صفي الدين: التكفيريون خطر على كل الأقليات والطوائف والمذاهب

أكد رئيس المجلس التنفيذي في ’حزب الله’ السيد هاشم صفي الدين ’أن ما يحصل في سوريا ليس ثورة وليس له أي دخل بالثورات أو بإرادة الشعوب، رغم أننا نعلم أنه قد كان هناك مطالب محقة للشعب السوري يمكن الوصول إليها بطريقة أو بأخرى، لكن الذي حصل من دمار ودفع للأموال والسلاح والإقتتال هو إرادة خارجية من أجل تدمير سوريا من قبل جهات دولية وأجهزة استخبارات عربية وإقليمية تقف وراء ما يحدث على مستوى التجييش الطائفي والمذهبي، وبالتالي فإن الخطابات والبيانات والفضائيات التي كانت تؤدي وظيفة التحريض لم تكن صدفة بل عن قصد لإلحاق الأذى وتدمير سوريا والانتقام من المقاومة وإنجازاتها وإجهاض وإحباط كل الانتصارات التي حققتها المقاومة ومحورها في المنطقة’.

كلام السيد صفي الدين جاء خلال الإحتفال التكريمي الذي أقامه الحزب لمناسبة مرور أسبوع حمزة علي ياسين في حسينية بلدة العباسية الجنوبية والذي كان سقط خلال المعارك في سوريا، في حضور عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب نواف الموسوي، مسؤول منطقة الجنوب الأولى في الحزب أحمد صفي الدين إلى جانب لفيف من العلماء وفاعليات وشخصيات وحشد من أهالي البلدة والقرى المجاورة.

واعتبر صفي الدين ’أن الخطر التكفيري اليوم هو خطر حقيقي ليس على سوريا والعراق فقط بل على كل المنطقة وهو يوجه من خلال دعم بعض الدول الإقليمية لاستثمار نتائجه في سبيل ضرب المنطقة وتدميرها وتفتيتها”، مشيرا إلى “أن وجود الخطر التكفيري وتهديده لبلادنا هو أمر لم يعد بحاجة إلى دليل لنبينه بعد كل ما جرى في المنطقة وقد بات خطرا على كل الأقليات والطوائف والمذاهب كما أنه خطر على الإسلام والدين والأوطان وعلى كل قضايانا، وهو الخطر الأكبر على فلسطين وغزة لأنه بدل أن يكون العالم العربي والإسلامي متوجها نحو فلسطين ليدافع عن شعبها نجد أن القسم الأكبر في هذا العالم همه شيء آخر”، مؤكدا “أننا من الطبيعي جدا أمام هذا الخطر أن نتحمل مسؤولياتنا لأننا نعي ما نفعل ونعرف على أي شيء نحن قادمون، ولأننا لسنا كالبعض في لبنان الذين لا يهمهم سوى توجيه الإنتقادات والإعتراضات التي لم تعنينا في الماضي ولا يمكن أن تعنينا اليوم بحال من الأحوال”، مشددا على “أن الذي يحمينا ويدافع عن كل إنجازاتنا وانتصاراتنا وقضايانا ومناطقنا ومقدساتنا هو دمنا ومقاومتنا وأصالتنا وثباتنا واستمرارنا في هذا النهج المقاوم’.

ورأى ’أن لا قيمة لأي شعب في منطقتنا وفي لبنان وفلسطين تحديدا من دون مقاومة، فهذه الأيام هي أيام المقاومة، وهذا ما قلناه منذ أن بدأنا انطلاقا من رؤية شرعية ووطنية بأن هذا العصر هو عصر التمسك بنهج المقاومة وسلاحها وانتصاراتها لتعزيز قدرتها في حين أنه ليس هناك أي طريق آخر، فاليوم أهل غزة لو لم يكن لديهم مقاومة لما استطاعوا أن يفعلوا شيئا، بل كانت ستفرض عليهم الحلول والحياة الذليلة والقاسية والصعبة من دون أن يدافع عنهم أحد في العالم، فهذه البقعة الجغرافية البسيطة وبسبب بعض الخلافات في المنطقة ومصالح دول كبرى تركت لمصيرها ووضعها الصعب وحياتها القاسية، في الوقت الذي لا تزال فيه أميركا تدافع عن إسرائيل بدلا من أن تتحدث عن الأطفال الذين نراهم يقتلون في كل يوم، فالمجتمع الدولي قد ماتت فيه الأحاسيس ومات فيه العقل والمنطق’.

وأشار إلى ’أننا في أيام حرب تموز 2006 كان الحصار علينا والاستهداف شبه كامل، ولم يكن لنا أي ناصر أو معين في تلك المواجهة لولا وقوف الجمهورية الإسلامية وسوريا والقوى المقاومة الشريفة في لبنان والمنطقة، فقد اعتمدنا على سواعد مجاهدينا وعلى تاريخنا وثقافتنا، وانتصرنا وألحقنا بالعدو هزيمة ما زالت آثارها إلى اليوم بادية وظاهرة، وقد تجسدت أحد دلائل عظمة ما أنجزته المقاومة في العام 2006 اليوم في غزة فالجيش الإسرائيلي هناك أصبح جيشا ضخما، لكنه بلا عقل ولا إرادة ولا عزم ولا قدرة على القتال بل هو جيش ضخم من حيث الشكل لكنه خاوي من حيث المضمون، لأن فتيان غزة يهزأون به ويلحقون به الهزيمة تلو الهزيمة”، لافتا إلى “أن الجيش الإسرائيلي دخل إلى الحرب البرية في غزة خائفا رغم كل التجهيزات والتحضيرات على مدى ثمانية سنوات، وهذا يعني أن الضربة التي وجهتها المقاومة في لبنان لجيش الاحتلال الإسرائيلي في العام 2006 كانت ضربة على الرأس جعلته جيشا مضعضعا’.

واعتبر صفي الدين ’أن ما يحصل في غزة يؤكد أنه حينما يظلم الناس وتستهدف مناطقنا ويستهدف الأطفال وتهدم البيوت وتدمر القرى لا يقف أحد في العالم مع المظلوم بل إن الذي يدافع عنا هو سلاحنا ومقاومتنا وقدرتنا الخاصة، لذلك فإننا نتمسك بمقاومتنا وسلاحنا ونعتبر هذا التمسك هو واجب ديني وإنساني وأخلاقي’.

وختم: ’كما يشاهد العالم في غزة الأطفال الشهداء فإننا نشاهد أيضا بشائر البطولة ونستكشف مشاهد الخزي والعار لأولئك الذين تآمروا على المقاومة يوما في لبنان والذين دافعوا عن إسرائيل وبرروا لها، والذين ما وقفوا يوما مع المظلومين من الشهداء والنساء الأطفال، وما دافعوا يوما عن المقاومة وعن قضيتها، وهم اليوم لم يغيرهم لا ربيع عربي ولا تبدل حكام فيتآمرون على المقاومة في فلسطين من أجل إرضاء أسيادهم الذين ربما في هذه المحاولة الجديدة يحاولون أن يحفظوا ما بقي من ماء وجههم’.

السابق
الجيش واصل عملياته طوال الليل لطرد العصابات المسلحة من عرسال
التالي
العيلاني: المطلوب اكبر دعم سياسي للجيش