اللحم العربي الرخيص من المحيط الى الخليج

لطالما كان اللحم العربي رخيصاً، لن ننتصر فعلاً إلا إذا رفعنا سعره وحمينا اهلنا واطفالنا من نيران العدو قبل ان نفكر حتى بمجرد مقاومة! أغلب "انتصاراتنا" حتى اليوم تحققت عبر مشاهد الأشلاء والجثث المتفحمة التي "نناضل" على الفيسبوك لإيصالها للرأي العام العالمي.

تعالوا نحكي بصراحة! نعم وبقوة لكل مقاومة تهز كيان العدو، نعم لكل مقاومة تهدف فعلاً إلى تحرير فلسطين (حتى وإن عجزت) ولكن… قبل كل شيء الأجدى بنا تجهيز الأرضية الخصبة لانتصار يمكن تحقيقه إذا صفت النيات.. اطفالنا مجردُ اشلاءٍ يلعبون على الطريق، الفساد والفقر والظلم والبلطجة والتذابح امورٌ “بديهية” عندنا، حكامنا يعيشون في ابراجهم العاجية و”شهداء” المستقبل حول قصورهم يحجون!

ترانا نتحمس ونطالب مثلاً بتدمير مفاعل ديمونا ونحن نعلم ان أصغر مستوطن يملك قناعاً واقياً وملجاً مجهزاً بكل مستلزمات الحياة والرفاهية لفتراتٍ طويلة فيما اطفالنا لا يحميهم اكثر من لوح صفيح! لطالما كان اللحم العربي رخيصاً، لن ننتصر فعلاً إلا إذا رفعنا سعره وحمينا اهلنا واطفالنا من نيران العدو قبل ان نفكر حتى بمجرد مقاومة! أغلب “انتصاراتنا” حتى اليوم تحققت عبر مشاهد الأشلاء والجثث المتفحمة التي “نناضل” على الفايسبوك لإيصالها للرأي العام العالمي، هذا الرأي العام الحي يتحرك مُسقطاً رؤوساً وحكوماتٍ عدوة لنا فيما رأينا العام هو رأي القائد والزعيم الخالد، والويل الويل لمن يفتح فمه لغير لعق الفُتاتِ والتهليل والتطبيل ورفع شارات النصر على الركام!!

المحرمات والممنوعات والتهويل وكم الأفواه عن قول احاسيسنا هي سببٌ مكمل لمآسينا، ممنوع قول الحقيقة، ممنوع الإشارة إلى الواقع كما هو، “الهزيمة” او مجرد الإخفاق عندنا كفرٌ وجريمة..

نحن أمةٌ لم يخلقها الله إلا لـ”تنتصر”، لا قيمة للحياة البشرية عند اصحاب المشاريع والقضايا المزيفة، كلنا شهداء سائغون، المهم ان يبقى القائد والحواشي!

من يستحق التقدير في هذه المعمعة هو المقاوم على الأرض الذي وجد نفسه يدافع عن اهله واطفاله ولا يفهم بحسابات الأنظمة والأجهزة ومساومات العدو و”الصديق”!

من يستحق الخشوع لروحه هم الأطفال وكل الشهداء.. اما اللعنةُ فمستحقوها كثيرون، لعنةٌ طويلة من المحيط إلى الخليج..

السابق
اعتصام تضامني مع جورج عبد الله: أكثر من 30 عاماً في سجون فرنسا وصمة عار
التالي
عن نشوء السلفية في لبنان منذ العام 1946 (1)