جمهور حزب الله: حماس ناكرة للجميل

حزب الله واجه أسلوبه القتالي الذي درّبه وعلّمه "لحركة حماس" في القصير والغوطة وغيرها من المناطق مما يدلّ على أنّ حركة حماس لها اليد الطولى في الحرب ضد الحزب في سورية. ولعل أخطر ما تردد هو تقديم حركة حماس ألغاماً أرضية للمعارضة السورية المسلحة زرعتها في مدينة "القصير" كانت قد حصلت عليها، أي حماس، من حزب الله، وتدرّبت على كيفية زرعها وتمويهها على أيدي خبراء من حزب الله.

منذ بداية الانتفاضة الشعبية المطالبة بالاصلاحات واحترام حقوق الانسان في السورية ضد الظلم والاستبداد وفي سبيل العيش بكرامة، عاشت حركة المقاومة الاسلامية “حماس” في مأزق حرج في حسم خيارها. حركة “حماس” كانت تعيش وضعاً أقرب الى المثالية قبلها، حيث كانت تتمتع بوضع خاص وسط محور الممانعة، وتستفيد من دعمه ومساندته مالياً وعسكرياً وسياسياً. إلاّ أنّ الحرب السورية والتدخلات الاقليمية والعالمية فرضت على قيادة الحركة أن تختار أحد معسكرين، النظام، أو خندق المعارضة. ففضّلت حماس الرحيل والانضمام إلى المعسكر الأصولي السنّي متماهية مع رموز هذه مثل الشيخ يوسف القرضاوي رئيس هيئة كبار العلماء، وحركة الاخوان المسلمين.

انحياز حماس الى “المعسكر السني”، الذي تقوده دول مثل المملكة العربية السعودية وقطر وتركيا أدى الى انهيار علاقاتها مع المحور السوري الإيراني مصدر الدعم المالي والعسكري الأساسي لها على مدى السنوات العشرين الماضية، وتدهور علاقاتها الاستراتيجية مع “حزب الله” الذي شكل مظلة أساسية لها في لبنان، بل داخل قطاع غزة، ووفر لها التدريب والسلاح.
ولعل النقطة الابرز اعتبار حماس أن تدخل حزب الله في الوحول السورية إسهاماً في زيادة الاستقطاب الطائفي في المنطقة، وهي نقطة مثيرة للجدل علاوة على كونها تزيد من غضب حلفائها القدامى الذين سيقولون أنهم عندما احتضنوها، وهي السنّية البحتة لم ينطلقوا من منطلقات او اعتبارات طائفية.
ناهيك عن أنّ حزب الله واجه أسلوبه القتالي الذي درّبه وعلّمه “لحركة حماس” في القصير والغوطة وغيرها من المناطق مما يدلّ على أنّ حركة حماس لها اليد الطولى في الحرب ضد الحزب في سورية. ولعل أخطر ما تردد هو تقديم حركة حماس ألغاماً أرضية للمعارضة السورية المسلحة زرعتها في مدينة “القصير” كانت قد حصلت عليها، أي حماس، من حزب الله، وتدرّبت على كيفية زرعها وتمويهها على أيدي خبراء من حزب الله.
هذا الأمر أثار حفيظة جمهور الممانعة في لبنان خصوصاً الضاحية الجنوبية، فبدأ الموقف السلبي من حماس يزداد والندم على ما فعلته إيران ومن ثم حزب الله في سبيل إبقاء حماس ورقة رابحة.
إلى حين أتت حرب إسرائيل على “غزة” تزامناً مع المعركة الشرسة التي يقودها حزب الله في سوريا بوجه التكفيريين، فلم ينس جمهور الممانعة وقفة حماس الى جانب المعارضة السورية ضد نظام بشار الاسد.
وفي سؤالنا شريحة من جمهور الممانعة عن رأيهم في حرب إسرائيل على غزة، معظمهم يجيب: “بيستاهلوا، فكما لم يقفوا معنا في معركتنا ضد الإرهاب في سوريا، فنحن الآن لن نقف ولن نتعاطف معهم ولا يهمنا الأمر كلياً”. وبعضهم يقول: “نحن متعاطفون مع الشعب في غزة، ولكن لسنا مع حماس”.
واللافت في الأمر، أنّ تلفزيون المنار تردّد بداية العدوان الاسرائيلي على غزة في نقل الحرب بانتظار تبلور موقف سياسي في الحزب يعطيه الضوء الاخضر بالوقوف الى جانب الفلسطينيين ومنهم حركة حماس التي تقود المقاومة في غزة. وبالرغم من تأكيد أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله في خطاب يوم القدس على دعم المقاومة الفلسطينية بكل أطيافها فإن جمهور الممانعة لايزال على موقفه السلبي من حماس “الناكرة للجميل” والتي خانت محور الممانعة.

السابق
فابيوس: الاجتماع الدولي في باريس يدعو الى تمديد الهدنة الانسانية
التالي
مسيرات حاشدة في مخيم عين الحلوة تضامنا مع غزة