستران وراء النازحين السوريين، بعد ان حظيا بمساعدة وتعاطف كبير من قبل بعض النازحين، وحتى من بعض العرساليّن اللبنانيين الموتورين مذهبيا، مباغتين عناصر الجيش اللبناني داخل مراكزهم والاجهاز على البعض منهم بطريقة وحشية. كما تم أسر البعض منهم ايضا. والهدف من وراء هذا السيناريو تمكين “الدواعش” و”النصرة” من الاستيلاء على البلدة نهائيا بعد القضاء على الجيش، تمهيدا ً لاقامة إمارة اسلامية متطرفة في لبنان، على حساب اعتدال الطائفة السنية الكريمة، ليُمكّنا لاحقا النظام السوري بالعودة الى لبنان من بوابة البقاع هذه المرة، تحت ذريعة القضاء على الاسلاميين التكفيريين، وذلك لاعتبارات وحسابات سياسية وامنية وعسكرية خاصة بالنظام السوري، بعد ان مهد لهذه الاعتبارات إعلاميا اللاهث وراء كرسي رئاسة الجمهورية، رئيس “التيار الوطني الحر” النائب ميشال عون، قائلا ً بالأصالة عن نفسه وبالنيابة عن “حزب الله”، الذي غسل يده مما يجري على الساحة العرسالية، “يجب تفعيل معاهدة التعاون والتنسيق مع سورية”، وهو بمثابة نداء واضح وصريح للنظام السوري الى تدخل عسكري فوري في لبنان.
ولكن حساب النظام والجنرال لم يطابقا حساب الجيش، اذ ان الجيش اللبناني تمكن من الصمود بوجه المجرمين المسلحين الغرباء. واستعاد جميع المواقع الذي فقدها من ايدي الجحافل الكفرة المجرمين”داعش” و”النصرة”. والقضاء على البعض منهما، واجبارهما على الانسحاب من داخل بلدة عرسال الى خارج الاراضي اللبنانية، تحت سقف شروط الجيش.
ولكن السؤال هنا لـ”حزب الله”، كيف دخل ستة آلاف عنصر من عناصر الكفر والاجرام “الدواعش” و”النصرة”، الى بلدة عرسال من منطقة القلمون السورية؟ ومن المعروف، ان القلمون يتواجد فيها النظام السوري وبكثرة، بعد تحريرها الكامل من المعارضة السورية المسلحة، وتحديدا ً من جبهة “النصرة” على يد “حزب الله”، الذي اقام الأهازيج والفرح، واطلاق النار في الهواء احتفالا بالانتصار المظفر، وتوزيع الحلوة على المارة، داخل شوارع وأزقة الضاحية الجنوبية احتفالا بتحرير القلمون. الا في حالة واحدة، ان هذا الانتصار المظفر في القلمون كذبة كبيرة.
لست محللا سياسيا او عسكريا، ولكن معركة عرسال مفبركة على طريقة نهرالبارد كما ذكرت اعلاه، فالصحافة المرئية والمكتوبة والمسموعة، كانت تتحدث عن خبر، ان “حزب الله” بدأ يخسر معركة القلمون، وليس من المستبعد، ان يكون هذا الخبر مندس من قبل الحزب نفسه للصحافة، وعن قصد لاهداف سياسية وأمنية عدة.
لقد اثبت الجيش عن جدارة وعنفوان، ان باإمكانه ضبط انفلاش الارهابيين، واستئصال خلاياهم الارهابية، ليس من عرسال فقط، بل من مفاصل المناطق اللبنانية، بعد ان برهن لهؤلاء الارهابيين، ان الجيش له يد الطولى، على كل من يريد ان يخل بالامن على الساحة اللبنانية. وليعلم “داعش” و”النصرة” ومن وراءهما، ان عرسال ليست متروكة كالموصل والرقة، لها ربٌ في السماء، وجيش على الارض، يخط بدمائه “شرف، تضحية، وفاء”، فرسانه مغاوير، لا يحترفون إلا امتطاء الأسود، لا يقطعون الا رؤوس الأشرار، ولا يفتدون أرواحهم إلا من اجل لبنان وشعبه.

السابق
فارس كرم يحب شيرين
التالي
دورة رياضية في عدلون