مفارقة النصر والأشلاء

النصر
لا يُزعجنا تناثر اشلائنا على الأسطح والطرقات حيث لا ملاجىء ولا من يلتجؤون، المهم "الكرامة". ترانا بعد وقف الحرب نتسابق لأخذ صور تذكارية على الركام ونحن نرفع شارات النصر مُنتَشين! لا قيمةَ بشرية كبيرة لنا في قاموس القادة والأولياء المتحكمين.

لا يُزعجنا تناثر اشلائنا على الأسطح والطرقات حيث لا ملاجىء ولا من يلتجؤون، المهم “الكرامة”. ترانا بعد وقف الحرب نتسابق لأخذ صور تذكارية على الركام ونحن نرفع شارات النصر مُنتَشين! لا قيمةَ بشرية كبيرة لنا في قاموس القادة والأولياء المتحكمين.

لطالما سخر العرب من هرولة الإسرائيليين إلى الملاجىء، مشهدهم وهم منبطحون بطريقةٍ علمية مدروسة يُسلينا فتجدنا نتشارك صورهم على الفيسبوك ونقهقهه: يا لهم من جبناء! في المقلب الآخر لا يُزعجنا تناثر اشلائنا على الأسطح والطرقات حيث لا ملاجىء ولا من يلتجؤون، المهم “الكرامة”. ترانا بعد وقف الحرب نتسابق لأخذ صور تذكارية على الركام ونحن نرفع شارات النصر مُنتَشين!

لا قيمةَ بشرية كبيرة لنا في قاموس القادة والأولياء المتحكمين، كلنا شهداء المستقبل، شهداء سائغون يستحلون منا ما يعجبهم وساعة يريدون!
يسقط منا المئات والآلاف وتُدمر البيوت على رؤوسنا ونعيش بلا ماء ولا كهرباء وبلا سقوف ولا مدارس ولا طبابة ولا ولا… ثم بعد الإطمئنان على سلامة القائد الخالد نخرج مهللين مُكبرين: “ألم ينتصر الدمُ على السيف!؟ “. وندعو الى المشكرة في النشر.
صور اشلائنا على الفيسبوك تحت عبارة: “شارك بالنشر حتى يستفيق الضمير العالمي”. عبارات لطالما قرأناها على. وقد وصل العدد إلى اربعين وخمسين ومئة، لكنّنا على طريق النصر. ننتصر عندما يصل عدد الشهداء إلى الف. هنا يستفيق الضمير العالمي، ربما.. ليس ضميرنا من يستفيق، إنه ضمير اعدائنا وخصومنا الذين يُسقِطون قادةً وحكومات عند ادنى مشهد اشلاء. نفرح لأعداد شهدائنا المتصاعد لأن ضمير اعدائنا سوف يستفيق. نتوسّلهم بأنهار دمائنا واشلاء اطفالنا ونسائنا لإسقاط حكوماتهم اما نحن فلا مسؤولية علينا، لا نُحاسِب لا نٌسائل، هناك من يفكر عنا ويقرر عنا ومن يجرؤ منا على السؤال او حتى التفكير بقدراته الذاتية المتواضعة هو حاقدٌ وخائنٌ وعميل.

السابق
بري يعدل عن مشاوراته لانسداد أفق الحلول
التالي
المحكمة الدولية الخاصة بلبنان تلوّح بتوقيف ابراهيم الأمين