لا سلسة والمجهول ينتظر الطلاب

دخلت أزمة سلسلة الرتب والرواتب في مرحلتها الخطرة مع اقتراب انتهاء مواعيد تسجيل الطلاب في الجامعات وعدم نيلهم الشهادات الرسمية بفعل عدم تصحيح الإمتحانات، الأمر الذي جعل وزير التربية الياس بو صعب يرفع الصوت ملوحا بحل لن ترضى عنه هيئة “التنسيق النقابية” في حين تمسكت الأخيرة بحقوقها لأن القضية باتت تتعلق بـ”كرامة” الأساتذة.

وقال بوصعب في مؤتمر صحفي من وزارة التربية عصر الخميس “إذا لم نتفق على إقرار السلسلة بأسر وقت ممكن فإن مستقبل الطلاب ذاهب نحو المجهول”.

وتحدث صراحة أن “الفراغ على المستوى الرئاسي بدأ يسنحب على العمل التشريعي وعمل الحكومة والسلسلة تقف عائقا أمام قرار الهيئة بتصحيح الامتحانات”.

وإذ كشف بو صعب أن “14 آذار وتيار المستقبل يدعمان اقرار السلسلة” أعلن أنه من “الواضح أن السلسلة لن تقر قريباً ولكن (رئيس مجلس النواب نبيه) بري طمأن أن أي قرار لا يتخذ الا بالمرور بالسلسلة”.

لكن بوصعب لوح بفرض حل ما لم تتراجه الهيئة بقوله “أنا وهيئة التنسيق موحدين في هذه المشكلة وأقول للهيئة الخلاف ليس معها وأريد منها أن تتفهم أن الوزير يجب أن يكون مع الطلاب أيضا لأنهم يتحملون إلى حد ما ونتأمل أن يسمعوا صوت الطلاب”.

وأوضح قائلا “من الآن حتى بداية الأسبوع المقبل كأقصى حد يجب أن نتوصل إلى حل مع هيئة التنسيق أو أنا سأتولى المسؤولية حسب ما يملي علي ضميري وما تملي علي مصلحة الطلاب”.

وردا على سؤال أجاب بو صعب “الخيارات كثيرة والآن لا خيار نهائيا” لافتا إلى أن “الأمر يتم باجتماع مع هيئة التنسيق ونتوصل إلى قرار ترضى عنه وممكن أن أتخذ قرارا لا ترضى عنه الهيئة”.

وختم وزير التربية “لا أعرف ما هو الحل ولكن سنجده والوزير هو موظف عند الشعب وأنا موظف عند الشعب ويجب أن أحقق المصلحة العامة ومن أجل إقرار السلسلة سأفعل المستحيل أما إذا وصلت إلى نصف الطريق أنقذ الرهينة (الطلاب) وأكمل بالمطالبة بإقرار السلسلة”.

وكان رد سريع من رئيس هيئة “التنسيق النقابية” حنا غريب الذي قال “لم نتسلم أي رد حول السلسلة إلا ما نسمعه من الصحف ووسائل الإعلام وأكرر نحن متمسكون بكل الحقوق”.

وكرر القول “ما زال مطلبنا 121% قبضنا منهم 45% وبقي منهم 75% ونرفض 1% “TVA” لأننا لا نقبل أن يُعطى بيد ويؤخذ بالثانية”.

وإذ رفض غريب أن يتحدث أحد عن الحرص على حقوق الطلاب “فنحن الأحرص عليهم ومليون لبناني يستفيد من السلسلة ونحن ضمير هذا البلد”.

ولفت إلى أن “الكلام عن الطلاب يجب أن يوجه لمن يأخذ الأساتذة والطلاب معا كرهينة”، شارحاً أن “القضية ليست تنازلا بل قضية فك أسر الأساتذة”.

وعليه كشف غريب “أننا ذاهبون إلى إضراب في القطاع العام في 6 آب ونحن إلى مزيد من التحرك”.

وبصوت عال تابع نقيب المعلمين في المدارس الخاصة نعمة محفوض “الآن يحملوننا مسؤولية الخطوط الحمر ولكن الطبقة السياسية هي من تتحمل ما يحصل والموضوع أصبح يتعلق بكرامتنا”.

وتوجه إلى الأهالي خاتما “إذا أردتم أن يأخذ أولادكم شهادات يجب أن يعلمهم أساتذة أكفاء”.

يذكر أن الهيئة رفضت سابقا وضع أسئلة للإمتحانات الرسمية لكنها تنازلت بعد مفاوضات مع بو صعب وأجرت الإمتحانات. وكان الإتفاق حينها على أن التصحيح لن يتم ما لم تقر سلسلة الرتب والرواتب.

وبحسب بوصعب في مؤتمره الخميس فإن مهلة الدخول إلى الجامعات تقترب وبعضها في العاشر من آب. وظل يكرر “ترقبوا حلا في الأيام الثلاثة المقبلة”.

السابق
الرضيعة «شيماء» تفارق الحياة
التالي
لاريجاني: الشعب الايراني على استعداد للجهاد بالمال والنفس في سبيل القضية الفلسطينية