ظهور الأسير بين الحقيقة والشائعة

في الوقت الذي ينشغل فيه الشتات الفلسطيني بمتابعة أخبار غزة ومعركتها، غزت الشائعات مخيم عين الحلوة ومنها أن الشيخ المتواري أحمد الأسير شوهد في المخيم والى جانبه الفنان المعتزل فضل شاكر قبل أن يعودا الى مكان إقامتهما في المخيم.
وترددت معلومات في المخيم عن عودة مرتقبة لأمير «عصبة الأنصار» الشيخ أحمد عبد الكريم السعدي «ابو محجن» وهو المتواري منذ إصدار القضاء اللبناني حكماً غيابياً بالإعدام بحقه على خلفية اتهامه باغتيال رئيس «الأحباش» في لبنان الشيخ نزار الحلبي في بيروت، في العام 1995.
وقالت مصادر فلسطينية مطلعة إن كل ما تم تداوله مجرد شائعات يصب في خانة توريط المخيم مباشرة مع الجوار اللبناني ومع الدولة اللبنانية بأجهزتها الأمنية والعسكرية والقضائية، ويضع القوة الأمنية الفلسطينية المشتركة المنتشرة في المخيم على المحك لأنها ستكون أمام اختبار أمني صعب.
وكان الجيش اللبناني قد تمكن نهاية الأسبوع من إلقاء القبض على شخص يدعى خ. م. في اللحظة التي كان يهم فيها بالدخول الى عين الحلوة عبر أحد حواجز الجيش المنتشرة حول المخيم، وذلك بناءً على عملية رصد وترقب مرفقة مع معلومة أمنية مصدرها بيروت، وتم اعتقاله واقتياده الى التحقيق في اليرزة. وتردد انه على علاقة بأحد أبرز قادة المحاور في طرابلس.
وكشفت المصادر الفلسطينية أن المخيم نجا قبل أيام من قطوع أمني خطير بعد رصد مكالمات هاتفية تؤشر الى نية أنصار الأسير ومتشددين إسلاميين بتحريك مسيرات في عين الحلوة ضد الجيش اللبناني وإقامة تجمعات تستهدف حاجز الجيش في التعمير التحتاني لجهة مدخل مخيم الطوارئ على خلفية استنكار الإجراءات الأمنية التي يفرضها الجيش على الداخلين والخارجين من عين الحلوة واليه.
وجرت اتصالات عاجلة بين رئيس فرع مخابرات الجيش في الجنوب العميد علي شحرور وقائد «الأمن الوطني الفلسطيني» اللواء صبحي أبو عرب وقائد القوة الامنية الفلسطينية المشتركة العميد خالد الشايب، الأمر الذي حال دون هذا التحرك بعد استنفار «فتح» والقوة الأمنية وتدخل القوى الإسلامية.
في غضون ذلك، شكلت الأوضاع المستجدة في المخيم محور اللقاء الأمني الفلسطيني الموسع الذي ترأسه اللواء ابو عرب وشارك فيه خالد الشايب، وأعضاء «اللجنة الأمنية الفلسطينية العليا» وأمير «الحركة الإسلامية المجاهدة» الشيخ جمال خطاب، الناطق الإعلامي لـ«عصبة الأنصار الإسلامية الشيخ ابو شريف عقل، مسؤول العلاقات السياسية لـ«حماس» أحمد عبد الهادي ومسؤول العلاقات السياسية لـ«الجهاد الإسلامي» شكيب العينا، وممثلون عن «أنصار الله» و«القيادة العامة» و«جبهة النضال» و«لجنة المتابعة الفلسطينية» في عين الحلوة.
وصدر عن اللقاء بيان أكد «أن الفلسطينيين لم يكونوا ولن يكونوا طرفا في التجاذبات الداخلية اللبنانية، وبأنهم عامل أمن واستقرار للبنان، لان قوة لبنان ووحدته هي قوة ودعم لشعبنا وقضيتنا الفلسطينية». وأثنى على أداء القوة الأمنية الفلسطينية المشتركة لما تقوم به من جهود، وأكد «أن أمن المخيم والجوار خط أحمر ولن يسمح لأي كان المساس به».

السابق
هل عقد لقاء بين الحريري ونصرالله؟
التالي
اعتصام لأهالي العسكريين المختطفين