كيف وافق إسلاميو عين الحلوة على انتشار القوة الأمنية؟

بعد أن انتشرت القوّة الأمنيّة الفلسطينيّة المشتركة في عين الحلوة وسط ترحيب شعبيّ فلسطيني لافت، اتجّهت الأنظار نحو القوّة لتراقب عملها، على قاعدة أنّ “العبرة في التنفيذ والتطبيق الميداني”.

وأكدت مصادر أمنية مطّلعة أنّ غالبيّة المراجع الامنية اللبنانيّة الرسمية والجهات الديبلوماسية العربية والأجنبية ترصد كيفية تعاطي القوّة مع أول احتكاك يمكن أن يقع مع القوى السلفية المتشدّدة (كمجموعة الناشط السلفي بلال بدر أو “فتح الإسلام” و”جند الشام” وغيرهم..)، وإن كانت ستبادر إلى توقيف أي مطلوب أو متورط بأعمال إرهابية أمنية في المخيم أو خارجه.
وطالبت بإعطاء القوّة الأمنية فرصة لاثبات وجودها وفعالياتها، أو فترة سماح لاستطلاع بقعة العمل الامني ورصد كل التحركات في المخيم قبل الحكم عليها وعلى مهمتها.
في المقابل، كشفت مصادر أمنية مطلعة ان لقاءات تمهيدية عقدت قبل انتشار القوة الامنية بين عدد من الناشطين الاسلاميين المتشددين في عين الحلوة وقوى فلسطينية اسلامية بقيت بعيدة عن الأضواء. وكان محور اللقاءات موضوع انتشار القوة بعد أن اتخذت القوى الإسلامية على عاتقها مهمة فتح الحوار مع المتشددين السلفيين في المخيّم.
وأشارت إلى أنّ اللقاءات هدفت إلى نقل رسالة تنصّ على ضرورة موافقة القوى والناشطين الاسلاميين المتشددين في المخيم على انتشار القوة الأمنيّة وعدم اعتراضها، كونها ضرورة لإراحة الوضعين الفلسطيني في المخيمات واللبناني بشكل عام ولإبعاد شبهة الإرهاب عن عين الحلوة، موضحةً أنّ النقاشات داخل اللقاءات أكدت أنه من غير الممكن سياسيا وامنيا بقاء القوى السلفية خارج الاجماع الفلسطيني السياسي والفصائلي الاسلامي والوطني المؤيد لانتشار القوة الأمنية، وإلا وضعوا كقوى متشددة في دائرة المعطّلين والمعرقلين للانتشار.
ولفتت الانتباه إلى أنّ الوفد الذي فاوض القوى السلفية شدد على عدم اعتراض عمل القوة الامنية من جهتهم مقابل وعد قطع لهم بأن القوة الامنية “لن تستهدفكم، وانتم لستم في دائرة الخطر بالنسبة لعملها”.
وأشارت المصادر إلى أنّ اللقاءات أثمرت موافقة مشروطة للانتشار بأن لا يتوغل في عمق الاحياء المحسوبة على القوى السلفية كـ”فتح الإسلام” و”جند الشام” ومناطق تواجد هيثم الشعبي وبلال بدر وغيرهم.. ولتكون عملية الانتشار، أمس الأول، مترافقة مع إجماع فلسطيني لم تحظَ بها فعاليات وأنشطة حيوية فلسطينية سابقة.
إلى ذلك، أكد مسؤول “الجبهة الديمقراطية” في صيدا فؤاد عثمان أن “خطوة انتشار القوة جاءت تتويجاً لتفاهم سياسي فلسطيني – فلسطيني من قبل الأطر السياسيّة الوطنية والإسلامية مع تفاهم فلسطيني لبناني”، مشدداً في الوقت عينه على أنّ “هذه الخطوة لا تكفي بالمخيمّ لأن مشكلتنا ليست أمنية فقط بل المطلوب إعادة النظر بتنظيم العلاقة الفلسطينية اللبنانية، لأن المشكلة أيضاً سياسية تتمثّل بالحقوق الفلسطينية الاجتماعية والإنسانيّة”.
وفي مقرّ قيادة “التنظيم الشعبي الناصري”، عقد، أمس، لقاء سياسي لبناني – فلسطيني، في حضور الأمين العام لـ”التنظيم” أسامة سعد، الذي أشار إلى أنّ “انتشار القوة هو بالدرجة الأولى لحماية الشعب الفلسطيني في المخيّم والتأكيد على التضامن اللبناني”.
بدوره، أمل مفتي صيدا واقضيتها الشيخ سليم سوسان أن يتعاون كافة الفلسطينيين من اجل الاستقرار والأمن في المخيمات ولا سيما مخيم عين الحلوة لأن أمنه من امن صيدا وامن صيدا من أمنه”، داعياً الفلسطينيين إلى “تجنيب ساحتهم ومخيماتهم أية صراعات لا تخدم إلا العدو الصهيوني”.

السابق
ايران: 411 حالة إعدام خلال النصف الأول من العام
التالي
إيران تحث العالم على منع كارثة إنسانية