نهاية المالكي درس للأسد والمنطقة

كتب طارق الحميد في “الشرق الأوسط”: رغم كل محاولات نوري المالكي للتمسك بالسلطة، وحتى كتابة هذا المقال، فإن الأكيد هو أن المالكي قد انتهى، وكل ما يفعله الآن لا يعدو أن يكون إلا محاولات لتحسين شروط نهاية الخدمة بعد أن طردته كل المكونات العراقية من السلطة، وتخلى عنه أقرب الحلفاء، وفي هذا الأمر درس لبشار الأسد، وللمؤثرين في المنطقة.. السؤال الآن: كيف اتفقتا السعودية وإيران على أهمية التغيير في العراق؟ وما هو الدرس من ذلك؟ الإجابة بكل بساطة هي أن الوقائع على الأرض، التي أدت إلى تنافر، وتناحر، المكونات العراقية، ثم إجماعها على رفض المالكي الذي هدد وجود الكيان العراقي بسياساته الفاشلة، كل ذلك أدى إلى أن تتجرع إيران كأس السم مرة أخرى في العراق، وتتنازل عن حليفها المالكي. بالنسبة للسعوديين فإن همهم الرئيس هو عودة العراق إلى حاضنته العربية، ويكون دولة مستقلة تحمي كل مكوناتها، وكل ما فعله السعوديون تجاه العراق هو أنهم انتظروا على ضفاف النهر ورأوا جثث أعدائهم تمر من أمامهم، كما يقول المثل، وها هي إيران تتخلى عن المالكي، وبعد أن استثمرت فيه مطولا! حسنا، ما علاقة الأسد بذلك؟ الوحيد الذي عليه أن يقلق اليوم في المنطقة هو الأسد فمثلما تخلت إيران عن المالكي فقد تتخلى عنه، فالمصالح الإيرانية أهم من الأشخاص، وقد تفعلها إيران ولو ببديل “مقبول” عن الأسد، لكن هذا يعني أن على المؤثرين في المنطقة، وأولهم السعودية، أن يدركوا حقيقة مهمة وهي ضرورة إحداث فارق على الأرض في سوريا.. صحيح أن “داعش” سرعت بالتدخل الأميركي الحالي في العراق، لكن القصة ليست كلها “داعش”، بل هناك العشائر السنية، والأكراد، وحتى الشيعة، وهذا يعني أنه لا بد من جولة جديدة في المشهد السوري سياسيا، وعسكريا، لإحداث فارق، ولا يهم تدخل حزب الله أو إيران هناك حيث لم تستطع إيران، وميليشياتها الشيعية بقيادة قاسم سليماني حماية المالكي. هذا هو الدرس، ومن المهم استيعابه، والتحرك لإسقاط الأسد الذي حاول المالكي مرارا حمايته، وها هو يغادر قبله، وبمباركة إيرانية.

السابق
المالكي وغباء صدام
التالي
غارات وهمية اسرائيلية في اجواء الجنوب