من سيخلف خامنئي؟

علي الخامنئي

أثارت تصريحات أحد أعضاء مجلس الحكماء الإيراني عن ضرورة الاستعداد لمرحلة ما بعد المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي، تساؤلات حول الشخص المخول أن يحل مكانه.

وكتب بوردبار مقالة في موقع “المونيتور”، ذكر فيها ان قول حجة الإسلام غربانالي دري نجف أبادي قبل فترة “حفظَ الله المرشد الأعلى ومنحه حياة طويلة، لكن نحن في حاجة إلى الاستعداد لما سيحدث بعد رحيله”، يعدّ واحداً من أكثر التعليقات شجاعة التي يدلى بها عضو في مجلس الحكماء حول دوره الدستوري في اختيار المرشد الأعلى المقبل بعد انتهاء عهد خامنئي.

ولفت إلى ان خامنئي البالغ من العمر 75 سنة يبدو في صحة جيدة، لكن مسألة مَن سيخلفه تظل مهمة جداً بالنسبة إلى الجماعات السياسية في إيران.

وذكر بوردبار انه حتى الآن ما من خلف رسمي لخامنئي، متوقعاً أن تكون مهمة اختيار الخلف صعبة وأن تحاول مجموعات ذات مصالح متضاربة التأثير على انتخابات مجلس الحكماء لصالحها، بخاصة رئاسة المجلس، خصوصاً أن الرئيس الرسمي للمجلس محمد رضا مهدوي كاني، قد أصيب مؤخراً بنوبة قلبية وهو في حالة حرجة ولا أمل في عودته إلى الساحة السياسية.

ولفت إلى ان البعض يتكهّنون بأن آية الله هاشمي رفسنجاني يريد استعادة منصبه كرئيس للمجلس، كما أشار إلى ان آية الله محمود شاهرودي، وهو رجل دين بارز ولديه علاقات وثيقة مع خامنئي، يشغل منصب رئيس المجلس بالوكالة، وسيبقى حتى يتحدّد مصير مهدوي كاني، أو حتى إجراء الانتخابات.

ونقل عن رجل دين في قُم طلب عدم الكشف عن هويته، أن شاهرودي هو الشخص المتوقع أن تقبله الأجهزة الأمنية في إيران كمرشد أعلى، لكنه لفت إلى انه لا يملك الكاريزما اللازمة والمهارات الخطابية ليكون المرشد الأعلى.

وأضاف: بعد وفاة المرشد الأعلى سيضغط السياسيون المقربون من رفسنجاني من أجل انتخاب حسن الخميني، الذي يعتبرون أنه أظهر مرونة تجاه الحرس الثوري، لكنه لفت إلى ان تقاربه مع الإصلاحيين، سيشكل مشكلة للحرس الثوري.

كما نقل عن محمد نوري زاد، وهو واحد من المعارضين السياسيين الأكثر جرأة في إيران، انه ليست للشاهرودي شعبية داخل إيران وليس لديه مكانة دولية، في حين انه لا يمكن دعم الخميني لأنه لم ليس ملما بالقضايا التي تهم بلده، وغير قادر على الاعتراض على المصاعب التي يتعرض لها الناس، وبالتالي لم يكن قادراً على كسب ثقة الشعب.

وختم بوردبار بالقول انه وفقاً للدستور، يجب أن يكون القائد الأعلى فقيهاً رفيع المستوى كما يجب أن يستطيع أيضاً إدارة الشؤون السياسية، ورأى ان هناك عددا محدود جداً من آيات الله الكبرى الذين يمكنهم إدارة الشؤون السياسية للبلد، وقد حاول البعض الآخر استخدام نموذج خامنئي نفسه ليبيّن كيف سيتم اختيار المرشد المقبل، ولكن الكثيرين يعتقدون ان اختياره حدث في حقبة فريدة من نوعها في إيران، مع انتهاء حرب مدمّرة استمرت 8 سنوات مع العراق ووفاة مؤسس الجمهورية الإسلامية، ويقولون إن الظروف في ذلك الوقت ليست مماثلة للظروف المستقرة نسبياً في إيران اليوم.

السابق
الاسد شارك في صلاة الفطر في دمشق
التالي
حزب الله مستمرّ في تجفيف منابع الإرهاب