عن الممانعة والامبريالية وداعش

تُشهِّر "الممانعة" بالإمبريالية والصهيونية ثم لا تجد على الأرض اكثر منها إفادة من هذين العدوين، فلا ضير من حراسة حدود الكيان الصهيوني ولا عجب في انتظار الوقت المناسب.. اربعون سنة للرد على الإعتداءات الإسرائيلية و...و... إزاء الهجمة الممانعاتية اللفظية على ما سبق ذكرهم كأعداء، وإزاء عمليات التخوين والتشهير والإيحاء بأن كل من ليس معنا فهو مع الإمبريالية والصهيونية، ترى الكثيرين يقعون في مطباتٍ عبثية ممنهجة، تكسبُ خلالها "الممانعة" ما يكفي من الوقت وتقهقه الخبثَ ملء شدقيها!

وانا “اليساري” اقبل قيامَ “الإمبريالية” بضرب داعش في شمال العراق وفي اية نقطةٍ تتواجد هذه العصابةُ الإرهابية فيه!
لطالما كان عدائي “الشخصي” للإمبريالية (من بين اسبابٍ موجبةٍ عديدة) سببه الإزدواجية والكيل بألف مكيال، المكيال الإسرائيلي “طابش” على طول..
ما تفعله اميركا في شمال العراق رغم تأييدي له كفعل إلا انه لم يُرسخْ في وجداني إلا استمرار العداء، والسبب دائماً “الكيل بألف مكيال”!
منذ نحو ثلاث سنوات إجتهدت “الممانعة” بتظهير جرائم داعش والتشهير بها، لا يختلف اثنان على فظاعة تلك الجرائم وعلى وجوب سحق مرتكبيها، إلا ان هدف “الممانعة” لم يكن اكثر من الإيحاء للغرب وعامةِ البشر أنّ داعش هي بمثابة العمى مقارنةً بالكحل الذي يُمثله النظام.
إستفادت “الممانعة” من التشهير بالفظائع المرعبة لكنها بدلاً من ان تذهب لمقاتلة مرتكبي الفظائع لم يرَها احدٌ تقاتلُ في سوريا إلا مَن يُقاتل المجرمين!
فظائع داعش في سوريا لم تُحرك إنسانية “الإمبريالية”، مئات آلاف الشهداء بالبراميل والسكود والطائرات والسواطير، مئات الآلاف من النساء والاطفال والشيوخ لم تكلف الإمبريالية اكثر من عدة بيانات وبعض المسرحيات الأممية.
السلاح الكيميائي وغاز الكلور الذي فتك بمئات الأطفال كلَّف الإمبريالية تهديداً لفظياً ومفاوضات تحفظ ماء الوجه بالإضافة -والحق يقال- إلى سلاح “غير فتاك” كالنواظير الليلية وعلب الطون والمرتديللا وما يعادلهما!
المفارقة في كل هذا أنّ مجرد البيانات اللفظية الأميركية في “دعم” الثورة كان بالنسبة لـ”الممانعة” الدليل القاطع والجازم بتبعية الثورة للإمبريالية ولـ”اسرائيل” من ورائها، اما الفعل الأميركي على الأرض دعماً لـ”الممانعة” فما هو إلا مواجهةً مشروعة للإرهاب أو في اسوأ الأحوال (كما هي حال حزب الله).. لا مين شاف ولا مين دري!
تتوسل “الممانعة” بإعلامها واجهزتها اسلوب الهجوم (مهما كان مفضوحاً) كأفضل وسيلة للدفاع، فتُشهر بداعش ولا تحاربها، لا بل انها كما اسلفنا آنفاً وهذا ما يعرفه الجميع، لم تقاتل إلا من يقاتل “التكفيريين”!
تُشهر “الممانعة” بالإمبريالية والصهيونية ثم لا تجد على الأرض اكثر منها إفادة من هذين العدوين، فلا ضير من حراسة حدود الكيان الصهيوني ولا عجب في انتظار الوقت المناسب ..اربعون سنة للرد على الإعتداءات الإسرائيلية و…و…
إزاء الهجمة الممانعاتية اللفظية على ما سبق ذكرهم كأعداء، وإزاء عمليات التخوين والتشهير والإيحاء بأن كل من ليس معنا فهو مع الإمبريالية والصهيونية، ترى الكثيرين يقعون في مطباتٍ عبثية ممنهجة، تكسبُ خلالها “الممانعة” ما يكفي من الوقت وتقهقه الخبثَ ملء شدقيها!
اما آن الأوان اليوم لملاحظة أن الإمبريالية والممانعة هما عملياً صنوان يسخران من “عامة الناس” بالحكي وشوية شعارات!؟

السابق
عاد الحريري الى لبنان… فطارت النشرة الموحدة الداعمة للجيش!
التالي
ريتا صفير تختلق و’النهار’ تعتذر