ثورة المدن السورية الساحلية

شاركت المدن الساحلية في نضال الثورة السورية الديموقراطي، منذ انطلاقتها، استطاع النظام في حال مدينتي جبلة وطرطوس الساحليتين القضاء على الأسلوب السلمي الديموقراطي للثورة مبكراً، بطريقة دموية، ثم أجهز على ثورة اللاذقية السلمية في أغسطس 2011، واستمرت مدينة الحفة في الحفاظ على سلمية ثورتها حتى اجتياحها من قبل قوات النظام وميليشياته في تموز 2012، وهي على الطريق الرئيس لقلعة صلاح الدين الشهيرة، وصلنفة.. وضع النظام حداً لنضال مدينة جبلة السلمي (بين اللاذقية وبانياس) بسلسلة من عمليات القتل والاعتقال لتظاهراتها المتتالية، ختمتها، يوم الأحد 24 أبريل 2011، بمذبحة لمشيعي شهداء تظاهرة اليوم السابق، رافقتها بحملة اعتقالات واسعة للنشطاء، أرادت بذلك وضع حد للتظاهرات السلمية، جرت المذبحة هذه في محيط جامع أبو بكر، سقط حينها تسعة مدنيين على الأقل بين المشيعين والكثير من الجرحى. وشاركت بانياس منذ آذار2011 بالتزامن مع درعا في الثورة السلمية، وبقيت مستمرة في تظاهراتها واحتجاجاتها حتى اجتياحها من قبل الجيش والشبيحة والمخابرات في أيار 2011. أصبحت بانياس بعد الاجتياح تحت طوق أمني خانق، امتلأت بالحواجز الأمنية، فيما احتلت القوات الأمنية نحو 20 بناء فيها.. دفعت اللاذقية ضريبة ثورتها ،”دماء غالية زادت عن الثلاثمئة شهيد. وكان من نتيجة ذلك خروج آلاف من شبابها إلى الأرياف الشمالية المحاذية للحدود مع تركيا حيث انخرطوا في صفوف قوى المعارضة المسلحة. هكذا وضع اجتياح قوات النظام وشبيحته لجبلة، ولبانياس، حداً للتظاهرات السلمية، وفتح الطريق للجمع للتوجه لحمل السلاح..

السابق
عشائر العراق: الثورة مستمرة
التالي
ماذ تضمن نداء جنبلاط لدروز جبل الشيخ؟