المشنوق: الحريري عاد ليواجه التطرف

نهاد المشنوق

اعتبر وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق أن “عودة الرئيس سعد الحريري إلى لبنان، هو أمر طبيعي وليس غيابه”، لافتا إلى أننا “اعتدنا على غيابه لدرجة أننا اعتبرنا، أن وجوده هو الاستثناء”.

واوضح، في حديث لمحطة “المستقبل”، ان “الرئيس الحريري استشعر حجم الخطر الذي يتعرض له البلد والاعتدال في لبنان، والجمهور الذي يمثله الحريري، ووجد أن بين الخطر الذي يحيط به، وبين المخاطر التي تتعرض لها كل هذه المجموعات السياسية والشعبية من الإرهاب والتكفير والتطرف، فقرر أنه من الأفضل أن يأتي، ليكون رأس الحربة الفعلي والقادر، والقائد في مواجهة التطرف، وقيادة الاعتدال في البلد”.

وأشار إلى ان “الرئيس الحريري اثبت بحضوره، أن جمهور رفيق الحريري وتيار المستقبل و14 آذار من حاصبيا الى العريضة، كان سعيدا ويوزع الحلوى، وأنه صاحب التمثيل الحقيقي للاعتدال، وأظهر أن التطرف الذي طغى على التمثيل السياسي لكتلة المستقبل، وعلى المناطق التي يمثلها سياسيا، تبين أنها كلها مناطق اعتدال فعلي على الأرض”، معتبرا ان “هذا الجمهور الواسع العريض الذي يمتد من الحدود الى الحدود هو جمهور معتدل”.

وقال: “ثبت مع وصول الرئيس الحريري الى السراي، منذ يومين، ان الكلام عن ما اتهم به السنة، وجمهور رفيق الحريري، وجمهور 14 آذار، بأنه جمهور داعم او حاضن او مشجع للتطرف، هو كلام غير صحيح، وهو يخوض قيادة الاعتدال بشكل واضح وصريح”.

واكد ان “وصول الرئيس الحريري الى لبنان جعل الناس كلها تنتعش، وتظهر ميولها وعواطفها وآراءها، قد عبر هذا الجمهور بشكل سريع جدا عن تجاوبه بما يعني الرئيس الحريري بشخصه كرمز اعتدال”.

ولفت إلى أن “الرئيس الحريري بخطابه وبكل الادبيات السياسية لكتلة المستقبل ولجمهور رفيق الحريري، قائمة على ربط النزاع، وتنظيم الاختلاف بسبب المخاطر، التي يتعرض لها البلد من خلال الحرائق، التي تزداد على حدوده في كل مكان”.

وشدد على أن “هناك اتفاقا على مصلحة وانقاذ البلد، وعلى تقوية الاعتدال ومواجهة التطرف بكل اشكاله”، لافتا إلى أنه “لم نسمع حتى الآن سوى راجمات تصاريح من كل الدول، انها تقف الى جانبنا، وقد تبين ان الدولة الوحيدة المعنية فعلا وعمليا وتنفيذيا بالاشهر الاخيرة، كما كل تاريخها هي الممكلة العربية السعدية، التي اعطت هبة للجيش اللبناني”.

وإذ ذكر بأن “الحرب هي مال ورجال، ولا ينقصنا رجال في لبنان بل ينقصنا مال، كما لا ينقصنا معتدلين، بل تنقصنا قدرة على قيادة الاعتدال”، لفت إلى ان “وصول الرئيس الحريري غير جو البلد بأكمله خلال 24 ساعة، وظهر ان الاعتدال هو الواجهة والاساس”.

وقال: “لطالما قلت ان عودة الرئيس الحريري اكثر من ضرورية، وبالتالي ليس من الطبيعي ان يكون الرئيس الحريري خارج لبنان، كل الوقت في ظل المخاطر الكبرى، التي يتعرض لها لبنان خاصة في السنة الاخيرة”.

وأضاف “ان خطابي في وزارة الداخلية كان توضيحيا، وأوضحت ان هناك قرارا بالهدنة وتنظيم الخلاف، نقاط الخلاف لا تزال هي ذاتها، سواء بما يتعلق بانتشار السلاح او القتال في سوريا، ما يحدث الآن هو هدنة وتنظيم الخلافات لنتمكن من تجاوز هذه المرحلة التي قد تطول”.

وتابع “دخلنا منذ اشهر حتى اليوم بحريقين، السوري والعراقي، لذا يجب ان يكون حجم المخاطر، التي يتعرض لها البلد واضحا، اضافة الى قدرته على تحمل هذه المخاطر، ولنر حجم المخاطر الحدودية على البلد، وكم يشكل احتلال داعش لمناطق في العراق خطرا على المنطقة ككل وعلى لبنان، اذ لا حدودالظواهر”.

لهذه وأشار إلى انه “خلال 48 ساعة من عودة الحريري، تغير جو البلد كليا، وجمهور رفيق الحريري تغير مزاجه كليا، وجمهور الاعتدال صار هو الصورة، صارت الصورة اوسع، وفيها كل ما يبشر بقدرة الاعتدال على المواجهة، وإدارة الوضع السياسي في البلد”.

وأكد أن “مقاتلة حزب الله في سوريا ما زالت قائمة، ونحن أعلنا بكل أدبياتنا السياسية أن هذا الامر سيبقى نقطة خلاف بيننا وبين حزب الله. موقفهم من النظام السوري غير موقفنا منه”.

وردا على سؤال، أكد ان “زعامة الرئيس الحريري ليست مهددة، بل الاعتدال كان مهددا، وهو أثبت أن زعامته ما زالت موجودة، وأن جمهوره ما زال موجودا من الحدود الى الحدود”، مشيرا إلى أن “هناك رمزية لسعد رفيق الحريري، لا يمكن استبدالها، ولا تعويضها بأي جهد آخر أيا كان، ولا يمكن تصوير عودة الحريري، وكأن الهدف منها استعادة زعامته، لا أحد يسترد زعامته خلال 24 ساعة”.

وعن انتخاب مفتي الجمهورية، قال: “اليوم تم انتخاب مفت جديد بأغلبية عظمى، وسيتولى بموجب انتخابه وبقدرته وبمن حوله اعادة تنظيم الوضع الديني في البلد، وإعادة تظهير الصورة الدينية في البلد، التي غلب عليها، بأن كل رجال الدين متطرفون وارهابيون، وهذا ليس صحيحا”.

أضاف “أجريت اليوم اتصالا بهيئة العلماء المسلمين، ولم أكن على اتصال أو علاقة بهم سابقا، ولكن تبين أنهم أشخاص بمسؤوليتهم الدينية، وبصفتهم التمثيلية الدينية هم أكثر اعتدالا منا، وأكثر مواجهة منا، وهم أكثر قدرة على الكلام (بالمعنى الديني) بمواجهة التطرف، عندما يرفضون التكفير والتفجير والانتحار. هم لديهم مواقف سياسية، ورأي في بعض الامور، مثل تدخل حزب الله في سوريا، وغيرها من الامور، ولكن هذا لا يمنع أن موقفهم في هذه المرحلة وطني، وجهدهم صادق وسليم ومستمر”.

وتابع “اليوم أمامنا حقيقة جديدة وواضحة، أن الرئيس الحريري جاء الى البلد، واستطاع إظهار الاعتدال خلال 24 ساعة على كامل شاشة الوطن”، معتبرا أن “الحملات من بعض الاعلام، ومن بعض السياسيين على الرئيس الحريري، وعلى الهبة السعودية هي جزء من الفولكلور اللبناني”.

وأردف “لا يزال القرار الدولي والاقليمي بمنع الانفجار في لبنان، ومنع انتقال الحريق اليه، والباقي كله على ما هو عليه، الحوار السعودي- الايراني مقطوع، الحوار الاميركي- الايراني بشأن الموضوع النووي لم يتوصل الى نتيجة وتم تأجيله، توجد بوادر حل في موضوع العراق، ولكن بالتأكيد لن يكون رئيس الحكومة المقبل نوري المالكي”.

على صعيد متصل، أكد ان “لا علاقة لعودة الرئيس الحريري بالحوار الايراني- السعودي ولا علاقة للسعودية بالحوار بيننا وبين حزب الله، ولن يظهر اي تطور جدي بمسألة انتخاب رئيس الجمهورية بوصول الرئيس الحريري”، سائلا “من يعطل انتخاب رئاسة الجمهورية؟.

وأشار إلى ان “الرئيس الحريري كان واضحا، انه ليس لدينا فيتو على اي مرشح لرئاسة الجمهورية، المشكلة هي اين هو هذا المرشح، الذي يستطيع ان يقنع الفرقاء الآخرين المسيحيين اولا، وثم غير المسيحيين بأنه رئيس وفاقي”.

وردا على سؤال، قال: “يكفي كذبا على الناس، الإنتخابات الرئاسية ليست مسألة محلية على الإطلاق، ولا يستطيع اي طرف محلي دون استثناء القيام بإجراء انتخابات، اذا لم يكن هناك اي قرار اقليمي مدعوم دوليا بحصول الانتخابات. ليست هذه رغبتنا، ولكن هذا قرار اقليمي، وليس قرارا محليا، لا من قريب ولا من بعيد، والاطراف المحلية المرتبطة اقليميا ملتزمة بهذا القرار”.

وعن هبة المليار دولار المقدمة من المملكة العربية السعودية للجيش والأجهزة الأمنية، أوضح أن “هذه الهبة أتت لأن هناك حاجة ملحة وطارئة، وهبة ال 3 مليارات التي سبقت هذه الهبة تنفيذها يتطلب وقتا، والدول لا تسلم السلاح خلال اسابيع أو اشهر قليلة”.

ولفت إلى أن “الرئيس الحريري أعلن أن لديه قرارا بتخصيص 15 مليون دولار لإعادة إعمار ما تهدم في عرسال، والهبة السعودية ستصرف وفق ما يحقق أعلى نسبة من الشفافية عبر الادارات المختصة، سواء في الامن العام، أو في قوى الامن الداخلي، أو في الجيش بموافقة رئيس الحكومة، وتذهب الى البنك المركزي حيث ستكون الاموال موجودة”.

وأوضح ان “هذه الهبة ستكون كأن امولا مخصصة من وزارة المالية، وستكون كل المعايير التي تحقق الشفافية بصرف الاموال متوفرة، الفرق ان الواهب اشترط (وهو صاحب حق في هذا الامر) أن يكون التوقيع المالي للمشرف على الهبة، وهو رئيس الحكومة السابق، والدائم برأيي، سعد الحريري”.

ورأى أن “الحريري هو الرئيس الدائم بمعنى تمثيله السياسي. لا اعتقد الآن أن عودته لرئاسة الحكومة مطروحة الآن، لأن الأولوية المطلقة اليوم، هي لقيادة الاعتدال وتقوية الأجهزة الامنية المعنية بمواجهة التطرف، وانتخاب رئيس جمهورية قبل القيام بأي شيء”.

وإذ لفت إلى ان “انتخابات رئاسة الجمهورية هي قرار اقليمي دولي، ولا يمكن لاحد من الداخل اتخاذ قرار بشأنها، قال: “وتحدثت بالامس بقبعة وزير الداخلية، الذي قال انه لا يرى في الوضع الامني في البلد، ما يسمح باجراء الانتخابات النيابية في موعدها المحدد في شهر تشرين الثاني المقبل”، كاشفا ان “الاجهزة الامنية المعنية الثلاثة نصحت بالتأجيل، لان الوضع الامني لا يسمح بوجود تجمعات كبرى من هذا النوع في يوم واحد في كل مكان، وبالتالي ستكون القدرة على الضبط اصعب بكثير. هذا رأي امني، اما القرار السياسي فيتخذه مجلسا النواب والوزراء.انا وزير داخلية كل لبنان، وكلامي له طبيعة امنية بحتة”.

أضاف “إن القتال في سوريا جزء من مشكل اكبر بكثير في البلد، ولو تم انشاء مكتبة كاملة بأن القتال في سوريا لا علاقة له بجلب التطرف الى لبنان، فلن يصدق او يقتنع احد. وهذه المناقشة هي خارج الحكومة، اذ انه ليس من مهام الحكومة مناقشة الازمات السياسية الحادة في البلد، وتجيب على الاسئلة التي لا اجوبة لها”.

وردا على سؤال عن الإنتخابات النيابية، قال: “انا كنائب في كتلة المستقبل ألتزم بما قاله الرئيس الحريري، وهو انه لا انتخابات نيابية قبل انتخابات رئاسة الجمهورية”.

وتطرق إلى موضوع احداث عرسال، فأشار إلى أن “قرار رئيس الحكومة تمام سلام أن الحكومة اللبنانية لا تفاوض لا النظام السوري ولا المعارضة السورية، هذه الحكومة تنأى بنفسها عن الدخول بمفاوضات سواء مع النظام السوري، الذي يتحدث يوميا عن ضرورة التنسيق، ولا مع المعارضة السورية”.

وأكد ان “من قام بالتفاوض الدائم والمستمر حتى الآن، من دون اعلان هو هيئة العلماء المسلمين، وهم متطوعون وعرضوا حياتهم للخطر، وقد اصيب اثنان منهم، والشيخ سالم الرافعي اصيب في قدمه، هذا دين برقبة كل لبناني”.

وإذ ذكر بأنه “لم يبق احد لم يتدخل في المفاوضة بشأن مخطوفي اعزاز”، سأل “لماذا يكون مسموحا في اعزاز، ويكون ممنوعا بشأن عشرات من العسكريين من الجيش وقوى الامن الداخلي؟ مشيرا إلى أن “الجيش ليس مسؤوليته التفاوض، مسؤوليته ان يقاتل وفق القرار السياسي، الذي يصدر عن الحكومة اللبنانية”.

وسأل “ألم يفاوض حزب الله اسرائيل بشأن الاسرى اللبنانيين في اسرائيل؟ بغض النظر عن اي وسيط كان موجودا”، طالبا “شكر جبهة العلماء المسلمين يوميا على محاولاتهم، ومن لديه قدرة عسكرية على حل موضوع العسكريين المخطوفين ليتفضل ويحل الموضوع. الحكومة والجيش وهيئة العلماء أنقذوا 100 الف مدني في عرسال، وأنقذوا السلم الاهلي في البلد”.

وأكد ان “الجيش قام بجهد مشكور، وقيادته تصرفت بما تسمح لها ظروفها وإمكانياتها، واذا كان لدى أحدهم اعتراض على ادارة الجيش للمعركة في مسألة معينة، فهذا تفصيل يتم الكلام بشأنه لاحقا”.

وشدد على ان “المسؤولية الوطنية تقول أن الأولوية لحماية الجيش ودوره ووطنيته، والحديث عن أي تفصيل عسكري الآن هو تشكيك في الجيش، وإصابة لدوره وتعريض لوطنيته. من يتعرض للجيش الآن يوصل للنتيجة ذاتها التي يريدها التطرف. أهمية الكلام هي بتوقيته وليس مجرد إعطاء للرأي، الأولوية الآن هي لحماية عرسال وأهلها لحماية السلم الاهلي، وحماية الجيش ودوره الوطني وعدم التعرض له بما يؤدي الى خدمة التطرف، وخدمة كل من يريد نقل الحريق السوري الى لبنان”.

وعن النازحين السوريين، قال: “نحن كجهة لبنانية قمنا بما علينا، وكانت تعليماتي واضحة. هناك 4 انواع من النازحين، الذين تركوا عرسال بمبادرة الراهبة الفرنسية السورية، أولا، هناك أشخاص عليهم احكام قضائية وبطبيعة الحال لن نسمح لهم بالمرور، يوجد اشخاص وضعهم سليم خرجوا من سوريا، وليس عليهم مشكلة بالحركة، يوجد اشخاص خرجوا من سوريا بطريقة غير شرعية، سوينا وضعهم على الحدود، وتوجهوا الى سوريا، توجد جهة رابعة ليس لديهم اوراق بالمطلق، اذ لا يمكننا ان نعرف من هم، الا قولهم من هم، لكن النظام السوري تصرف على قاعدة، ان ما سواه الامن العام اللبناني نرفضه، اذ يمكنهم ان يكونوا اهالي مقاتلين او مقاتلين”.

وأوضح ان “التسوية التي قام بها النظام اللبناني للنازحين السوريين، ذوي الدخول غير الشرعي على الحدود، لم يقبل بها النظام السوري، ولا يريد اعادة شعبه الى البلد! هذا يستدعي مسؤولية تجاه الشعب السوري لم ولن تكون موجودة من قبل النظام السوري، ان شاء الله سنبحث موضوع النازحين السوريين في جلسة مجلس الوزراء المقبلة وسيكون هناك الكثير من الكلام ليقال”.

وختم “مقارنة بوضع المنطقة، انا سعيد ولست متفائلا. وجود الرئيس الحريري ورمزية عودته تسببا براحة لكل اللبنانيين، ان شاء الله تستمر”.

 

السابق
اردوغان رئيسا لتركيا من الدورة الأولى
التالي
اردوغان: تركيا ستبدأ نقل المصابين الفلسطينيين من غزة للعلاج في تركيا