في طرابلس: ما يجري في العراق ثورة ولا وجود لداعش هنا

بات الحديث عن العراق وجبة ساخنة يتناولها مشايخ المدينة في كلّ اجتماعاتهم ويتداولون أخبارها "السّارة". اعتبروا أيضاً أنّ داعش لم تكن وراء الثورة، إنّما عدّة فصائل بينها مناصرين وأتباع لنظام الراحل صدّام حسين سابقاً. وبحسب مصدر مقّرب من الحركات الإسلامية في المدينة، فقد "اتّفق سلفيو طرابلس على انّ الإعلام ركّز كالعادة على داعش كرأس الحربة في التقدّم ضد المالكي، استكمالاً لصورة البعبع الإسلامي".

كيف رأى أهل طرابلس، المدينة الشمالية المعروفة بكثافتها السكانية من الطائفة السنّية، أحداث العراق، خصوصاً في ظل الانقسام الطائفي السنّي-الشيعي المتنقل بين بلد عربيّ وآخر؟ هل اعتبر أهل طرابلس أنفسهم جزءاً من الحدث العراقي وما مدى صحة تواجد داعش في لبنان، تحديداً طرابلس؟
كل هذه الأسئلة تتبادر إلى الذهن عند التفكير بتأثير الملف العراقي على لبنان، خصوصاً في ظل كثرة الأقاويل والتحليلات التي قد تكون بهدف إيصال رسائل سياسية، بعيدة فعلياً عن الواقع.
لا وجود فعلي لداعش في طرابلس، هذا ما تشير إليه أوساط مطّلعة في المدينة الشمالية، على الرغم من أنّها تؤكّد أنّ عيون الحركات الإسلامية في ثاني أكبر مدينة لبنانية ترى في أحداث العراق الأخيرة “ثورة”.
يكثر الحديث عن الخلافة وإنشاء الدولة الإسلامية وامتداد داعش في مختلف البلدان العربية. الخطر الأصولي من غير شك محيط بلبنان، وقد استطاع النيل منه في بعض المحطات. لكن مدينة طرابلس، الخارجة للتو من الصراعات الدموية، ليس معقلاً لداعش.
حين تقدّمت داعش في العراق واستولت على عدّة مناطق هنا، مكملة توسّعها حتى الآن، اعتبرت الحركات الإسلامية في طرابلس هذا التقدّم “ثورة وانتصاراً على قمع نظام رئيس الوزراء نوري المالكي للسنة وقمعه لهم”.
بات الحديث عن العراق وجبة ساخنة يتناولها مشايخ المدينة في كلّ اجتماعاتهم ويتداولون أخبارها “السّارة”. اعتبروا أيضاً أنّ داعش لم تكن وراء الثورة، إنّما عدّة فصائل بينها مناصرين وأتباع لنظام الراحل صدّام حسين سابقاً. وبحسب مصدر مقّرب من الحركات الإسلامية في المدينة، فقد “اتّفق سلفيو طرابلس على انّ الإعلام ركّز كالعادة على داعش كرأس الحربة في التقدّم ضد المالكي، استكمالاً لصورة البعبع الإسلامي”.
“لم تكن داعش وحدها في ساحة المعركة. رافقها رموز النظام السابق أمثال عزّت الدوري، ومعهم العشائر العراقية وأهالي المنطقة… هذا ما حدث فعلاً”، بحسب الإسلاميين في المدينة.
لكن، ماذا عن الامتداد الفعلي وتواجد داعش في طرابلس؟ تنفي أجواء الحركات الإسلامية امتداداً كهذا، وتقول إن “مشايخ المدينة المعتدلين لا يدافعون أبداً عن داعش، بل على العكس، يعتبرونها خطراً عليهم”.
وبحسب المصدر، “لا يوجد داعش في طرابلس، لكن يوجد دواعش… يوجد أشخاص متعاطفين مع داعش، يحملون فكرها ويعتبرونها الأقوى والأفضل. ولكن كتنزيم أو مجموعات لها علاقة بداعش مباشرة، سواءً كانت علاقة تنظيمية أو علاقة عسكرية أو أي علاقة أخرى، فإنّ هذا غير موجود بتاتاً… على الأقلّ لغاية الآن”.
ويضيف المصدر: “في لبنان، لا يوجد أحد منظم مع داعش، والدولة الإسلامية في بلاد العراق والشام سبق وأصدرت بياناً نفت ان يكون لها أي عمل في لبنان. لكن لا أنفي وجود مؤيدين، مناصرين ومحبين، إلّا أنّهم ليسوا منظمين بشكل فعلي وإداري”.

السابق
«داعش»: 800 دولار أميركي مقابل «جهاد النكاح»
التالي
بالصور: رجمت حتى الموت تحت أعيُن الناس